اكتشف من أين يأتي القطران: عمليات استخراج القطران وأصوله

محمد الزهراني
3 دقيقة للقراءة

القطران

القطران هو خليط من مواد هيدروكربونية تنتج عند عملية تقطير النفط، حيث يعتبر القطران من المواد عالية اللزوجة لذلك نجده في أسفل برج التكرير مخلوطاً مع بعض العناصر مثل الكبريت والنتروجين والرصاص وغيرها، وكانت مادة القطران معروفة منذ القدم، حيث كان العرب يقومون بوضع هذه المادة على الماشية لحمايتها من داء الجرب، وابعاد الحشرات عنها، كما كانوا يستعملون القطران في طلاء الأواني والقدحان حتى لا تدخلها الحشرات.

كانت النساء قديماً يقمن بدهن رؤسهن حتى لا يصيبهن القمل فللقطران قدرة على طرده، كما كان الناس قديماً يدهنون به بيوتهم الخشبية حتى يحموها من النمل الأبيض الذي يأكل الخشب. وقد قامت الطائفة اليهودية قمران باستخدام القطران في طلاء الجرار الفخارية التي وضعت فيها مخطوطاتها لما للقطران من قدرة على حفظ المواد من التلف، وفي عالم التجميل كان للقطران نصيب أيضاً فأصبحنا نرى خلطات للشعر يدخل القطران في تركيبها، حيث يمزج القطران مع زيت الزيتون وحبة البركة مع بعضهم ثم تعبأ المحتويات في قارورة وتوضع على الشعر لتكثيفه وتطويله وجعله لامعاً.

ولكن كان للقطران آثار سلبية حينما أُُُدخل كأحد مكونات السيجارة أو ما يعرف بلفافة التبغ، حيث إن ّوجود مادة القطران فيها يعمل على تعطل تبادل الغازات في الحويصلات الهوائية لكون القطران مادة شديدة اللزوجة، مما قد يكون أحد أسباب الأصابة بالأمراض الصدرية والسرطانات نتيجة استنشاق هذه المادة، كما قد قامت بعض البلدان بإجبار الشركات التي تصنع لفافة التبغ بتدوين نسبة القطران التي تدخل في السيجارة ويمكن معرفة نسبتها مخبريا، حيث يحتوي دخان السجائر على مواد متناهية في الصغر يمكن جمعها وتوزينها مع ضرورة إزالة نسبة الماء والنيكوتين اللذين يكونا مخلوطين مع القطران.

هناك ما يعرف بقطران الفحم (Coal Tar) وينتج كمادة ثانوية عند تكون الفحم الحجري ، ويظهر على شكل سائل غامق اللون ذو رائحة نفاذة تشبه رائحة النفثالين، حيث تم استعماله في علاج الأمراض الجلدية مثل الصدفية لما له من قدرة في تقليل الالتهابات والحكة، فيعقم المكان الذي يدهن فية ويستعيد الجلد شكله من جديد.

يجب الانتباه إلى حدوث بعض الآثار الجانبية عند استخدام قطران الفحم في علاج الأمراض الجلدية مثل احمرار الجلد وتحسسه، كما أنه لا يجب استخدامه على الوجه أو المناطق التي بها جروح، أو أمراض بكتيرية، وقد حددت منظمة الغذاء والدواء أن النسبة الواجب تواجدها في منتجات قطران الفحم ما بين 0.5 – 5% من حيث التركيز لضمان أن تكون المنتجات آمنه ولا تسبب سرطانات الجلد.

شارك في هذا المقال
أنا محمد الزهراني، كاتب وباحث شغوف بعلوم الأرض. حصلت على درجة الدكتوراه في الجيولوجيا من جامعة الملك عبد العزيز، حيث ركزت على دراسة النشاط الزلزالي في المنطقة العربية. لدي خبرة تمتد لأكثر من 10 سنوات في كتابة المقالات العلمية والتقارير البحثية التي تهدف إلى نشر الوعي بأهمية فهم ديناميكيات كوكبنا. شغفي يكمن في تحويل المفاهيم العلمية المعقدة إلى محتوى يسهل فهمه للجمهور العام. أسعى دائمًا لاستكشاف الظواهر الطبيعية وتوثيقها بأسلوب يلهم القراء للتفكير في علاقتهم بالبيئة المحيطة. كتاباتي تجمع بين الدقة العلمية والإبداع لتقديم رؤى جديدة حول عالمنا المتغير باستمرار.
Leave a Comment