سر تكوين الدموع: مصدرها وأهميتها لصحة الجسم

أنس الحارثي
4 دقيقة للقراءة

تشكّل الدّموع

تتشكّل الدّموع في الغدد الدمعيّة التي توجد أسفل الجفون العلويّة في العين، حيث تمرّ هذه الدموع عبر القنوات الدمعيّة التي تكون على شكل أنابيب صغيرة موجودة بين العينين والأنف، لتعمل كأحواض لتجميع الماء، وعندما تمتلئ العيون بالدّموع، فإنّها تتسرّب عن طريقها، كما يمتلك الأشخاص قناتين دمعيّتين، حيث توجد كلّ قناة بالقرب من الزاوية الداخليّة لكلّ عين، ويمكن ملاحظتها عند سحب الجفن السفلي بلطف إلى الأسفل، فتظهر على شكل ثقوب.
عند تدفّق الدّموع بسرعة في حال البكاء بحرقة، فإنّ القنوات الدمعيّة لا تستطيع ترشيحها جميعاّ، لذا يمكن تسرّب بعضها خلال الأنف،1
ومن الجدير بالذّكر أنّها تكون على شكل سائل مالح، يتكوّن من البروتين، والماء، والزيت، والمخاط.2

أنواع الدموع

يمكن تصنيف الدّموع إلى ثلاثة أنواع، فلكل نوع سبب مختلف، وهي كالآتي:2

  • الدموع العاطفيّة (بالإنجليزية: emotional tears): يتمّ إطلاق هذه الدّموع عند الشعور بالحزن، حيث تعمل الغدد الصماء على إطلاق الهرمونات في العين؛ ممّا يؤدّي لتشكّل الدموع.
  • الدّموع القاعديّة (بالإنجليزية: Basal Tears): يُنتج الجسم البشري ما يقارب 296-148 مليمتراً من الدّموع القاعديّة يوميّاً، حيث تعمل على حماية العينين من الجفاف، وقد تتسرّب عبر تجويف الأنف؛ فيؤدّي لسيلانه بعد المرور بانفعال عاديّ.
  • الدّموع اللاإرادية (بالإنجليزية: reflex tears): يُساعد هذا النّوع من الدّموع على حماية العين من المهيّجات المزعجة، كالدخان، أوالبصل، أو حتى الرّياح القوية والمُغبرّة؛ فتقوم الأعصاب الحسيّة في قرنية العين بإيصال هذا التهيج إلى جذع الدماغ (بالإنجليزية: brainstem)، والذي بدوره يُرسل الهرمونات إلى الغدد في الجفون، فتتسبّب بتشكيل الدّموع، ممّا يساعدها على التخلّص من المادّة المهيّجة بشكل فعّال.

فوائد الدموع

إنّ للدّموع العديد من الآثار الإيجابيّة على الشخص، منها:3

  • تهدئة النّفس؛ وتقليل الحزن؛ حيث وجدت دراسة أُجريت عام 2014 أنّ للبكاء تأثيراً مباشراً ومهدئاً للنّفس، كما أوضحت كيفية تنشيط الجهاز العصبي اللاوُدِّي (بالإنجليزية: Parasympathetic nervous system)، الذي يُساعد على الاسترخاء.
  • تخفيف الألم؛ حيث وجدت الأبحاث أنه الدموع العاطفيّة تساعد على إطلاق الأوكسايتوسين والإندورفين، وهي موادّ كيميائية تحفّز الشّعور بالرضا، وتخفّف الألم العاطفي والجسدي.
  • الحصول على الدّعم من الآخرين؛ حيث أوضحت دراسة أُجريت عام 2016 أنّ البكاء يُعتبر سلوكاً للتعلَق، لأنّه يستنجد الدّعم والمساعدة من الآخرين، كما يُعرف بالمنافع الشخصيّة أو الاجتماعيّة.
  • تحسين الرّؤية؛ حيث يتم إفراز الدّموع القاعديّة في كلّ مرّة يرمش فيها الشخص، فهي تساعد على الحفاظ على رطوبة العينين، وحماية الأغشية المخاطية من الجفاف، كما يُوضّح المعهد الوطني للعيون أنّ إفرازها يوفّر رؤيةً أكثر وضوحاً؛ فعندما تجفّ الأغشية تصبح الرؤية ضبابيةً.
  • تحسين المزاجيّة؛ حيث يساهم كلاً من الأوكسايتوسين والإندورفين في تحسين الحالة المزاجيّة ورفع المعنويّات.
  • تخفيف التّوتر؛ تحتوي الدّموع بسبب الإجهاد على مجموعة من هرمونات التوتّر، وغيرها من المواد الكيميائيّة، فقد وجد الباحثون أنّ البكاء قد يقلّل من مستويات هذه المواد الكيميائية في الجسم، والتي تقلّل بدورها من التوتر، لكن ما زال هناك حاجةٌ لإجراء المزيد من البحوث في هذا المجال.
  • قتل البكتيريا؛ يُساعد قتل البكتيريا على الحفاظ على نظافة العيون، حيث تحتوي الدّموع على سائل يسمى الليزوزيم (بالإنجليزية: lysozyme) الذي يحتوي على خصائص مضادّة للميكروبات القويّة، كما يمكنها الحدّ من المخاطر البيولوجيّة، مثل: الجمرة الخبيثة (بالإنجليزية: anthrax)، وذلك بحسب دراسةٍ أُجريت عام 2011.

المراجع

  1. Steven Dowshen, “Why Do Eyes Water?”، www.kidshealth.org, Retrieved 5-2-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ALIA HOYT, “How Crying Works”، www.science.howstuffworks.com, Retrieved 5-2-2018. Edited.
  3. Lana Burgess (7-10-2017), “Benefits of crying: Why it’s good to shed a few tears”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 5-2-2018. Edited.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب أنس الحارثي - متخصص في التغذية الصحية ونمط الحياة
بواسطة أنس الحارثي
أنا أنس الحارثي، كاتب ومدرب مهتم بالصحة والعافية. حصلت على درجة البكالوريوس في التغذية والصحة العامة من جامعة الملك سعود، وأمتلك خبرة تزيد عن 7 سنوات في كتابة المقالات والمحتوى التعليمي حول الصحة. شغفي يكمن في نشر الوعي حول أهمية العادات الصحية وتقديم نصائح عملية لتحسين جودة الحياة. عملت مع العديد من المنصات الرقمية والمجلات لتوفير معلومات دقيقة ومحدثة. أؤمن بأن المعرفة هي الخطوة الأولى نحو حياة أفضل، وأسعى دائمًا لإلهام الآخرين من خلال كتاباتي لاتخاذ قرارات صحية مستنيرة. هدفي هو تمكين الأفراد من العيش بصحة ونشاط من خلال محتوى موثوق ومباشر.
Leave a Comment