استكشاف تاريخ مدينة عدن القديمة: جولة تاريخية حول العالم

حسن الراشد
3 دقيقة للقراءة

مدينة عدن قديماً

يعود تأسيس مدينة عدن القديمة إلى القرن السّادس قبل الميلاد، وكلمة عدن أو عادن تعني: أقام في المكان، وقد ورد ذكرُها في سفر حزقيال في كتاب التّوراة، وسمّاها اليونانيّون العربيّة السّعيدة، وقد ذُكرت في أكثر من حديث للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: (إنّ حوضي أبعدُ من أيلةَ من عدنٍ) [ صحيح مسلم]، كما ذكر الطّبريّ بأنّ سبب التّسمية يعود إلى عدن بن عدنان، وقال ابن خلدون في وصفها: (وعدن هذه من أمنع مدائن اليمن)، كانت تُلقّب بعين اليمن، أما حالياً فهي تأتي في المقام الثّاني من حيث الأهمّيّة بين المدن اليمنيّة بعد صنعاء، وهي عاصمة الاقتصاد اليمنيّ، ومن المدن التّوأمة لها: اللاّذقية، وشنغهاي، وجيبوتي. يبلغ عدد سّكان مدينة عدن ثمانمئة وخمسة وستّين ألف نسمة، يتحدّثون عدّة لهجات، منها: الحضرميّة، والتّعزيّة، والعدنيّة، والبدويّة.

الموقع والمساحة

عدن مدينة ساحليّة، تقع في الجهة الجنوبيّة من اليمن، على خليج عدن الواقع على المحيط الهنديّ وبحر العرب، تحدّها من الجهة الشّماليّة والشّرقيّة محافظة لحج، بينما من الجهة الشّماليّة الغربيّة فتحدّها محافظة أبين، وتبلغ مساحتها حوالي سبعمئة وستّين كيلومتراً مربّعاً، وترتفع عن سطح البحر مسافة تُقدّر بستّة أمتار، وتبعد عن مضيق باب المندب حوالي مئة وسبعة وسبعين كيلومتراً.

التّاريخ

خضعت عدن إلى حكم مملكة أوسان القديمة، ثمّ توالى على حكمها ملوك سبأ في القرن السّابع قبل الميلاد، وخضعت إلى ملوك حمير في عام مئتين وخمسة وسبعين ميلاديّة، ومن بعدهم سقطت تحت حكم الإمبراطوريّة السّاسانيّة، وذلك في عام ستّمئة وواحد وسبعين ميلاديّة، ومع بداية الدّعوة الإسلاميّة عام ثمانمئة وتسعة عشرة ميلاديّة حكمتها دولة بني زياد، وبعدها الصّليحيّون، والأيّوبيون، والدّولة الرّسوليّة في القرن السّادس عشر، كما احتلّها العثمانيّون، ومن بعدهم الإنجليز عام ألف وثمانمئة وتسعة وثلاثين ميلاديّة، في حين نالت استقلالها بزعامة قحطان محمد الشّعبي عام ألف وتسعمئة وسبعة وستّين ميلاديّة.

أهمّ المعالم التّاريخيّة والأثريّة

  • صهاريج المياه: وعددها سبعة عشر صهريجاً، تقع في وادي الطّويلة، في منطقة كريتر، وتتّصل ببعضها البعض بشكل تسلسليّ، حيث تُحجز المياه المنحدرة من هضبة عدن، في سدودٍ وقنوات وخزّانات ضخمة؛ لتُستَهلك فيما بعد.
  • قلعة صيرة: وهي من أهمّ القلاع والحصون، وتعود إلى القرن الحادي عشر الميلاديّ، وتوجد فيها معدّات وتحصينات حربيّة.
  • ساعة بيغ بين عدن: وقد بناها الإنجليز، وهي ساعة برجيّة ضخمة في منطقة وحي التّهاوي.
  • مسجد أبان: وهو مسجد تاريخيّ، بناه أبان بن عثمان بن عفّان.
  • باب عدن (العقبة) : وهو عبارة عن ثلمة في الجبل، وُسّعت عدّة مرّات، حتّى أصبح بوّابة مهمّة للمدينة، بُني فوقه جسر، وكان الباب قديماً يُفتح في النهار، ويُغلق في المساء.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب حسن الراشد - متخصص في السفر إلى الوجهات غير التقليدية
بواسطة حسن الراشد
أنا حسن الراشد، كاتب شغوف بعالم السفر والثقافات. منذ طفولتي، كنت مفتونًا بقصص الأماكن البعيدة والشعوب المختلفة، مما دفعني لدراسة الصحافة والإعلام في جامعة الملك عبد العزيز. بعد تخرجي، عملت كمراسل مستقل لعدة مجلات ومواقع إلكترونية، حيث سافرت إلى أكثر من 30 دولة لتوثيق تجاربي. أؤمن بأن الكتابة عن السفر ليست مجرد سرد للأماكن، بل هي جسر يربط بين القلوب والثقافات. أسعى دائمًا لنقل القصص الحقيقية للناس الذين ألتقي بهم، وأشارك القراء جمال العالم من منظور شخصي وعميق. شغفي يكمن في استكشاف الوجهات غير المألوفة ومشاركة ما أكتشفه مع الجميع.
Leave a Comment