دليل شامل عن النظام الاشتراكي حول العالم

حسن الراشد
4 دقيقة للقراءة

لمعرفة المزيد عن هذا النظام ومبادئه أتطرق أولاً إلى تعريف النظام الإشتراكي : وهو نظام تنتهجه وتتبنى مبادئه الدولة للتنمية الشاملة ، ويقوم على أساس مراقبة الدولة للنشاط الإقتصادي والتدخل فيه ، للحدّ من الإستغلال الرأسمالي لمقدرات البلاد ، التي تعمل على توفيرها للعامة ، وتركّز الثروة في أيدي عدد محدود من الأفراد ، وتوفير فرص العمل للمواطنين .

ازداد تأثير الفكر الإشتراكي مع ازدياد حدة الأزمةِ الإقتصاديةِ العظمى ، والتي شهدتها المجتمعات الرأسمالية ( والتي تحتكر موارد البلاد في أيدي فئة أو طبقة محدودة دون العامة من الشعب ) ، خلال الفترة من 1929 – 1933 م ، حيث عانت تلك المجتمعات من ازدياد عدد البطالة والركود والفقر الشديدين .

و تتمحور أو تبنى فكرة النظام الإشتراكي ، على ضرورة الملكيّةِ العامة لوسائل الإنتاج , وتدخل الدولة لتحقيق هدفين رئيسيين ، هما :

  • كفاية الإنتاج .
  • عدالة التوزيع .

و يمتازالنظام الإشتراكي بثلاث سمات رئيسية ، و هي :
أولاً : الملكيةِ العامة ( الشعب بكافة طبقاته ) لوسائل الإنتاج :حيث يؤمن الفكر الإشتراكي أنّ التملك الفردي – كتركز الثروة في أيدي فئة معينة – هي الوسيلة التي يتم من خلالها إستعباد الفئات الأخرى و إستغلالهم مقابل عوائد زهيدة ، لا تكفي قوت يومهم ، ومن هنا ينصّ النظام الإشتراكي على عدم السماح للأفراد بتملك وسائل الإنتاج ، وأن تكون تلك الوسائل ( ملكيّة عامة ) للمجتمع كافةً ، وليست حكراً على أفراد معينين.

ثانياً :التخطيط :ويقوم هذا النظام على وجود ( جهاز مركزي للتخطيط ) ، حيث يقوم بوضع الخطط وتحديد الأهداف التي تهدف إلى الرقي بالمجتمع وتحقيق الإكتفاء للشعب ، بتوفير العمل والسلع للجميع ، وتلتزم جميع المنشآت على العمل على تحقيقها خلال فترة زمنيّةٍ محددة مدروسة بدقة ، وذلك للتوفيق بين الموارد والإحتياجات ، وتحقيق الأهداف المنشودة للرقي والتنمية والقضاء على الفقر والبطالة قدر الإمكان .

ثالثاً : توفبر ما يلزم لإشباع الحاجات الإجتماعيّة :يقوم النظام الشيوعي بدراسةٍ شاملة وعامة لحاجات المجتمع من السلع والخدمات المختلفة ، والموارد المتاحة لتوفير تلك السلع و الخدمات ، وكميّة و الإستثمارات التي يمكن القيام بهاو كيفية تطبيقها على أكمل وجه ، لتأمين إحتياجات المجتمع من السلع والخدمات , وتوفيرها قدر الإمكان .

وكما أن هنالك ميزات للنظام ، بكل تأكيد لا يخلو أي أمر أو نظام موضوع من العيوب ، بالنسبة للعيوب التي تهدد إستمرارية النظام الإشتراكي فهي :

1. هشاشة الحوافز الفرديّة وضعفها.

2. القوانين الصارمة و المركزيّة المتشدِّدة .

3. البيروقراطيّة والتعقيدات الإداريّة .

أمّا العقبة الرئيسيّة و المشكلة الأساسيّة في تطبيق النظام الإشتراكي ومبادئه ، ترجع إلى إهمال العوامل ( الديالكتيكيّة ) في توضيح و تفسير طريقة الإنتاج الإشتراكي ، أو التطبيق غير الواعي للأسباب أو غيرالمدروس بدقة عالية ، وخاصّة في مرحلة النمو و التطور التاريخي لقوى الإنتاج .

وبما أنّ الرأسماليّة تقف عائقاً وتشكل عقبة أمام نمو القوى الإنتاجيّة ، فقد تطورت ( الإشتراكيّة العلميّة ) من هذه المتناقضات للرأسماليّة ، والتغلب عليها لا يتم إلاّ بإلغائها ، وأن تحل بدل علاقات الإنتاج الرأسمالي ، علاقات الإنتاج الإشتراكي .

ومن هنا يتضح لنا أن الجوهر الأساسي للإشتراكيّة ( إقتصادي بحت ) ، ويتعلق بالملكيّة ووسائل الإنتاج ، وسوء توزيعها واحتكارها من قبل الرأسماليين ، واتخاذ قرارات إستخدام هذه الوسائل ، وكيفية توزيع الناتج القومي المحقق من هذا الإستعمال بشكل عادل .

شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب حسن الراشد - متخصص في السفر إلى الوجهات غير التقليدية
بواسطة حسن الراشد
أنا حسن الراشد، كاتب شغوف بعالم السفر والثقافات. منذ طفولتي، كنت مفتونًا بقصص الأماكن البعيدة والشعوب المختلفة، مما دفعني لدراسة الصحافة والإعلام في جامعة الملك عبد العزيز. بعد تخرجي، عملت كمراسل مستقل لعدة مجلات ومواقع إلكترونية، حيث سافرت إلى أكثر من 30 دولة لتوثيق تجاربي. أؤمن بأن الكتابة عن السفر ليست مجرد سرد للأماكن، بل هي جسر يربط بين القلوب والثقافات. أسعى دائمًا لنقل القصص الحقيقية للناس الذين ألتقي بهم، وأشارك القراء جمال العالم من منظور شخصي وعميق. شغفي يكمن في استكشاف الوجهات غير المألوفة ومشاركة ما أكتشفه مع الجميع.
Leave a Comment