فرق بين القضاء والقدر: توضيح الاختلافات والتباينات

فراس الأحمد
4 دقيقة للقراءة

الفرق بين القضاء والقدر

الإيمان بالقضاء والقدر هو الركن السادس من أركان الإيمان، ولا يكتمل إيمان المرء ما لم يؤمن بقضاء الله -تعالى- وقَدَره، وقد تعددت آراء العلماء في مسألة التفريق بين القضاء والقدر إلى رأييّن سنبيّنهما فيما يأتي:1

  • الرأي الأول

ذهب بعض العلماء إلى عدم التفريق بين القضاء والقدر؛ لأن كلاً منهما في معنى الآخر، ويستعمل كلا اللفظين في موضع الآخر من غير اختلافٍ في المعنى المراد.

  • الرأي الثاني

ذهب بعض العلماء إلى التفريق بين القضاء والقدر؛ فقالوا إن القضاء يدل على ما قد وقع، أما القدر فيدل على ما لم يقع بعد.،

وسنذكر تعريف القضاء والقدر بما يأتي:2

  • تعريف القضاء: ما حَكَمَ به الله -تعالى- من أمور خلقه وأوجده في الواقع.2
  • تعريف القدر: علم الله تعالى بما سيحصل للمخلوقات، وما ستكون عليه في المستقبل.

مراتب القدر

مراتب الإيمان بالقدر هي أربعة مراتب، ولا يتمّ الإيمان بالقدر ما لم يتمّ الإيمان بها كلّها وهي كما يأتي:3

  • العلم: الإيمان بأنّ الله -تعالى- عالم بكلّ شيء وبكلّ ما يحدث، سواء كان ذلك خاصاً بأفعاله أو أفعال خلقه، عالماً بالموجود والمعدوم، بالكائن والذي كان والذي سيكون، بخلقه، وأفعالهم، وأقوالهم، وأرزاقهم، وآجالهم وكلّ ما يمكن أن يحدث لهم، وكلّ حركة أو سَكَنًة تصدر عنهم.
  • الكتابة: الإيمان بأنّ الله تعالى قد كتب في اللوح المحفوظ كلّ ما هو مقدَّر وكائن، وما سيجري ويحصل لمخلوقاته إلى يوم القيامة.
  • المشيئة: الإيمان باستحالة حدوث أمرٍ مهما كان إلا بمشيئة الله -عزّ وجل-، واستحالة قدرة أيّ كائن على فعل أمر، دون أن تنفذ فيه إرادته -تعالى-.
  • الخَلق: الإيمان بأنّ كل كائن في هذا الكون هو مخلوق لله -تعالى-، وموجودٌ من العدم، وأفعال العباد هي من خلق الله وهم فاعلوها.

ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر

الإيمان بالقضاء والقدر له العديد من الثمرات التي سنذكرها فيما يأتي:4

  • تمام الإيمان بأركان الإيمان الستة.
  • تورّث المسلم الشجاعة؛ حيث يقوم بأعمال ويُقبِل على فعل كلّ ما يرضي الله وإعطاء كل ذي حقّ حقَّه، دون خوف من المصائب، أو الموت، أو انقطاع الرزق؛ لأنّ المؤمن بالقضاء والقدر يستشعر معيّةَ الله -تعالى- وحفظه، ويوقن بأنّ ما سيصيبه مقدَّر مكتوب، ولا يمكن أن يمنعه أو يؤجّله.
  • الإخلاص لله -تعالى- في الأعمال والأقوال وعدم طلب رضا الناس؛ لأنّ المؤمن بالقدر يعلم أنّ الناس لو اجتمعوا فلن ينفعوه إلا بما كتب الله له، ولن يضرّوه إلا بما كتب الله عليه.
  • تمام الإيمان بربوبية الله؛ لأنّ الإيمان بالقدر هو إيمان بأفعال الله -تعالى-.
  • اليقين التام؛ وذلك بالإيمان بأن كلّ ما يحصل من خير أو ضرر هو تقديرٌ من الله -تعالى-.
  • الصبر والاحتساب في المصائب؛ لعلم المؤمن بأنّ كلّ ما يأتي من الله فهو خير، وفي المحن تكون المِنَح.
  • الرضا والسعادة؛ التي تتحقق بانشراح الصدر واطمئنان القلب وراحة النفس.

المراجع

  1. “الفرق بين القضاء والقدر”، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 23/8/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ناصر الشيخ، مباحث العقيدة في سورة الزمر، صفحة 493- 494. بتصرّف.
  3. عبد الرحيم السلمي، شرح الطحاوية، صفحة 5- 9، جزء 3. بتصرّف.
  4. مدحت آل فراج، المختصر المفيد في عقائد أئمة التوحيد، صفحة 199. بتصرّف.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment