كل ما تحتاج معرفته عن مفهوم واستخدامات قنطار

مازن الفهمي
3 دقيقة للقراءة

مقدمة

منذ قديم الزمان بدأت حاجة الإنسان لاستخدام مقاييس وأوزان عامة يتم من خلالها ضبط شؤون حياته العملية من تعاملات اقتصادية مع الآخرين، وكانت الحاجة ملحة بالنسبة إليه لتقدير المكاييل والأوزان حتى قبل اختراع النقد والعملات من أجل تسهيل نظام المقايضات الذي كان سائدا في ذلك الوقت،ومن هنا بدأت شتى أنواع المكاييل والقياسات بالظهور،كالذراع والصاع والشبر والفتر والخطوة والقدم والقنطار ومن بعدها جاءت مكاييل أكثر حداثة وانضباطا ودقة كالكيلوغرام والطن والباوند والمتر والرطل وغيرها من القياسات الأخرى والتي لا زالت تستخدم حتى الآن، وقد كان شائعا حتى المس القريب استخدام مصطلح القنطار كوحدة قياس للأوزان، ومع أنها لم تكن دقيقة وتتفاوت كميتها من حين إلى آخر إلا أنها كانت وسيلة تحقق الحد الأدنى من ضبط الكميات آنذاك. فما هو القنطار؟ ومن أول من ابتكره؟ وما هي كميته؟

ما هو القنطار

إنّ القنطار هو اسم لمعيار توزن به الكميات ،تماماً كما الرطل والأوقية والكيلو والطن وغيرها ، وقد ربط اسم القنطار بالمال كمؤشر على كثرته ووفرته وتوافره ،كما تبنه الآية الكريمة الواردة في القرآن الكريم ، حيث يقول عز وجل في سورة آل عمران في الآية الرابعة عشر “زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة” .

مقدار و كمية القنطار

أما بالنسبة لمقدار وكمية القنطار فقد اختلفت الروايات حوله وإن كانت كلها تقترب إلى نفس المقدار على وجه التقريب ، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف المروي عن أبي بن كعب حيث قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : “القنطار ألف ومئتا أوقية” وبنفس هذا الكلام المروي في هذا الحديث نقل الصحابي معاذ بن جبل وبذلك تحدث أيضاً الصحابي عبد الله بن عمر، كما وقد نقل وروي نفس الحديث عن جماعة من العلماء المسلمين وهو الرأي الأصح على الأغلب.

ومع ذلك نجد أن هناك تفاوتاً في تحديد مقداره عند الناس ، فنجده عند الحنفيين يبلغ مقداره مائة وتسعة وأربعين كيلو غراما وسبعمائة وستين غراماً ، لنجده عند الجمهور يوازي مائة وثلاثة وأربعين كيلو غراما وثمانمائة غرام، ونلاحظ أن الفرق ليس كبيراً. ولكن هذه الوزان باتت لا تصلح في وقتنا المعاصر، لأن الضبط والدقة في الأوزان والمكاييل تعتبر أساسا للاقتصاديات والتعاملات المالية فيما بين الدول وداخل الدول نفسها،ويعتبر أقل فرق مهما كان في الوزان يؤدي إلى نتائج كارثية خصوصاً إذا ما تعلق الأمر بحساب الأوزان في التجارب العلمية أو في البناء وما شابهها.

شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب مازن الفهمي - متخصص في تصميم المناهج الدراسية
بواسطة مازن الفهمي
أنا مازن الفهمي، شغوف بمجال التعليم وتطوير المناهج الدراسية. حصلت على درجة الماجستير في التربية من جامعة الملك سعود، وأمتلك خبرة تمتد لأكثر من 10 سنوات في التدريس وتصميم البرامج التعليمية. عملت كمستشار تربوي في عدة مؤسسات تعليمية، حيث ساهمت في تحسين جودة التعليم من خلال استراتيجيات مبتكرة. شغفي يكمن في إيجاد طرق جديدة لجعل التعليم تجربة ممتعة ومؤثرة للطلاب، وأسعى دائمًا لدمج التكنولوجيا في العملية التعليمية لتعزيز التفاعل والإبداع. أؤمن بأن التعليم هو أساس بناء المجتمعات، وأعمل جاهدًا لتقديم محتوى يلهم المتعلمين ويدفعهم لتحقيق طموحاتهم.
Leave a Comment