نصائح تربوية إسلامية لتربية الأبناء بفاعلية

فراس الأحمد
3 دقيقة للقراءة

الأسرة نواة المجتمع ، وهي الوحدة الإجتماعية الأولى في المجتمع ، وقيم عن طريقها يتم حفظ النوع الإنساني كله . والمجتمع الإسلامي هو رابط شرعي بين الرجل والمرأة وينتج عن هذا الزواج ولادة الأبناء ” زينة الحياة ” ، فمن أجل حفظ هذا التزاوج ودعم روابطه هؤلاء الأبناء الذين منّ الله علينا بهم ، فكيف نربيهم وكيف نرعاهم ؟ ؟

كثيراً ما يظن البعض أن رعايتهم تقوم على أعناق العواطف ، وإعطائهم كل ما يطلبون بدون حدود ، دون العلم بمسؤوليتهم أمام الله سبحانه وتعالى ومجتمعهم ؛ فينشأ جيل يأخذ لا ليعطي ، فلا يعلم من مبادىء الحياة غير الأخذ .

فمن واجبنا كأم مسلمة نسعى إلى رفع حضارتنا والنهوض بها ، من أجل العودة الى نهج سليم يساعدنا ويرافقنا في هذه المسيرة . أيتها الأم اعلمي أن مسؤوليتك أكبر لا لنثقل الحمل عليك بل لتعلمي أنّ طفلك أشدّ تعلقاً بك ، ومتابعة أعمالك وأفكارك فحاذري من نفسك أولاً ، ثم ان الأب في خضم هذه الحياة التي تنفك عنه من متابعة حضارتها ، لا يجد الوقت لتعليم طفله أو متابعته . فأناشدك أيتها الأم فلينعم الله عليك بالصبر وحسن المتابعة ، واعلمي أن دورك يبدأ منذ الولادة حين تسمعين صوت ابنك ، فعليك متابعة طفلك في أن تعليمه العقيدة الصحيحة مع الله ، وفي الكون المحيط حوله من الناس وخشية الله ، واعطاءه الحنان والدفء .

كما وعلميه مرافقة العقيدة السليمة وطهارة اليدين والقلب ، علميه نطق الشهادة وكيف نعمل لأجلها ، علميه الصلاة وكيف يشعر مع الفقير ، وكيف أن عليه حق ، لذلك رافقيه برعايتك اليومية له وبدروس تزيد معلوماته وتعمق فكره . علميه حب الله وحب الناس ، وكيف يتعامل معهم ، وفق م اعلمنا به النبي صلي الله عليه وسلم ، وكيف يحترمهم ، ويحترم الوفاء والوعد لهم ، علميه كيف يفرق بين المعروف والمنكر ، حاولي أن تكوني له أمه ومعلمته ، علميه كيف أن له حقوق يجب أن يطالب بها ، وأن عليه واجبات يجب أن يقوم بها ، واعلمي أنك قدوته في ذلك ، فلن يطبق الا ما يرى منك ويسمع.

ولا ننسى أن الأب الحاضن له دور في دعم هذه المسيرة قدر استطاعته ، وحسب حبه لفعل ذلك ، ولكني أوجه اليك أنتي ، فأنتي الأقدر على التحمل ، سامحيني لما طالبت منك بالصبر أكثر ، لكني أرى مجتمعاً متفكك كل منهم يريد أن يلقي مسؤوليته على الآخر ، مع الجهل أن لديهم كنز اسمه الأبناء ، اذا احسنوا تربتهم أحسنوا الى المجتمع بأسره . فليقدم كل منا ما يقدر فعله ، دون محاسبة كي نستيقظ من سباتنا وتفككنا وحرمان أنفسنا ابناءنا الراحة والهدوء .

شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment