تحليل قصيدة تجسد جمال السيوف: دراسة شعرية في الأدب

شيماء الصاعدي
2 دقيقة للقراءة

وددت تقبيل السيوف

هذه هي كلمات الصدر في بيت شعر للشاعر الجاهلي عنترة ، من قصيدة طويلة …الشاعر معروف بقصته الشهيرة التي تعد من أجمل القصص الجاهلية ، هذا الشاعر الفارس الذي رفض العبودية ، والذل وأبى إلا أن يكون شاعرا وفارساً وأحب ابنة عمه عبلة التي خصها في أبيات من قصيدته الطويلة ، ويقول البيت :

ولقد ذكرتك والرماح نواهل ………… منّي وبيض الهند تقطر من دمي

فودتت تقبيل السيوف لأنها ………. لمعت كبارق ثغرك المتبسم

أي أنه تذكرها في المعركة والرماح منتشرة في كل مكان والسيوف تصيبه ويتقطر دمه عليها …ولمعان السيوف ذكره بابتسامتها المشرقة .

اسم الشاعر : عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي وهذه من أجمل الأبيات في القصيدة والتي ورد فيها البيت السابق وذكر عبلة :

هلاّ سأَلتِ الخيلَ يا ابنة َ مالكٍ ومحلّم يسعون تحت لوائهم

إذ لا أزالُ على رحالة ِ سابح نهْدٍ تعاوَرُهُ الكُماة ُ مُكَلَّمِ

طَوْراً يجَرَّدُ للطعانِ وتارة ً يأوي الى حصدِ القسيِّ عرمرمِ

يُخبرْك من شَهدَ الوقيعَة َ أنني أغشى الوغى وأعفُّ عند المغنم

ولقد ذكرْتُكِ والرِّماحُ نواهلٌ مني وبيْضُ الهِنْدِ تقْطرُ منْ دمي

فوددتُ تقبيل السيوفِ لأنها لمعت كبارق ثغركِ المتبسِّم

ومدَّججٍ كرِهَ الكُماة ُ نِزَالَهُ لا مُمْعنٍ هَرَباً ولا مُسْتَسلم

جادتْ له كفي بعاجل طعنة ٍ بمثَقَّفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَوَّم

بِرَحِيبَة ِ الفَرْعَينِ يهْدي جَرسُها بالليل معتسَّ الذئابِ الضرَّم

فشككتُ بالرمحِ الأصمِّ ثيابهُ والكُفْرُ مخبَثَة ٌ لنفْس المُنْعِمِ

فتركتهُ جزرَ السباع ينشنهُ يقضمنَ حسنَ بنانهِ والمعصم

وَمِشَكِّ سابغة ٍ هَتكتُ فروجَها بالسيف عن حامي الحقيقة معلم

زبدٍ يداهُ بالقداح إذا شتا هتَّاك غايات التجار ملوَّم

لما رآني قَدْ نَزَلْتُ أُرِيدُهُ أبدى نواجذهُ لغير تبسُّم

فطعنتهُ بالرُّمح ثم علوتهُ بمهندٍ صافيِ الحديد مخذَم

عهدي به مَدَّ النّهار كأَنما خضبَ اللبان ورأسهُ بالعظلم

يَا شَاة َ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لَهُ حرمتْ عليَّ وليتها لم تحرُم

فَبَعَثْتُ جاريتي فقلْتُ لها اذْهبي فَتجسَّسي أخبارَها ليَ واعلمي

قالتْ رأيتُ منْ الأعادي غرَّة ً والشاة ُ مُمكِنة ٌ لمنْ هُو مُرْتَمِ

وكأنما التفتتْ بجيدِ جداية ٍ رَشَاءٍ من الغِزْلانِ حُرٍّأرثم

شارك في هذا المقال
أنا شيماء الصاعدي، كاتبة شغوفة بمجال الآداب، حيث أجد في الكلمات وسيلة للتعبير عن أعمق المشاعر والأفكار. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، ومنذ ذلك الحين كرست حياتي لدراسة وكتابة النصوص الأدبية التي تحاكي الروح الإنسانية. لدي خبرة تمتد لأكثر من خمس سنوات في كتابة المقالات النقدية والقصص القصيرة التي تنشر في مجلات أدبية مرموقة. أسعى دائمًا لاستكشاف الأبعاد الثقافية والتاريخية في الأدب، وأؤمن بأن الكتابة هي جسر يربط بين الحضارات والأجيال. شغفي يكمن في صياغة النصوص التي تترك أثرًا في قلوب القراء وتدفعهم للتفكير والتأمل.
Leave a Comment