تفسير 99 اسمًا من أسماء الله الحسنى وحديث نبينا الكريم في الإسلام

فراس الأحمد
4 دقيقة للقراءة

حديث: إنّ لله تسعة وتسعين اسمًا

أخرج البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- في صحيحه، قال: إن رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قالَ: (إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ1 والحديث أخرجه مسلم في الصحيح.2

شرح حديث: إنّ لله تسعة وتسعين اسمًا

مفردات معاني الحديث

في الحديث مفردة نبيّن معانها آتيًا:

أحْصَاهَا: عدّها وضبطها وأثبتها.3

المعنى العام للحديث

في الحديث يخبرنا النّبي -صلى الله عليه وسلم- إن لله تسعًا وتسعين اسمًا وقد دلّت عليها النصوص الشّرعية من الكتاب والسنّة فقال الله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ* هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ4 فمن أحصى هذه الأسماء حفظًا حُقَّ له دخول الجنّة جزاءً له على حفظه، وقيل إن المراد بالإحصاء غير ذلك فمن أهل العلم من قال إن المراد حفظ ألفاظها ومعرفة معانيها، ومنهم من قال إن المراد هو الدّعاء بها، لقول الله تعالى في كتابه: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ5 فيدعو المسلم بها ربّه، وقيل إن المراد التعبّد بمقتضى معانيها فإذا عرف معنى سميع ألزم نفسه على اجتناب ما لا يرضي الله تعالى، وإذا عرف معنى غفور حرص على أن يتلمس مغفرته وهكذا.6

فضائل أخرى للأسماء الله الحسنى

لأسماء الله الحسنى فضائل عديدة، نستعرض بعضها تاليًا:7

أولًا: أنّها أعظم أسباب إجابة الدّعاء

قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ8 والنّبي عليه الصلاة والسلام كان يتوسل إلى الله تعالى بها، وقد رُوي عن محجن بن الأودع -رضي الله عنه- قال: (دخلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ المسجدَ فإذا هوَ برجلٍ قد قضى صلاتَهُ وهوَ يتشهَّدُ وهوَ يقولُ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ يا اللَّهُ الأحدُ الصَّمدُ الَّذي لم يلِد ولم يولَد ولم يكن لهُ كُفوًا أحدٌ أن تغفرَ لي ذنوبي إنَّكَ أنتَ الغفورُ الرَّحيمُ قالَ فقالَ قد غفرَ لهُ قد غفرَ له ثلاثًا).9

ثانيًا: نيل محبّة الله تعالى

فإنّ الله عز وجل يحبّ من أحبّ أسماءه ودليل ذلك ما روته عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها قالت: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا علَى سَرِيَّةٍ، وكانَ يَقْرَأُ لأصْحَابِهِ في صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بقُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذلكَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: سَلُوهُ لأيِّ شيءٍ يَصْنَعُ ذلكَ؟، فَسَأَلُوهُ، فَقالَ: لأنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وأَنَا أُحِبُّ أنْ أقْرَأَ بهَا، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أخْبِرُوهُ أنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ).10

ثالثًا: التعريف بالله سبحانه

فقد رُوي عن أبي بن كعب -رضي الله عنه- قال: (أنَّ المشرِكينَ قالوا لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: انسِب لَنا ربَّكَ، فأَنزلَ اللَّهُ تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ والصَّمَدُ: الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، لأنَّهُ ليسَ شيءٌ يولَدُ إلَّا سيَموتُ، ولا شيءٌ يموتُ إلَّا سيورَثُ، وإنَّ اللَّهَ لا يموتُ ولا يورَثُ: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ قالَ: لم يَكُن لَهُ شبيهٌ ولا عدلٌ وليسَ كمثلِهِ شيءٌ).11

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2736، حديث صحيح.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2677، حديث صحيح.
  3. “معنى أحصاها”، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2022.
  4. سورة الحشر، آية:23-24
  5. سورة الأعراف ، آية:180
  6. “شرح حديث لله تسعا وتسعين اسما”، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2022. بتصرّف.
  7. “فضل أسماء الله الحسنى”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2022. بتصرّف.
  8. سورة الأعراف، آية:180
  9. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن محجن بن الأودع، الصفحة أو الرقم:985، حديث صحيح.
  10. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:7375، حديث صحيح.
  11. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم:3364، الحديث حسن دون قوله (والصمد الذي…).
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment