حكم صلاة المسلم على المنتحر: التوجيهات الشرعية

فراس الأحمد
2 دقيقة للقراءة

حكم الصلاة على المنتحر

أفتى العلماء بجواز صلاة العامّة على الشخص الذي يقتل نفسه باعتباره مرتكبٌ لذنبٍ كبيرٍ وليس خارجاً عن دائرة الإسلام، أمّا الحاكم والقاضي فلا يجوز له الصلاة على المنتحر استدلالاً بما جاء في السنّة النبويّة من فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- حين ترك الصلاة على رجلٍ انتحر بسهمٍ عريضٍ له نصلٌ حادٌّ، وعلّة ترك الصلاة على المنتحر من قبل ولي الأمر؛ التنفير من فعله، وزجر غيره عن الوقوع بما وقع فيه من الإثم، ومثالٌ على المنتحر: من مات وعليه دَينٌ، وكذلك الغالّ من الغنيمة؛ وهو من يختصّ نفسه بشيءٍ من الغنيمة دون علم الإمام.1

مسألةٌ في الحكم على المنتحر

لا شكّ أنّ قاتل نفسه مرتكباً لكبيرةٍ من الكبائر عند جمهور العلماء، وورد في حرمة قتل النفس قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا أَبَداً، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا أَبَداً)،2 وعلى الرغم من أنّ الحديث الشريف يدلّ ظاهره على كفر قاتل نفسه؛ لأنّ الخلود في النار عقوبة الكفار والمشركين، إلّا أنّ جمهور أهل السنّة والجماعة لا يعدّون مرتكب الكبيرة كافراً، كما أنّه لا يخلّد في النار وإنّما يدخلها ثمّ يخرج منها، فالحكم على قاتل نفسه الفسق وليس الخروج عن الدين.3

حكم تكفين قاتل نفسه وتغسيله

تجري أحكام الميت المسلم على من قتل نفسه؛ فيُغسّل، ويُكفّن، ويُصلّى عليه، ويُدفن؛ لأنّ الصلاة على الميت من فروض الكفاية على المسلمين، ولا فرق في ذلك بين الميت الذي مات ميتةً عاديةً وبين الميت الذي قتل نفسه.4

المراجع

  1. “هل تجوز الصلاة على المنتحر “، www.islamqa.info، 2003-10-13، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-30. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5778، صحيح .
  3. حسام الدين عفانة (2014-4-21)، “صلاة الجنازة على قاتل نفسه”، www.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-30. بتصرّف.
  4. “أحكام المنتحر والصلاة عليه”، www.islamweb.net، 2015-4-21، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-30. بتصرّف.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment