ملخص وتحليل قصة باب الحمامة والثعلب ومالك الحزين: الأهمية والتأثير

شيماء الصاعدي
3 دقيقة للقراءة

الحمامة حزينة تنقل عشها

في يوم من الأيام، وفي غابة كبيرة يملؤها الكثير من أشجار النخيل، كانت تعيش حمامة تضع فِراخها في رأس نخلة طويلة باسقة، فكانت لا تصل أعلى النخلة لوضع عشّها إلّا بعد مشقةٍ وتعبٍ وجهدٍ، وكانت كلّما انتظرت أنْ يفقس بيضها ويظهر فراخها، يأتيها الثعلب الماكر، ليُهددها ويطلب منها أنْ تُلقي له الفراخ، وإلّا فإنّه سيصعد إلى أعلى النخلة ويأكلها مع فِراخها.1

مالك يرأف بالحمامة

وفي أحد الأيام فقس البَيْض عن فراخ الحمامة، فجلست حزينةً باكيةً، ولمّا شاهد مالك الحزين الحمامة بهذه الحال وهو مارّ، سألها عن سبب حزنها، فأخبرته بأمر الثعلب الذي يتوعدها كلّما فقس بيضها، وأنّها كانت ترمي له الفِراخ في كلّ مرة حتى لا يصعد إليها.1

فكر مالك الحزين بحيلة ليُخلص الحمامة من مكر الثعلب، فقال لها: إذا أتاكِ الثعلب ليأكلَ فراخكِ، اطلبي منه أنْ يصعد إلى الشجرة بنفسه، فإذا صعد وأكل فراخكِ يُمكنكِ أنْ تطيري وتنجي بنفسك، وبعد أنْ أخبرَ مالك الحزين الحمامة بالحيلة، طار بالقرب من شاطئ النهر.1

الحمامة تسكت الثعلب

بعد يومين توجّه الثعلب إلى النخلة التي ترقد عليها الحمامة، وناداها ليطلب منها أنْ تُلقي له فراخها كالعادة، ولكن الحمامة رفضت ذلك، وأجابته بما أخبرها به مالك الحزين، فسألها الثعلب: مَن الذي علَّمك هذه الحيلة؟ فأخبرته: إنّه مالك الحزين، فتوجّه الثعلب مسرعًا ليقابل مالك الحزين، ووجده عند شاطئ النهر.1

الثعلب يثب على مالك

كان مالك الحزين واقفًا على الشاطئ حينما أتاه الثعلب، فقال الثعلب لمالك الحزين: يا مالك إذا أتتك الريح عن يمينك، فأين تجعل رأسك؟ قال مالك الحزين: عن شمالي، فسأله الثعلب: وإذا أتتك الريح عن شمالك، فأين تضع رأسك؟ قال مالك الحزين: أجعله عن يميني أو خلفي، فقال له الثعلب: وإذا أتتك الريح من كل مكان، فأين تضع رأسك؟ قال مالك الحزين: أضعه تحت جناحي.1

فطلب منه الثعلب أن يُريه كيف يضع رأسه تحت جناحه، ففعل، ولمّا أدخل مالك الحزين رأسه تحت جناحيه، وثب عليه الثعلب وأكله، ثم قال: يا عدو نفسك تُعلّم الحمامة الحيلة، وتعجز عن تعليمها لنفسك.1

العبرة من هذه القصة هي أنّ الضعف وقلة الحيلة لا ينبغي أن يكونا سببًا للاستسلام لمكر الآخرين، لأنّ كلّ مخلوق منحه الله تعالى قدرات خاصة تعينه على النجاة.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح عبدالله بن المقفع، كتاب كليلة ودمنة، صفحة 98. بتصرّف.
شارك في هذا المقال
أنا شيماء الصاعدي، كاتبة شغوفة بمجال الآداب، حيث أجد في الكلمات وسيلة للتعبير عن أعمق المشاعر والأفكار. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، ومنذ ذلك الحين كرست حياتي لدراسة وكتابة النصوص الأدبية التي تحاكي الروح الإنسانية. لدي خبرة تمتد لأكثر من خمس سنوات في كتابة المقالات النقدية والقصص القصيرة التي تنشر في مجلات أدبية مرموقة. أسعى دائمًا لاستكشاف الأبعاد الثقافية والتاريخية في الأدب، وأؤمن بأن الكتابة هي جسر يربط بين الحضارات والأجيال. شغفي يكمن في صياغة النصوص التي تترك أثرًا في قلوب القراء وتدفعهم للتفكير والتأمل.
Leave a Comment