تحليل رواية رجال في الشمس: دراسة نقدية في أدب القصة

شيماء الصاعدي
3 دقيقة للقراءة

رواية رجال في الشمس

رواية رجال في الشمس تعتبر من أوائل روايات غسان كنفاني ومن أهمّها وأبرزها، وقد صدرت هذه الرواية في عام 1963 م. يعتبر الموضوع الرئيس للرواية حديثه عن التشرّد والموت، ويعكس القضية الفلسطينية فيها وما حدث في نكبة عام 1948م ، وتأثيرها على الشعب الفلسطيني من خلال أربعة رجال فلسطينيين من أجيال مختلفة يحكي قصتهم بطريقة رمزية رائعة.

تحليل رواية رجال في الشمس

عند قراءتك لرواية غسان كنفاني، فإنّه لا يمكنك أن تتخطّى سطراُ واحداً في هذه الرواية دون أن تجد رمزاً لكلّ كلمة فيها والذي يشير إلى أحوال الفلسطينيين بعد النكبة. وقد عكس الروائيّ المبدع القضية من خلال شخصيات الرواية، حيث أنّ كل شخصية في الرواية ترمز لشخصية معيّنة من شخصيات شعبه.

تتلخص الرواية في قصة ثلاثة رجال يقررون الهجرة من فلسطين إلى الكويت بطريقة غير شرعية لرغبتهم في تحسين أوضاعهم المعيشية، ويعرض عليهم شخص آخر أبو الخيزران أن يوصلهم وذلك عن طريق نقلهم معه في شاحنته، والتي عليهم أن يختبأوا في خزانها لحين مرورهم من النقاط الحدودية، وحيث تنتهي الرواية بموت الرجال الثلاثة اختناقاً لخوفهم من أن يدقوا جدران الخزان.

شخصيات رواية رجال في الشمس

في رواية رجال في الشمس هناك أربعة شخصيات رئيسية، الشخصية الأولى وهي الشخصية المتمثلة في شخصية أبي الخيزران ، وهو المهرّب الذي عرض على الرجال الثلاثة أن ينقلهم على طريق الحدود العراقية الكويتيّة مقابل مبلغاً من المال.

أمّا شخصية الرجال الثلاثة، فالشخصية الأولى هي شخصيّة أبي قيس، وهو رجل عجوز كبير في السن، قرّر الهجرة حتى يحقق لقمة العيش له ولأولاده، ليحصل على النقود ليشتري بها شجر زيتون بدل الذي ضاع منه. أمّا الشخصية الثانية فهي شخصية سعد وهو شخص سياسي ومناضل يهرب من البلاد حتى يحصل على حريته أكثر، وهي شخصية الفلسطيني المطارد. أمّا الشخصية الثالية فهي شخصية مروان، وهو المعيل الوحيد لأسرته والذي يقرر الهجرة هرباً من المسؤولية التي تقع على عاتقه.

رمزية رواية رجال في الشمس

تتمثّل الرمزية الأساسية في القصة في عدم دقّ جدران الخزّان حيث أنّ هؤلاء الرجال الثلاثة يموتون اختناقاً في الخزان، دون أن يتجرأ أي أحد منهم على دق جدران الخزان طلباً للمساعدة، والرمزية في عدّم دق الجدران تُشير إلى الصراخ الشرعي المفقود من الشعب الفلسطيني الذي عانى من التشرّد.

شارك في هذا المقال
أنا شيماء الصاعدي، كاتبة شغوفة بمجال الآداب، حيث أجد في الكلمات وسيلة للتعبير عن أعمق المشاعر والأفكار. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، ومنذ ذلك الحين كرست حياتي لدراسة وكتابة النصوص الأدبية التي تحاكي الروح الإنسانية. لدي خبرة تمتد لأكثر من خمس سنوات في كتابة المقالات النقدية والقصص القصيرة التي تنشر في مجلات أدبية مرموقة. أسعى دائمًا لاستكشاف الأبعاد الثقافية والتاريخية في الأدب، وأؤمن بأن الكتابة هي جسر يربط بين الحضارات والأجيال. شغفي يكمن في صياغة النصوص التي تترك أثرًا في قلوب القراء وتدفعهم للتفكير والتأمل.
Leave a Comment