نوافل المذاهب الأربعة: دليلك إلى السنن المؤكدة والنوافل الملهمة

فراس الأحمد
4 دقيقة للقراءة

السنن المؤكدة (الرواتب) في المذاهب الأربعة

جاء في كتب الفقه أن السنن تنقسم إلى قسمين: سنن مؤكدة وسنن غير مؤكدة، فأمّا السنن المؤكدة: فهي السنن الرواتب التي داوم عليها النّبي -عليه الصلاة والسلام-،1 وهي عند الفقهاء الأربعة وفق ما يأتي:2

  • ركعتان قبل صلاة الفجر

وهما آكد السنن بالاتفاق، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: “رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا”،3 ولما جاء في الحديث: “لَمْ يَكُنِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى شيءٍ مِنَ النَّوافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ”.4

  • أربع ركعات قبل صلاة الظهر

لما جاء في الحديث: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ لا يَدَعُ أرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الغَدَاةِ”.5

  • ركعتان بعد الظهر وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء

وما يدل على تأكديها كلها قول النّبي -عليه الصلاة والسلام-: “من صلَّى في يومٍ وليلةٍ ثنتيْ عشرةَ ركعةً، بُنيَ له بيت في الجنةِ: أربعًا قبلَ الظهرِ، وركعتيْنِ بعدَها وركعتيْنِ بعدَ المغربِ، وركعتيْنِ بعدَ العشاءِ، وركعتيْنِ قبلَ الفجرِ”.6

  • صلاة التراويح

وهي سنة مؤكدة بالاتفاق للرجال والنّساء على حدّ سواء، وذلك لمواظبة النّبي عليه الصلاة والسلام عليها وكذلك الخلفاء الراشدين، وتسنّ فيها الجماعة.

  • صلاة الخسوف

وهي سنّة مؤكدة بالاتفاق لقول النّبي -عليه الصلاة والسلام-: “إنَّ الشَّمْسَ والْقَمَرَ آيَتانِ مِن آياتِ اللهِ، يُخَوِّفُ اللَّهُ بهِما عِبادَهُ، وإنَّهُما لا يَنْكَسِفانِ لِمَوْتِ أحَدٍ مِنَ النَّاسِ، فإذا رَأَيْتُمْ مِنْها شيئًا فَصَلُّوا، وادْعُوا اللَّهَ حتَّى يُكْشَفَ ما بكُمْ”،7 وهي أيضًا من ذوات الأسباب.

  • صلاة الاستسقاء

وهي سنة مؤكدة بالاتفاق ومن ذوات الأسباب، وتُشرع لسؤال الله المطر عند انحباسه، وجاء في تأكيدها ما رُوي عن عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنه- أنّه قال: “خرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم متبذِّلًا متمسكِنًا متضرِّعًا متواضعًا ولم يخطُبْ خطبتَكم هذه فصلَّى ركعتينِ كما يُصلِّي في العيد”.8

  • صلاة الوتر

وهي سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء من الحنابلة والمالكية والشافعية، لما رُوي عن علي -رضي الله عنه- أنه قال: “ليس الوترُ بحتمٍ كهيئةِ المكتوبةِ، ولكنَّه سَنَّها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم”.910

السنن غير المؤكدة في الصلاة

نُقِل عن النّبي -عليه الصلاة والسلام- سنن لم يواظب عليها، فكان يفعلها أحيانًا ويتركها أحيانًا أخرى، وهي كالآتي:11

  • ركعتان بعد سنة الظهر البعدية.
  • أربع ركعات قبل العصر، لقول النّبي عليه -الصلاة والسلام-: “رحِم اللهُ امرأً صلَّى قبْلَ العصرِ أربعًا”.12
  • ركعتان قبل المغرب، لقول النّبي -صلى الله عليه وسلم-: “صلُّوا قبلَ المغربِ ركعتيْنِ، صلُّوا قبلَ المغربِ ركعتيْنِ، لِمَنْ شاءَ”.13
  • صلاة الضحى: وهي أربع ركعات إلى ثمانية على الصحيح وأقلها ركعتان، لقول النّبي -صلى الله عليه وسلم-: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى أَرْبَعًا، وَيَزِيدُ ما شَاءَ اللَّهُ”.14
  • ركعتان قبل العشاء، لقول النّبي -عليه الصلاة والسلام-: “بيْنَ كُلِّ أذانَيْنِ صَلاةٌ، بيْنَ كُلِّ أذانَيْنِ صَلاةٌ، ثُمَّ قالَ في الثَّالِثَةِ: لِمَن شاءَ”.15

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 264-265. بتصرّف.
  2. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1057-1060. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:725.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1169.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1182.
  6. رواه الالباني، في صحيح الترمذي، عن ام حبيبة ام المؤمنين، الصفحة أو الرقم:415.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو مسعود عقبة بن عمرو، الصفحة أو الرقم:911.
  8. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2862.
  9. رواه الالباني، في صحيح النسائي، عن علي بن ابي طالب، الصفحة أو الرقم:1675.
  10. “الفَرعُ الأوَّل: حُكمُ صلاةِ الوترِ”، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 28/12/2021. بتصرّف.
  11. “التفصيل في السنن المؤكدة والسنن غير المؤكدة”، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 24/12/2021. بتصرّف.
  12. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2453.
  13. رواه الالباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله المزني، الصفحة أو الرقم:3791.
  14. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة ام المؤمنين، الصفحة أو الرقم:719.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن المغفل، الصفحة أو الرقم:627.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment