أسماء الأنبياء المذكورين في القرآن الكريم

فراس الأحمد
4 دقيقة للقراءة

أسماء الأنبياء المذكورين في القرآن الكريم

ذكر الله -تعالى- في القُرآن الكريم اسم خمسة وعشرين نبياً ورسولاً، منهم ثمانية عشر نبياً ورسولاً ذكرهم الله -تعالى- في موضعٍ واحد، وهذا الموضع جاء في سورة الأنعام.

وذلك في قوله -تعالى-: (وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ* وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ* وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ* وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ).1

وهُم: إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، ونوح، وداوود، وسُليمان، وأيوب، ويوسف، وموسى، وهارون، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، وإسماعيل، واليسع، ويُونُس، ولوط، -عليهم السلام-، ويبقى منهم سبعة، وهم: إدريس، وهود، وآدم، وذو الكفل، وشُعيب، وصالح، ومُحمد -عليهم الصلاةُ والسلام-.2

الحكمة من ذكر قصص الأنبياء في القُرآن

توجد العديد من الحِكم لذكر الله -تعالى- قصص الأنبياء والرُسل في القُرآن الكريم، ومنها ما يأتي:

  • الاقتداء بهم

ذكر الله -تعالى- قصص عدد من الأنبياء في القُرآن؛ ليكونوا قُدوةً لغيرهم، وقد قال الله -تعالى- لنبيه مُحمد -عليه الصلاةُ والسلام- بالاقتداء بهديهم بعد أن ذكر عدداً منهم، بقوله: (أُولـئِكَ الَّذينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُداهُمُ اقتَدِه قُل لا أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجرًا إِن هُوَ إِلّا ذِكرى لِلعالَمينَ)،3

ومنهم إبراهيم -عليه السلام-؛ فقد قص الله -تعالى- لنا بعضاً من جوانب حياته، وجانباً من دعوته لقومه، كما ذكر لنا مدى استسلامه لأوامر الله -تعالى-، وذكر لنا بعضاً من صفاته ومناقبه.4

  • ابتغاء الأجر من الله -تعالى- والبُعد عن الأٌمور الدُنيويّة

وطلب الأجر من غير الله -تعالى- عند تبليغ الدين والرسالة مُخالفٌ لما كان عليه الأنبياء، فقد أخبر الله -تعالى- عن أنبيائه أنهم كانوا يقولون لأقوامهم: (يا قَومِ لا أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجرًا إِن أَجرِيَ إِلّا عَلَى الَّذي فَطَرَني أَفَلا تَعقِلونَ)،5 فذكر الله -تعالى- لنا في القُرآن جانباً من دعوتهم؛ لنسير على طريقهم ونهتدي بهديهم.6

  • تسلية النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- وأخذ العبرة والعظة من هذه القصص

وفيها حث للنبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- على الصبر والثبات فيما يُلاقيه من مشاق الدعوة، كقوله -تعالى-: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ* لَّوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ).78

  • بيان وحدة الوحيّ الإلهي

وأن جميع الرسالات السماويّة مصدرها الله -تعالى-، وأنه يستحيل وقوع التعارض بينها، لقوله -تعالى-: (إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ).910

حُكم الإيمان بالأنبياء والرُسل

يُعدُ الإيمان بالرُسل واجبٌ وركنٌ من أركان الإيمان، فلا يُعدُ الإنسان مؤمناً إلّا إذا آمن بالرُسل جميعهم، لقوله -تعالى-: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا).11

ولقول النبيّ الكريم لجبريل -عليه السلام- عندما سأله عن الإيمان، فأجابه: (قالَ: فأخْبِرْنِي عَنِ الإيمانِ، قالَ: أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ).1213

المراجع

  1. سورة الأنعام، آية:83-86
  2. لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1232، جزء 1. بتصرّف.
  3. سورة الأنعام، آية:90
  4. محمد المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 1-2، جزء 239. بتصرّف.
  5. سورة هود، آية:51
  6. محمد الشنقيطي، دروس للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي، صفحة 9، جزء 18. بتصرّف.
  7. سورة القلم، آية:48-49
  8. أحمد حطيبة، تفسير الشيخ أحمد حطيبة، صفحة 4، جزء 254. بتصرّف.
  9. سورة الأنبياء، آية:92
  10. مصطفى البغا، محيي الدين مستو (1988)، الواضح في علوم القرآن (الطبعة 2)، دمشق:دار الكلم الطيب، صفحة 184. بتصرّف.
  11. سورة البقرة، آية:285
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:8، صحيح.
  13. مجموعة من المؤلفين (1421)، أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة 1)، السعودية:وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 153-154. بتصرّف.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment