أحكام الأضحية في المذهب الحنفي: دلالات وتوجيهات

فراس الأحمد
4 دقيقة للقراءة

أحكام الأضحية عند الحنفية

الأضحية هي ذبح حيوان مخصوص بنية القربة في وقت مخصوص، أو هي ما يذبح من النَّعَم تقرباً إلى الله -تعالى- في أيام النحر، وقد شُرعت في السنة الثانية للهجرة،1 قال تعالى: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّـهِ).2

وتعددت آراء علماء الحنفية في حكم الأضحية كما يأتي:3

  • الأضحية واجبة على كل مسلم حر مُيْسر ومقيم في يوم النحر، وهو قول أبي حنيفة وعموم فقهاء الحنفية.
  • قول آخر لأبي حنيفة بأنها سنة؛ لأنها لا تجب على المسافر، والواجبات مثل الزكاة والصلاة لا تسقط على المسافر.

شروط صحة الأضحية عند الحنفية

شروط صحة الأضحية عند الحنفية كما يأتي:

  • سلامة الحيوان المضحى به من العيوب الفاحشة

التي تؤدي عادة إلى نقص اللحم أو تضر بالصحة، كالعيوب الأربعة المتفق على كونها مانعة من الضحية، وهي: العور البين، والمرض البين، والعرج، والعَجَف -الهُزال-،1 وكذلك التي خلقت بلا أذنين فلا تقبل عند الحنفية.4

وكذلك التي خلقت بلا أذنين فلا تقبل عند الحنفية،4وتوجد عيوب أخرى عند الحنفية لا تقبل فيها الأضحية مثل: الأضحية التي لا أسنان لها والجلَالة التي تأكل الغائط.5

  • أن تكون الأضحية في وقت مخصوص

وهي أيام النحر ولياليها، وهما ليلتان: ليلة اليوم الثاني: وهي ليلة الحادي عشر من ذي الحجة، وليلة يوم الثالث: وهي ليلة الثاني عشر، ولا يصح في ليلة عيد الأضحى مثلاً.1

صفات الأضحية عند الحنفية

إنّ للأضحية عند الحنفية مجموعة من الصفات التي يجب أن تكون فيها، ومن هذه الصفات ما يأتي:6

  • يجوز التضحية بالغنم والبقر والإبل، ولا يجوز في الحيوانات المتوحشة، وإذا كان الحيوان متولداً من إنسي ووحشي فالعبرة بالأم.
  • يجوز التضحية بالماعز لأنه نوع من الغنم، والجاموس وهو نوع من البقر.
  • أن يكون عمر الأضحية إن كانت ماعز أو غنماً قد أتمت السنة ودخلت في الثانية، وإن كانت بقرة أو جاموس أن تكون قد أتمت السنتين ودخلت في الثالثة، والإبل ما أتمت الخمس سنوات ودخلت في السادسة.
  • يجوز التضحية بالجذع من الضأن إن كان عظيماً وهو ما كان عمره ستة أشهر.
  • يوجد صفات مستحبة للأضحية وهي: أن يكون كبشاً سميناً أقرن أملح أبيض، فحلاً، أو خصياً وهو أفضل من الفحل عند الحنفية.5

مندوبات الأضحية عند الحنفية

يستحب للمضحي قبل التضحية: ربط الأضحية قبل أيام النحر، لما فيه من الاستعداد للقربة وإظهار الرغبة فيها، فيكون له فيه أجر وثواب، وأن يقلدها ويجللها كالهدي، ليشعر بتعظيمها، وأن يسوقها إلى المذبح سوقاً جميلاً لا عنيفاً، وألا يجرها برجلها، وأن يذبحها بنفسه.5

مكروهات الأضحية عند الحنفية

يكره لمن اشترى أضحية أن يحلبها أو يجز صوفها، أو ينتفع بها، ركوباً أو حملاً، أو أن يحلبها إلا إذا خشي عليها الهلاك؛ فيحلبها ويتصدق بلبنها، وسبب ذلك في أن الانتفاع فيه يجعلها ناقصة، والأضحية يجب أن تكون كاملة لوجه الله -تعالى-.5

المراجع

  1. ^ أ ب ت وهبة الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 2702-2709.
  2. سورة الحج، آية:36
  3. مجموعة من المؤلفين، كتاب موسوعة الفقه الإسلامي المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، صفحة 327. بتصرّف.
  4. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 90. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث وهبة الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 2726-2733. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، كتاب موسوعة الفقه الإسلامي المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، صفحة 308. بتصرّف.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment