أحاديث ملهمة تعزز الروح: دليل إسلامي لتحفيزك

فراس الأحمد
5 دقيقة للقراءة

أحاديث عن تزكية النفس

كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يدعو ربّه -عزّ وجلّ- أن يُزّكي نفسه ويُطّهرها، كما كان -صلّى الله عليه وسلّم- يأمر بمحاسن الأخلاق وفضائل السلوك التي تجعل نفس المسلم زكيةً مُهذّبة، وفيما يأتي ذكر للحديث الذي ورد فيه دعاء النبي بتزكية النفس، وبعض الأحاديث المشتملة على أمره بتهذيب السلوك، والنفوس، والطبائع.

دعاء رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بتزكية النفس

ثبت في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- قال: “لَا أَقُولُ لَكُمْ إلَّا كما كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ- يقولُ: كانَ يقولُ: (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ القَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا).1

أحاديث تحضّ على تزكية النفس وتهذيب السلوك

تضمّنت السنّة النبوية الكثير من الأحاديث التي تأمر باللين، والرفق، واليُسر، والسهولة، وتنهى عن الكلام الفاحش، والالتزام بهذه الصفات هو أحد سُبل تزكية النفس وتهذيب الطباع، وفيما يأتي ذكر لبعض هذه الأحاديث الشريفة:

  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، ولَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أحَدٌ إلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وقَارِبُوا، وأَبْشِرُوا، واسْتَعِينُوا بالغَدْوَةِ والرَّوْحَةِ وشيءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ).2
  • وفي رواية: (لَنْ يُنَجِّيَ أحَدًا مِنكُم عَمَلُهُ، قالوا: ولا أنْتَ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ برَحْمَةٍ، سَدِّدُوا وقارِبُوا، واغْدُوا ورُوحُوا، وشَيءٌ مِنَ الدُّلْجَةِ، والقَصْدَ القَصْدَ تَبْلُغُوا).3
  • عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-: (أنَّ اليَهُودَ أتَوُا النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فَقالوا: السَّامُ عَلَيْكَ، قَالَ: وعلَيْكُم، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: السَّامُ علَيْكُم، ولَعَنَكُمُ اللهُ وغَضِبَ علَيْكُم، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: مَهْلًا يا عَائِشَةُ، عَلَيْكِ بالرِّفْقِ، وإيَّاكِ والعُنْفَ، أوِ الفُحْشَ، قَالَتْ: أوَلَمْ تَسْمَعْ ما قالوا؟! قَالَ: أوَلَمْ تَسْمَعِي ما قُلتُ؟ رَدَدْتُ عليهم، فيُسْتَجَابُ لي فيهم، ولَا يُسْتَجَابُ لهمْ فِيَّ).4
  • عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الرِّفْقَ لا يَكونُ في شيءٍ إلَّا زانَهُ، ولا يُنْزَعُ مِن شيءٍ إلَّا شانَ).5
  • عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ليسَ المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحِشِ ولا البذَيُّ).6

آيات قرآنية عن تزكية النفس

وردت تزكية النفس في القرآن الكريم بمعنيين، المعنى الأول وهو مدح النفس واعتقاد الصلاح فيها وهذه التزكية منهي عنها، وقد ورد هذا النهي بعدّة آيات قرآنية ومنها قوله -تعالى-: (فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)،7 أمّا المعنى الآخر وهو الموافق لما جاء في الأحاديث، فالمقصود به تهذيب النفس وتقويمها وتخليصها من الرذائل.

وهذه التزكية هي طريق الفوز والفلاح، والدليل فيما يأتي:

  • قوله -تعالى- على لسان سحرة فرعون: (إِنّا آمَنّا بِرَبِّنا لِيَغفِرَ لَنا خَطايانا وَما أَكرَهتَنا عَلَيهِ مِنَ السِّحرِ وَاللَّـهُ خَيرٌ وَأَبقى* إِنَّهُ مَن يَأتِ رَبَّهُ مُجرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَموتُ فيها وَلا يَحيى* وَمَن يَأتِهِ مُؤمِنًا قَد عَمِلَ الصّالِحاتِ فَأُولـئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ العُلى* جَنّاتُ عَدنٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها وَذلِكَ جَزاءُ مَن تَزَكّى).8
  • قوله -تعالى- في سورة الشمس: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا).9

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن أرقم، الصفحة أو الرقم:2722، حديث صحيح.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:39، حديث صحيح.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6463، حديث صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:6401، حديث صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2594، حديث صحيح.
  6. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1977، حديث حسن غريب.
  7. سورة النجم، آية:32
  8. سورة طه، آية:73-76
  9. سورة الشمس، آية:7-10
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment