أهم صفات الله تعالى: دليل شامل

فراس الأحمد
9 دقيقة للقراءة

صفات الله تعالى

يتَّصف الله -تعالى- بالكمال، وهو واحدٌ في ذاته وصفاته، ولا حَصر لعدد صِفاته، ويجب الإيمان التَّام بهذه الصِّفات التي أُثبتت استناداً على الأدلَّة النقليَّة والعقليَّة، وهذه الصفات هي: الوجود، والقِدَم، والبقاء، والوحدانيَّة، والقيام بنفسه، ومخالفة المخلقوات، والعلم، والإرادة، والقدرة، والحياة، والسَّمع، والبصر، والكلام، ويجب الإيمان بأنَّ ما كان ضدَّ هذه الصِّفات مستحيلٌ على الله -تعالى-، مثل: العدم، والحدوث، والمماثلة، والشَّريك، والصُّم، والبُّكم، والجهل، والموت، وغيرها، والله -تعالى- مُنزَّهٌ عن كلِّ الأوصاف التي وُصف بها من قبل غيره، حيث قال -تعالى-: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ)،1 والله -تعالى- قادرٌ على القيام بجميع الأفعال والصفات، فهو فعَّال لما يريد،23 وكمال الله -تعالى- مطلق، فهو حيٌّ لا يموت، وهو الأوَّل والآخر، وبقدرته ومشيئته تتحرَّك سائر المخلوقات، وهو العالم بكلِّ شيءٍ لا تخفى عليه أصغر الأمور، حيث قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ).45

توضيح معاني صفات الله تعالى

تُقسَّم صفات الله -تعالى- المثبتة إلى ثلاث أقسام، نورد بيانها فما يأتي:67

  • القسم الأوَّل: يتضمَّن الصَّفة النفسيَّة التي تُعبِّر عن الله -تبارك وتعالى- في نفسه؛ وهي الوجود، فالله -تعالى- بوجوده وُجدت الأرض، والسَّماوات، والبحار، والمخلوقات، وكلُّ ما في هذا العالم، فلا وجود لشيءٍ إلا بوجوده -تبارك وتعالى-.
  • القسم الثَّاني: يتضمَّن الصِّفات السلبيَّة، وهي التي تنفي عن الله -تبارك وتعالى- النقائض، وهي خمسة صفات بيانها فيما يأتي:
    • القِدَم: فوجود الله -تعالى- لا يسبقه شيءٌ، فهو الأوَّل الذي لم يتقدّمه شيءٌ من قبله.
    • البقاء: فوجود الله -تعالى- لا يلحقه شيء، فهو الآخِر الذي لا انقطاع لوجوده.
    • القيام بالنَّفس: فالله -تعالى- مُستغنٍ عن جميع مخلوقاته ولا يحتاج العون من أحدٍ من خلقه، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّـهِ وَاللَّـهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ).8
    • الوحدانيَّة: فالله -تعالى- واحدٌ أحدٌ في ذاته وأفعاله وصفاته، وهو مُنزَّهٌ عن الوالد والولد والشَّريك، قال -تعالى-: (قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ* اللَّـهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ).9
    • مخالفة الحوادث: فذات الله -تعالى- في صفاته وأفعاله مُخالفةٌ لجميع مخلوقاته، قال -تعالى-: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).10
  • القسم الثَّالث: يتضمَّن صفات المعاني، وهي صفات أزليَّةٌ ثابتةٌ غير مُتغيِّرةٍ ولا يتَّصف بها سوى الله -تعالى-، وهي سبع صفاتٍ، يأتي بيانها فيما يأتي:
    • الحياة: الله -تعالى- مُتَّصفٌ بالحياة، فهو الوحيد المُستحقُّ للعبادة لحقيقة بقائه، فهو حيٌّ لا يموت، حيث قال -جلَّ في علاه-: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ).11
    • القدرة: الله -تعالى- وحده القادر على التَّأثير في الحوادث والمخلوقات، وهو الوحيد القادر على خلق ما لا نتصوَّره؛ فهو على كلِّ شيءٍ قدير، قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).12
    • الإرادة: مشيئة الله -تعالى- نافذةٌ بكلِّ شيءٍ، يحكم ويقضي بما يشاء وبيده الأمر كلُّه؛ فهو مُحدثٌ لما يريد، كما قال -تعالى-: (فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ).13
    • العلم: الله -تعالى- مُحيطٌ ومُطَّلِعٌ على كلِّ ما هو موجودٌ في هذا الكون وما سيكون وما قد كان، وعلمه وسع كلَّ شيءٍ، حيث قال -تعالى-: (إِنَّما إِلـهُكُمُ اللَّـهُ الَّذي لا إِلـهَ إِلّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيءٍ عِلمً).14
    • الكلام: الله -تعالى- مُتكلِّم ولكنَّ كلامه ليس ككلام البشر، بل هو أزليُّ قديمٌ مخالفٌ لما يتصوَّره المخلوقون، حيث قال -تعالى-: (وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا).15
    • السَّمع: الله -تعالى- سميعٌ مدركٌ لكلِّ الأصوات والمسموعات، وسمعه مُخالفٌ لما يتصوّره المخلوقون.
    • البصر: الله -تعالى- بصيرٌ مُطَّلعٌ على كلِّ المرئيات، والموجودات، وما خُفي في الأنفس والعيون والصُّدور، وبصره مُخالفٌ لما يتصوّره المخلوقون.

أدلَّة صفات الله تعالى

يتَّصف الله -تعالى- بصفات الكمال والجلال ولا يتَّصف بنقائضها؛ فالله -تبارك وتعالى- مُنزَّه عن النواقص ومُتَّصفٌ بأعلى صفات الكمال والرِّفعة، وصفات الله -تعالى- ثابتةٌ وقد ذُكرت في القرآن الكريم والسُّنَّة النَّبويَّة، وبيانها فما يأتي:1617

  • الوحدانيَّة: قال -تعالى-: (قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَد)،18 فهو واحدٌ أحدٌ مُنزَّه عن الشَّريك والمثيل كما ذُكِر سابقاً.
  • القدرة: قال -تعالى-: (وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)،19 وقدرته ليست محصورة بشيءٍ.
  • الإرادة: قال -تعالى-: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)،20 فلا يقع حادثٌ إلَّا بإرادة الله -عز وجل-.
  • العلم: قال -تعالى-: (وَأَنَّ اللَّـهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا)،[٢١] فالله عليمٌ بالظَّاهر والباطن، وعلمه يتجاوز العقول ليس كمثله شيء.
  • الحياة: قال -تعالى-: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ)،11 وحياته -عز وجل- ليست كحياة مخلوقاته بل هي باقيةٌ خالدةٌ غير مُتغيِّرة.
  • القِدَم: قال -تعالى-: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)،[٢٢] والله -تعالى- لم يسبقه أحدٌ في وجوده.
  • البقاء: أخرج الإمام مسلم -رحمه الله- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: (اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ)،[٢٣] والله -تعالى- لم يلحقه أحدٌ ولا نهاية لوجوده.
  • مخالفتة للحوادث: قال -تعالى-: (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ)،[٢٤] فلا وجود لمن يُشبه الله -تعالى- بأفعاله وصفاته وذاته.
  • القيام بالنَّفس: قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّـهِ وَاللَّـهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ* إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ)،[٢٥] فالله -تعالى- غنيٌّ عن مخلوقاته وليس بحاجة أحدٍ من خلقه.
  • الكلام: قال -تعالى-: (وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)،15 والله -تعالى- يتكلَّم ولكن ليس كما البشر كما ذُكِر سابقاً.
  • السَّمع: قال -تعالى-: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)،10 والله -تعالى- يسمع السِّرَّ والجهر.
  • البصر: قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)،[٢٦] والله -تعالى- يرى ما لا يُرى ويُبصر أدق الأمور وأصغرها والظَّاهر والباطن منها.

صفات الأفعال

صفات الأفعال: هي الأفعال التي تدلُّ على صفات الله -تعالى-،[٢٧] وتعداد بعض صفات الأفعال لله -تعالى- فيما يأتي:[٢٨]

  • الخالق.
  • البارئ.
  • المصوِّر.
  • الوَّهاب.
  • الرَّزاق.
  • الفتَّاح.
  • القابض.
  • الباسط.
  • الخافض.
  • الرَّافع.
  • المعزّ.
  • المذلّ.
  • الْعدْل.
  • المغيث.
  • المجيب.
  • الواسع.
  • الباعث.
  • المبدئ.
  • المعيد.
  • المحيي.
  • المميت.
  • المقدِّم.
  • المؤخِّر.
  • الوالي.
  • الْبر.
  • التَّواب.
  • المنتقم.
  • المقسط.
  • الْمَانِع.
  • الْمُغني.
  • الْهَادِي.
  • الرَّحيم.

المراجع

  1. سورة الصافات، آية: 180.
  2. مجموعة من المؤلفين (2020م)، عقيدة المسلم (الطبعة الثانية)، الأردن – عمّان: دار الإفتاء العام، صفحة 27-28. بتصرّف.
  3. نزار حمادي، الفوائد السنية في الحفيدة السنوسية، تونس: دار الإمام ابن عرفة، صفحة 3. بتصرّف.
  4. سورة آل عمران، آية: 5.
  5. محمد المالكي (2015م)، النور المبين في قواعد عقائد الدين (الطبعة الأولى)، تونس: دار الإمام ابن عرفة، صفحة 52. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين (2020م)، عقيدة المسلم (الطبعة الثانية)، الأردن – عمّان: دار الإفتاء العام، صفحة 29-33. بتصرّف.
  7. نوح القضاة (1999م)، المختصر المفيد في شرح جوهرة التوحيد (الطبعة الأولى)، الأردن – عمّان: دار الرازي، صفحة 52-72. بتصرّف.
  8. سورة فاطر، آية: 15.
  9. سورة الإخلاص، آية: 1-4.
  10. ^ أ ب سورة الشورى، آية: 11.
  11. ^ أ ب سورة الفرقان، آية: 58.
  12. سورة البقرة، آية: 20.
  13. سورة البروج، آية: 16.
  14. سورة طه، آية: 98.
  15. ^ أ ب سورة النساء، آية: 164.
  16. محمد المالكي (2015م)، النور المبين في قواعد عقائد الدين (الطبعة الأولى)، تونس: دار الإمام ابن عرفة، صفحة 52-56. بتصرّف.
  17. محمد عاموه (2017م)، رسالة مختصرة في العقيدة الإسلامية (الطبعة الثانية)، اليمن: دار الأشاعرة للنشر والتوزيع، صفحة 12-18. بتصرّف.
  18. سورة الإخلاص، آية: 1.
  19. سورة البقرة، آية: 284.
  20. سورة يس، آية: 82.
  21. سورة الطلاق، آية: 12.
  22. سورة الحديد، آية: 3.
  23. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2713، صحيح.
  24. سورة الإخلاص، آية: 4.
  25. سورة فاطر، آية: 15-16.
  26. سورة الحج، آية: 75.
  27. محمد الشنقيطي، سلسلة الأسماء والصفات، صفحة 16، جزء 2. بتصرّف.
  28. أبو حامد الغزالي (1987ه)، المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى (الطبعة الأولى)، قبرص: الجفان والجابي، صفحة 159. بتصرّف.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment