كل ما تحتاج معرفته عن مفهوم ميثاق وأهميته

مازن الفهمي
5 دقيقة للقراءة

في مراحل طفولتنا المبكرة ، وعند نشوب خلاف بيننا أثناء اللعب ، كان يحدث نوعاً من الخصام بيننا نحن الصغار ، ثم ما نلبث أن نعود للمصالحة ، ونتعاهد على عدم حدوث أي خلاف جديدٍ في المستقبل لأي سبب كان ، هذا هو المعنى البسيط والبدائي الفطري للميثاق المرادف للعهد والقسم ، كعقد اتفاق على عدم نشوب أي خلاف بين الصغار الذين ذكرتهم آنفا لتستمر صداقتهم دوماً .

هذا هو التعريف المبسّط للميثاق ، والذي جاء بالفطرة ، لنتعلم فيما بعد عقد اتفاقيات ومعاهدات ومواثيق على نطاق الدولة والعالم بأسره .

والميثاق في اللسان العربي ، جاء من الفعل الثلاثي ( وثق ) ، ( الثقة ) ، والثقة هي التي تولد الإلتزام ، فتأتي قبل الدستور والقانون ، وبدونها يصبح أي دستور حبراً على ورق .

على سبيل المثال :

الميثاق الوطني يحدد شروط الإنتساب إلى مجتمع ، أو إلى العمل السياسي بغض النظر عن تباين الآراء ، وبدون وجود دستور يعطي شرعية أو ينزعها .
أي إن بنود الميثاق ملزمة للرأي والرأي الآخر ، والإلتزام بها طوعياً وليس قسرياً بحكم دستور أو قانون ، وهو ركن أساسي من أركان البلاد ، حيث لا تقوم أي دولة بدونه ولا تزدهر .

وميثاق الإسلام :

هو القانون الأخلاقي والإنساني العام ، الذي يخضع له ويدخل فيه الرأي والرأي الآخر .
والميثاق رباط طوعي يقوم على ثقة وقبول بين طرفين ، وهذا تعريف للمقدمة التي ذكرتها بشأن المعاهدة بين الصغار على عدم تجدد الخلافات بينهم .

أما الميثاق على نطاق أكبر ، هو اصطلاح يطلق على الإتفاقات الدولية ، والتي يراد إضفاء الجلال على موضوعها ، وتكون منشأة لمنظمات دوليه أو إقليمبة ، على سبيل المثال (ميثاق الأمم المتحدة ) .

أولا : الميثاق :

إتفاقية ملزمة بين الدول ، مرادفة للإتفاقية والمعاهدة ، كالميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية ICCPR ، والميثاق الخاص بالحقوق الإجتماعية والحضارية ICESCR ، وأقر كلا الميثاقان عام 1966 م .

ثانيا : الميثاق الدولي للحقوق الإقتصادية والإجتماعيّة والثقافيّة :

والذي أُقر في عام 1976 م ، وهو أحد أركان اللائحة الدولية لحقوق الإنسان ، والذي ينص على أن للناس كافةً مجموعة واسعة من الحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية .

ثالثا : الميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية :

أُقر هذا القانون عام 1966 م ، وينص على أن لكافة الناس مجموعة واسعة من الحقوق المدنية والسياسية ، وقد دخل هذا القانون حيز التنفيذ في عام 1996 م .

ميثاق الشرف :

مجموعة من القوانين والمباديء ، والتي تحكم مجتمعاً معيناً ، بالإستناد إلى ما يميّز الخلق في المجتمع من قوانين وأفكار ، واستخدام هذا القانون يعتمد على الإعتقاد بالوثوق بالناس في مجتمع معين للتصرف بشرف ، ومن يتجاوز هذا العهد يتعرض إلى عقوبات متعددة .

ميثاق الشرف الأكاديمي :

أُسس أول نظام شرف يعتمد على مراقبة الطلاب لأنفسهم عام 1779 م ، في The College Of William & Mary ، في الولايات المتحدة ، بتوصية من محافظ ولاية فرجينيا في ذلك الوقت ” توماس جيفرسون ” ، والذي تخرج من الجامعة نفسها بتفوق ، حيث اقترح لاحقاً نظام شرف مماثل لجامعة فرجينيا .
ويعتمد النظام على قوانين صارمة تحد من سلوك الطالب ، والذي أصبح لاحقاًً يعتمد على الرقابة الذاتية للطلاب ، لكن جيفرسون لم يعش ليرى النظام يعمل هناك .

وأخيراً ، وبعد الإطلاع على ما تشهده البلدان بشكل عام ، والبلاد العربية بشكل خاص ، من إنعدام للسلام ، وانتشار للحروب والفتن فيها ، ودوماً الضحايا هم الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ ، يتشكل لدي يقيناً بأن أكثر المواثيق وخاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان ما هي إلا مجرد حبر على ورق ، والأصدقاء الصغار قد كبروا ، ليدب النزاع بينهم ، متناسين العهد الطفولي ، ليكبروا وتكبر أطماعهم بأنانية متناسين حقوق الآخرين في الحياة على الأرض ، بسلام وأمان .

المصادر :

1. الموقع الرسمي للدكتور محمد شحرور .

2. معجم المعاني الجامع .

3. ويكيبيديا ، الموسوعة الحرّة .

شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب مازن الفهمي - متخصص في تصميم المناهج الدراسية
بواسطة مازن الفهمي
أنا مازن الفهمي، شغوف بمجال التعليم وتطوير المناهج الدراسية. حصلت على درجة الماجستير في التربية من جامعة الملك سعود، وأمتلك خبرة تمتد لأكثر من 10 سنوات في التدريس وتصميم البرامج التعليمية. عملت كمستشار تربوي في عدة مؤسسات تعليمية، حيث ساهمت في تحسين جودة التعليم من خلال استراتيجيات مبتكرة. شغفي يكمن في إيجاد طرق جديدة لجعل التعليم تجربة ممتعة ومؤثرة للطلاب، وأسعى دائمًا لدمج التكنولوجيا في العملية التعليمية لتعزيز التفاعل والإبداع. أؤمن بأن التعليم هو أساس بناء المجتمعات، وأعمل جاهدًا لتقديم محتوى يلهم المتعلمين ويدفعهم لتحقيق طموحاتهم.
Leave a Comment