سر تسمية خط الرقعة: تاريخ وأهمية هذا النمط الفني

حمد الناصر
2 دقيقة للقراءة

خط الرقعة

قيل إنّ خط الرقعة سمي بهذا الاسم؛ لأنّه كان يُكتب على رقعة من الجلد،1 ويعدّ خط الرقعة أحد الخطوط العربية، وهو الشكل المتطوّر عن خط الرقاع القديم المنتشر زمن العباسيين، ورقاع هو جمع رقعة، وهي الورقة الصغيرة التي تتلاءم مع المكاتبات والقصص اللطيفة، وإنّ أقدم خط للرقعة يرجع إلى عهد السلطان العثمانيّ محمّد الفاتح، وأُخذ خط الرقعة بعد ذلك بالتطوّر تدريجياً، حيث قام الخطّاط أبو بكر ممتاز بن مصطفى أفندي في عهد السلطان العثماني عبد المجيد خان بوضع قواعد خط الرقعة وهندسة حروفه على غِرار موازين بقية أنواع الخطوط؛ وذلك لتوحيد الخطوط في جميع المعاملات الرسميّة التي ترد الدولة.2

وجديرٌ بالذكر أنّ خط الرقعة لم يرد اسمه أو شكله في مخطوطة محمد حسن الطيبيّ المعروفة بـ (جامع محاسن كتابة الكتاب ونزهة أولى البصائر والألباب) المكتوبة عام 908هـ، والتي احتوت على 16 نوعاً من الخطوط من بينها خط الرقاع، والذي يختلف في شكله عن خط الرقعة، وهذا يعني أنّ خط الرقعة لم يكن موجوداً عند كتابة مخطوطة الطيبيّ في بداية القرن العاشر الهجريّ.3

مميزات خط الرقعة

من خصائص ومميزات خط الرقعة ما يأتي:4

  • سهولة تعلّمه خلال وقت قصير نسبياً.
  • سرعة الإنجاز في الكتابة؛ نظراً لقِصَر حروفه.
  • عدم حاجته للتشكيل إلّا للضرورة.
  • اتجاه الأجزاء الأفقية للأحرف يميل قليلاً نحو الأسفل من الجهة اليسرى.
  • تُكتَب جميع أحرفه على السطر، ما عدا الأحرف (ج، ع، م، هـ)؛ فهي تنزل عن السطر.

أنواع خط الرقعة

لخط الرقعة نوعان، وهما:1

  • خط الرقعة الفنّي: ويتميز بالوضوح والبساطة، ويمتلّك قواعد خاصّة لكتابته، كما يستعمل في كتابة عناوين الصحف، والكتب، والإعلانات التجاريّة.
  • خط الرقعة الدارج: وليس لهذا النوع قواعد خاصّة لكتابته، ويستخدمه العامّة في الكتابات اليومية.

المراجع

  1. ^ أ ب مختار مفيض الرحمن (1426 هـ)، مذكرة في خط الرقعة، صفحة 5.
  2. بلال الرفاعي (1999م)، خط الرقعة دراسة وتمارين (الطبعة الأولى)، سوريا – حلب: دار القلم العربي، صفحة 11.
  3. فوزي عفيفي، سلسلة تعليم الخط العربي – خط الرقعة، صفحة 6 – 7.
  4. مختار مفيض الرحمن (1426 هـ)، مذكرة في خط الرقعة، صفحة 6.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب حمد الناصر - متخصص في تاريخ الفن والنقد الفني
بواسطة حمد الناصر
أنا حمد الناصر، كاتب شغوف بعالم الفنون بكل أشكالها. درست تاريخ الفن في جامعة الملك سعود بالرياض، حيث طورت فهمًا عميقًا لتطور الحركات الفنية عبر العصور. لدي خبرة تمتد لأكثر من سبع سنوات في الكتابة عن الفنون، سواء في المجلات المتخصصة أو المنصات الرقمية. أسعى دائمًا لنقل شغفي بالفن من خلال مقالاتي، حيث أركز على تحليل الأعمال الفنية وتأثيرها الثقافي. أؤمن بأن الفن هو مرآة تعكس هوية المجتمعات، وأطمح إلى إلهام القراء لاستكشاف هذا العالم الغني. كتاباتي تهدف إلى سد الفجوة بين الفنانين والجمهور من خلال لغة بسيطة ومؤثرة.
Leave a Comment