حكم ارتداء جلد الخنزير في الإسلام: الأحكام والتوجيهات

فراس الأحمد
3 دقيقة للقراءة

حكم لبس جلد الخنزير

اختلف العلماء في حكم جلد الخنزير والانتفاع به في صناعة الملبوسات فذهب بعضهم إلى جواز الانتفاع من جلد الخنزير وأنّها تطهر بالدباغة، مستدلين بأنّ التحريم يتعلق بأكل لحم الخنزير بينما تدخل طهارة جلود الخنزير في جملة جلود الحيوانات التي ذكر النبي الكريم طهارتها بالدباغة، ففي الحديث: (إذا دبغ الإهاب فقد طهر)،1 كما جاء في رواية أخرى لفظ (إيما إهاب) وهذا يدل على عموم جلود الحيوانات بلا استثناء، ولو اجتنب الإنسان جلود الخنزير لكان أتقى له خروجاً من الخلاف في المسألة على الرغم من قوة دليل المجيزين،2 وذهب آخرون إلى حرمة جلود الخنزير والانتفاع به في الملبوسات لاعتقادهم تحريم لحم الخنزير بجميع أجزاءه بدون استثناء، وإنّما كان ذكر تحريم لحمه لأنّه أكثر ما ينتفع به، وذكروا علة ذلك وأنّ الخنزير نجس العين لذاته، وليست نجاسته بسبب الدم كغيره من الحيوانات، وبالتالي فلا ينفع تطهيره بالدباغ.3

تحريم لحم الخنزير

حرمت الشريعة الإسلامية لحم الخنزير في مواضع عدة من كتاب الله تعالى منها قوله تعالى: (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ الله)،4 وقد كان تحريم لحم الخنزير في الشريعة تحريما قطعياً لذاته بدون تدرج كما جاء تحريم الخمر، وهذا يدل على ضرره الواضح على الإنسان، وقد ظهرت علة تحريم لحم الخنزير في موضع واحد من كتاب الله حينما قال عز من قائل: (أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ)،5 والرجس معناه القذر، واعتبر لحم الخنزير رجساً وقذرا لتعوده أكل النجاسات، كما أنّ لحم الخنزير من جملة الخبائث التي حرمتها الشريعة لأنّ الخبيث يطلق على كل شيء يسبب الضرر للإنسان في صحته أو ماله أو أخلاقه.6

حكم الانتفاع بشعر الخنزير

ذكر القرطبي في تفسير جواز الخرازة بشعر الخنزير دون أجزائه الأخرى، واستدل على ذلك برواية عن النبي عليه الصلاة والسلام حيث سأله رجل يوما عن الخزارة بشعر الخنزير فلم يجد بأسا فيها، وأنّ الخرازة كانت على عهده النبي الكريم والأئمة من بعده، وذهب آخرون منهم ابن حزم في المحلى إلى تحريم جميع أجزاء الخنزير حتّى الخرازة.6

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 366، خلاصة حكم المحدث صحيح .
  2. “تطهير جلود الميتة جميعها بالدباغ “، إسلام ويب، 2004-1-22، اطّلع عليه بتاريخ 2018-6-21. بتصرّف.
  3. “قرار رقم: (173) (5/ 2012) حكم استيراد أحذية مصنوعة من جلد الخنزير”، الموقع الرسمي لدائرة الافتاء الأردنية ، 2012-5-17، اطّلع عليه بتاريخ 2018-6-21. بتصرّف.
  4. سورة سورة البقرة، آية: 173.
  5. سورة سورة الأنعام ، آية: 145.
  6. ^ أ ب د. حسني حمدان الدسوقي حمامة (2014-7-22)، “تحريم الخنزير في القرآن والسنة “، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2018-6-21. بتصرّف.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment