كل ما تحتاج إلى معرفته عن الغزل: دليل شامل لهذا النوع الشعري

شيماء الصاعدي
3 دقيقة للقراءة

الغزل

هو نوعٌ من أنواع الشّعر الذي يكون موضوعه الرئيسيّ هو التّغني بالحبيبة وذِكرِ مَحاسنها؛ حيث يَقوم الشاعر بوَصفِ جمالِ مَحبوبته ويذكر مواطنِ الجمال فيها، كأن يَتغنى بِجمال جَسدِها، أو جمال عيونها، أو إشراقة وَجهِها، كما يَبُثًُّ فيه الشاعر شَكواه من ألَم فِراق الحبيبة، وابتعادها عنه أو سَفرها. هناك نوعان من الغَزل: الغزل العُذري، والغزل الصَّريح، كما أنّ هناك العديدُ من الشّعراء الذين اشتهروا في هذا المجال.

أنواع الغزل

الغزل العُذري

وهو نوعٌ من الغزل يقتصر فيه الشاعر على ذِكر محاسن محبوبته المعنوية، بعيداً عن وصفِ جسدها؛ حيث يتحدثُ عن مشاعره اتجاهها، وعن ألم الفِراق، وصعوبة الّلقاء بينهما، وقد اشتهر هذا النّوع من الغزل في العصر الأموي، وقد سُمي بهذا الاسم نسبةً إلى بَني عذرة، الذين اشتهروا بشدةِ إخلاصهم في الحب؛ حيث كان منهم من يموت عشقاً.

من خصائص الشّعر العُذري العِفَّة؛ حيث لا يَتم ذِكر أيّ محاسنٍ جسدية، بالإضافة إلى الإخلاص لِمحبوبةٍ واحدة؛ حيث تَشتهر هذه الفتاة، ويشيع ذكر اسمها بين الناس وينادى الشاعر باسمها، وهناك العديد من الشّعراء الذين ارتبطت أسماؤهم بأسماء محبوباتهم مثل: كُثير عزة، ومجنون ليلى، وجميل بُثينة.

من أهم الشعراء الذين لمع صيتهم في هذا المجال: قيس بن المُلوّح، الذي اشتهر باسم مجنون ليلى، وقد كانت ابنة عمه التي تربى معها، فأحبها حبّاً شديداً، لكنّها عندما كبرتْ أُرغمتْ على الزّواج من شخصٍ آخر، الأمر الذي لمْ يستطع قيس تَحمله؛ فَفَقَد عقله، ولُقب بمجنونِ ليلى، ومن الأبيات المشهورة له:

خليـليَّ لا واللهِ لا أملكُ الذي

قضى اللهُ في ليلى ولا مَا قَضى لِيَا

قضَاهَا لِغيري وابتلاني بِحُبِّها

فهلّا بشـيءٍ غير ليـلى ابتلانيا

الغزل الصّريح

وهو أحد الأغراض الشّعرية في التغزّل في المرأة؛ إذ يقوم الشّاعر بوصف مُغامراتِه مع النّساء، ومن أهم مُميزات هذا الشّعر هو أنَّ الشّاعر لا يقتصر على اسم امرأةٍ واحدة، بل تَجدُهُ يَذكرُ العديد من النِّساء بالإضافة إلى الجَواري، كما يَقوم الشّاعر بتصويرِ جَسدِ المرأة بشكلٍ مُفصّل، من مَشيتها، وبَشرتها، وغيره، ولعلّ من أبرز الشُّعراء الذين بَرزوا في هذا المجال هو عُمر بن أبي ربيعة، الذي عُثر في أشعاره على أكثر من اثنين وأربعين عشيقة.

خصائص الشّعر الصّريح

  • وجودُ أسلوبِ الحوارِ بشكلٍ لافت للنّظر؛ حيث تكثر فيه عبارةُ (قالت) و (قلت لها).
  • رقةُ الألفاظ والكلمات الموجودة فيها وبساطتها.
  • الالتزام ببحورِ الشّعر القصيرة.
  • مَدح الشّاعر لِنفسِهِ، وتغزله بمحاسنه.
شارك في هذا المقال
أنا شيماء الصاعدي، كاتبة شغوفة بمجال الآداب، حيث أجد في الكلمات وسيلة للتعبير عن أعمق المشاعر والأفكار. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، ومنذ ذلك الحين كرست حياتي لدراسة وكتابة النصوص الأدبية التي تحاكي الروح الإنسانية. لدي خبرة تمتد لأكثر من خمس سنوات في كتابة المقالات النقدية والقصص القصيرة التي تنشر في مجلات أدبية مرموقة. أسعى دائمًا لاستكشاف الأبعاد الثقافية والتاريخية في الأدب، وأؤمن بأن الكتابة هي جسر يربط بين الحضارات والأجيال. شغفي يكمن في صياغة النصوص التي تترك أثرًا في قلوب القراء وتدفعهم للتفكير والتأمل.
Leave a Comment