تحليل قصائد المتنبي في الهجاء: أبرز الأعمال والتقييم

شيماء الصاعدي
3 دقيقة للقراءة

هجاء مجهولي الهوية

أَماتَكُمُ مِن قَبلِ مَوتِكُمُ الجَهلُ

:::وَجَرَّكُمُ مِن خِفَّةٍ بِكُمُ النَملُ

وُلَيدَ أُبَيِّ الطَيِّبِ الكَلبِ ما لَكُم

:::فَطِنتُم إِلى الدَعوى وَمالَكُمُ عَقلُ

وَلَو ضَرَبَتكُم مَنجَنِيقي وَأَصلُكُم

:::قَوِيٌّ لَهَدَّتكُم فَكَيفَ وَلا أَصلُ

وَلَو كُنتُمُ مِمَّن يُدَبِّرُ أَمرَهُ

:::لَما كُنتُمُ نَسلَ الَّذي ما لَهُ نَسلُ

في هجاء عواذله

قِفا تَرَيا وَدقي فَهاتا المَخايِلُ

:::وَلا تَخشَيا خُلفاً لِما أَنا قائِلُ

رَماني خِساسُ الناسِ مِن صائِبِ اِستِهِ

:::وَآخَرُ قُطنٌ مِن يَدَيهِ الجَنادِلُ

وَمِن جاهِلٍ بي وَهوَ يَجهَلُ جَهلَهُ

:::وَيَجهَلُ عِلمي أَنَّهُ بِيَ جاهِلُ

وَيَجهَلُ أَنّي مالِكَ الأَرضِ مُعسِرٌ

:::وَأَنّي عَلى ظَهرِ السَماكَينِ راجِلُ

تُحَقِّرُ عِندي هِمَّتي كُلَّ مَطلَبٍ

:::وَيَقصُرُ في عَيني المَدى المُتَطاوِلُ

وَما زِلتُ طَوداً لا تَزولُ مَناكِبي

:::إِلى أَن بَدَت لِلضَيمِ فيَّ زَلازِلُ

فَقَلقَلتُ بِالهَمِّ الَّذي قَلقَلَ الحَشا

:::قَلاقِلَ عيسٍ كُلُّهُنَّ قَلاقِلُ

إِذا اللَيلُ وارانا أَرَتنا خِفافُها

:::بِقَدحِ الحَصى مالا تُرينا المَشاعِلُ

كَأَنّي مِنَ الوَجناءِ في ظَهرِ مَوجَةٍ

:::رَمَت بي بِحاراً ما لَهُنَّ سَواحِلُ

يُخَيَّلُ لي أَنَّ البِلادَ مَسامِعي

:::وَأَنِّيَ فيها ما تَقولُ العَواذِلُ

وَمَن يَبغِ ما أَبغي مِنَ المَجدِ وَالعُلا

:::تَساوى المَحايِي عِندَهُ وَالمَقاتِلُ

أَلا لَيسَتِ الحاجاتُ إِلّا نُفوسَكُم

:::وَلَيسَ لَنا إِلّا السُيوفَ وَسائِلُ

فَما وَرَدَت روحَ اِمرِئٍ روحُهُ لَهُ

:::وَلا صَدَرَت عَن باخِلٍ وَهوَ باخِلُ

غَثاثَةُ عَيشي أَن تَغِثَّ كَرامَتي

:::وَلَيسَ بِغَثٍّ أَن تَغِثَّ المَآكِلُ

في هجاء من هجاه

أَنا عَينُ المُسَوَّدِ الجَحجاحِ

:::هَيَّجَتني كِلابُكُم بِالنُباحِ

أَيَكونُ الهِجانُ غَيرَ هِجانٍ

:::أَم يَكونُ الصُراحُ غَيرَ صُراحِ

جَهِلوني وَإِن عَمَرتُ قَليلاً

:::نَسَبَتني لَهُم رُؤوسُ الرِماحِ

في هجاء سوار الدليمي

بَقِيَّةُ قَومٍ آذَنوا بِبَوارِ

:::وَأَنضاءُ أَسفارٍ كَشَربِ عُقارِ

نَزَلنا عَلى حُكمِ الرِياحِ بِمَسجِدٍ

:::عَلَينا لَها ثَوباً حَصىً وَغُبارِ

خَليلَيَّ ما هَذا مُناخاً لِمِثلِنا

:::فَشُدّا عَلَيها وَاِرحَلا بِنَهارِ

وَلا تُنكِرا عَصفَ الرِياحِ فَإِنَّها

:::قِرى كُلِّ ضَيفٍ باتَ عِندَ سِوارِ

يهجو القاضي الذهبي

لَمّا نُسِبتَ فَكُنتَ اِبناً لِغَيرِ أَبٍ

:::ثُمَّ اِمتُحِنتَ فَلَم تَرجِع إِلى أَدَبِ

سُمِّيتَ بِالذَهَبِيِّ اليَومَ تَسمِيَةً

:::مُشتَقَّةً مِن ذَهابِ العَقلِ لا الذَهَبِ

مُلَقَّبٌ بِكَ ما لُقِّبتَ وَيكَ بِهِ

:::يا أَيُّها اللَقَبُ المُلقى عَلى اللَقَبِ

في هجاء أبي دلف بن كنداج

أَهوِن بِطولِ الثَواءِ وَالتَلَفِ

:::وَالسِجنِ وَالقَيدِ يا أَبا دُلَفِ

غَيرَ اِختِيارٍ قَبِلتُ بِرَّكَ بي

:::وَالجوعُ يُرضي الأُسودَ بِالجِيَفِ

كُن أَيُّها السِجنُ كَيفَ شِئتَ فَقَد

:::وَطَّنتُ لِلمَوتِ نَفسَ مُعتَرِفِ

لَو كانَ سُكنايَ فيكَ مَنقَصَةً

:::لَم يَكُنِ الدُرُّ ساكِنَ الصَدَفِ

في هجاء أبي الفرج السامري

أَسامِرِيُّ ضُحكَةَ كُلِّ راءِ

:::فَطِنتَ وَأَنتَ أَغبى الأَغبِياءِ

صَغُرتَ عَنِ المَديحِ فَقُلتَ أُهجى

:::كَأَنَّكَ ما صَغُرتَ عَنِ الهِجاءِ

وَما فَكَّرتُ قَبلَكَ في مُحالٍ

:::وَلا جَرَّبتُ سَيفي في هَباءِ

في هجاء ابن كيغلغ

ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ

:::وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ

وَالناسُ قَد نَبَذوا الحِفاظَ فَمُطلَقٌ

:::يَنسى الَّذي يولى وَعافٍ يَندَمُ

شارك في هذا المقال
أنا شيماء الصاعدي، كاتبة شغوفة بمجال الآداب، حيث أجد في الكلمات وسيلة للتعبير عن أعمق المشاعر والأفكار. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، ومنذ ذلك الحين كرست حياتي لدراسة وكتابة النصوص الأدبية التي تحاكي الروح الإنسانية. لدي خبرة تمتد لأكثر من خمس سنوات في كتابة المقالات النقدية والقصص القصيرة التي تنشر في مجلات أدبية مرموقة. أسعى دائمًا لاستكشاف الأبعاد الثقافية والتاريخية في الأدب، وأؤمن بأن الكتابة هي جسر يربط بين الحضارات والأجيال. شغفي يكمن في صياغة النصوص التي تترك أثرًا في قلوب القراء وتدفعهم للتفكير والتأمل.
Leave a Comment