دور الماء في تغذية الكائنات الحية: أهميته وتأثيره

ليلى النعيمي
3 دقيقة للقراءة

الماء

يعتبر الماء هو العنصر الأساسي لهذه الحياة؛ إذ إنّه يؤدّي دوراً أساسيّاً في مختلف العمليات الحيوية التي تتمّ داخل أجسام الكائنات الحية، سواء الكائنات الدقيقة والأولية، أو العمليّات الحيوية في النبات، أو حتى في جسم الإنسان، ويُكوّن الماء ما نسبته ثلاثة أرباع الكرة الأرضية، وجزء كبير من هذا الماء مُعرّض للتلوث.

أهمية الماء بالنّسبة للكائنات الحية

الماء للأميبا

تعتبرالأميبا من أبسط الحيوانات على الكرة الأرضية، هي عبارة عن مخلوقات وحيدة الخلية، ويشكّل الماء تسعين بالمئة من جسمها، تعيش الأميبا داخل الماء المالح والعذب، كما تعيش داخل التربة ويمكن أن تتكاثر في أجسام الحيوانات، وحركة الأميبا ترتكز بشكلٍ أساسيّ على وجود الماء في السيتوبلازم لتشكيل ما يسمى بالأقدام الكاذبة التي تساعدها على الحركة، كما أنّها تحتاج إلى الماء للقيام بعمليّة ضبط التوازن الأسموزي في جسدها مع البيئة التي تحيط بها؛ حيث تتشكّل في جسمها فجوة منقبضة تضع فيها الماء الزائد عن حاجتها، ثمّ تتخلص منها خارج الخلية الأميبية، كما أنّ غذاء الأميبا يرتكز بشكل أساسي على المواد الذائبة داخل الماء.

الماء للنبات

عند مقارنة النبات بالكائنات الحيّة الأخرى نجد أنّه يحتاج إلى الماء بشكل أكبر من الحيوان، وذلك لأنّ تسعين بالمئة من الماء الذي يأخذه النبات بواسطة جذوره، يذهب في الجو على شكل بخار، كما يستعمل النبات الماء بشكلٍ أساسي في عملية صنع الغذاء.

يقوم النبات بامتصاص الماء من داخل التربة بواسطة شعيرات دقيقة موجودة في الجذور، ثمّ يتحرّك الماء عن طريق ساق النبات، ويتوزّع إلى الأوراق بفضل الخاصية الشعرية، وبعد ذلك يتم تحليل الماء لذرّاته الأساسية الأكسجين والهيدروجين، بفضل مادة الكلوروفيل(Chlorophyl)، في عملية مهمة تسمى عملية “البناء الضوئي” (Photosynthesis)، وفي هذه العملية يحصل اتحاد بين ذرات الهيدروجين الناجم عن تحلل الماء، مع غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي تأخذه أوراق النبات عن طريق امتصاصه من الهواء، ثم يتم تصنيع السكر وتصنيع مركّبات عضوية، ومواد كربوهيدراتية ودهنية، بالإضافة إلى المواد البروتينية التي تشكّل غذاء النبات، أمّا بالنسبة لذرات الأكسجين الناجمة من تحلّل الماء أثناء عملية البناء الضوئي فهو ينبعث إلى الهواء فيجدّده.

الماء لجسم الإنسان

يُشكّل الماء ما نسبته سبعين بالمئة من جسم الإنسان، ولا تُحدّد كمية توفر الماء على المواد السائلة في الجسم، مثل: الدم، أو السائل الليمفاوي، بل يتعدّى ذلك فيدخل في جميع الخلايا التي تبني جسم الإنسان؛ حيث إنّ كميّة وجود الماء تتراوح بين 65% و90%، من وزن هذه الخلايا، بالاعتماد على نوعها، فمثلاً تتكوّن خلايا الدم من كمية عالية من الماء، بينما تقل كمية الماء الموجودة في الخلايا التي تبني العظام.

شارك في هذا المقال
أنا ليلى النعيمي، كاتبة وخبيرة تغذية شغوفة بمساعدة الآخرين على عيش حياة صحية ومتوازنة. حصلت على درجة البكالوريوس في علوم التغذية من جامعة الإمارات، وأكملت دراسات عليا في التغذية العلاجية. على مدار السنوات العشر الماضية، عملت كاستشارية تغذية مع أفراد ومؤسسات، وساهمت في نشر الوعي حول أهمية الأكل الصحي من خلال مقالاتي وكتبي. أؤمن بأن الطعام ليس مجرد وقود، بل هو أساس الصحة والسعادة. أسعى دائمًا لتقديم محتوى مبني على العلم، يجمع بين المعلومات الدقيقة والنصائح العملية التي يمكن للجميع تطبيقها في حياتهم اليومية. هدفي هو إلهامكم لاتخاذ خيارات غذائية واعية تُحسن جودة حياتكم.
Leave a Comment