أهمية مهنة الطبيب: تعبير في مجال الآداب

شيماء الصاعدي
3 دقيقة للقراءة

مهنة الطبيب مهنة إنسانية

مهنة الطبيب مهنة إنسانية، وهي من المهن التي تحتلّ مكانةً عاليةً في المجتمع، ويرغب معظم الناس في أن يكونوا أطباء، وذلك بسبب مكانة مهنة الطب وفوائدها وما تجلبه لمُمارسها من احترام اجتماعيّ وقبول كبير بين الناس يجعلهم ينظرون لهذا المسمى الوظيفيّ نظرة إعجاب وتميّز.

مهنة الطبيب مليئة بالصبر والتعب

مهنة الطب مليئة بالزّخم العلمي والعملي؛ لأنّها مسيرة من العلم الذي يبدأ منذ اليوم الأول لالتحاق الطبيب بكلية الطب، إذ يحتاج الراغب في مزاولة هذه المهنة إلى المرور بمراحل عدّة، فتبدأ مسيرة الجدّ والاجتهاد والدراسة المتواصلة كي لا يُفوّت سطرًا واحدًا من الكتب الطبية؛ لأنّه يعلم في قرارة نفسه أنّ هذا السطر قد يكون يومًا ما هو السرّ في إنقاذ روح.

الطبيب من المفترض أن يملك قدرةً رائعةً على ربط الأعراض ببعضها بعضًا ليعرف ما هو الدواء المناسب، فهنا يكمن دوره الحقيقي، وفي الوقت نفسه يجب أن يكون دقيقًا ذا تركيزٍ فائق ويقظة وسرعة بديهة، ويملك قوة قلبٍ كبيرة تجعل منه جراحًا ماهرًا، يعرف موضع الألم فيتدخّل بمشرطه الجراحي ليزيله، وجاهزًا لأيّ طارئ في أيّ وقت.

مهنة الطبيب ملهمةٌ لكلّ شخصٍ أراد أن يتعلّم التفاني والعطاء، ولكلّ شخصٍ يرغب في أن يكون دقيقًا في عمله بعيدًا عن العشوائية والتخبط، وهي مهنة مُلهِمة للأخلاق؛ لأنّ الطبيب يُبهر الناس بقدرته على العطاء والتفاني والتواضع والرغبة الحقيقية في مساعدة غيره، لهذا فإنّ مهنة الطبيب مجبولة بالعزيمة والإرادة والصبر والقدرة الكبيرة على منح الوقت للآخرين دون كللٍ أو ملل.

مهنة الطبيب مصدر إلهام للمجتمع

مهنة الطب من أقدم المهن في العالم، إلّا أنّ هذه المهنة لم تفقد بريقها أبدًا مهما طال الزمان بها، بل إنّ الشغف بهذه المهنة والنظرة القدسية التي ينظرها معظم الناس لها ظلّت ثابتةً على مدى الزمن، والسبب في هذا أنّ هذه المهنة العظيمة مصدر إلهامٍ للمجتمع، والطبيب ملاك رحمة، قال أحد الشعراء:

وإنَّ الطِّبَّ مهنةُ كُلِّ حُرٍّ

رأى أنْ يَبذلَ الجهدَ اجتهادا

كما أنّ الطبيب الذي يضع كلّ علمه لأجل تخليص الناس من أمراضهم يُنظر إليه الناس نظرة تبجيلٍ واحترام، والناس يعتبرونه قدوةً لهم ومصدر فخرهم، فينظرون إليه نظرتهم للأبطال الذين يُضحون لأجل الآخرين، لهذا كله لا بد أن يبذل الطبيب كلّ ما بوسعه لأجل صحتهم، وحياة الطبيب تُصبح ملكًا للناس بمجرّد أن يتخرّج من كلية الطب، ويُصبح مسؤولًا عن صحة الناس.

للطبيب بصمة كبيرة وواضحة

في الختام، الطب مهنة لها تاريخ عريق ينحني الجميع احترامًا له وللأطباء الأوائل الذين كان لهم الفضل الأكبر في اكتشاف الأمراض ومداواة المرضى، رغم أنّ أدواتهم في ذلك الوقت كانت بدائية جدًا، فما أعظم هذه المهنة! وما أعظم جنودها الأطباء الشجعان! وما أقدس هدفها النبيل!

شارك في هذا المقال
أنا شيماء الصاعدي، كاتبة شغوفة بمجال الآداب، حيث أجد في الكلمات وسيلة للتعبير عن أعمق المشاعر والأفكار. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، ومنذ ذلك الحين كرست حياتي لدراسة وكتابة النصوص الأدبية التي تحاكي الروح الإنسانية. لدي خبرة تمتد لأكثر من خمس سنوات في كتابة المقالات النقدية والقصص القصيرة التي تنشر في مجلات أدبية مرموقة. أسعى دائمًا لاستكشاف الأبعاد الثقافية والتاريخية في الأدب، وأؤمن بأن الكتابة هي جسر يربط بين الحضارات والأجيال. شغفي يكمن في صياغة النصوص التي تترك أثرًا في قلوب القراء وتدفعهم للتفكير والتأمل.
Leave a Comment