لقد كان فينا الظلم فوضى فهذبت
يقول حافظ إبراهيم:
لَقَد كانَ فينا الظُلمُ فَوضى فَهُذِّبَت
حَواشيهِ حَتّى باتَ ظُلماً مُنَظَّما
تَمُنُّ عَلَينا اليَومَ أَن أَخصَبَ الثَرى
-
-
- وَأَن أَصبَحَ المِصرِيُّ حُرّاً مُنَعَّما
-
أَعِد عَهدَ إِسماعيلَ جَلداً وَسُخرَةً
-
-
- فَإِنّي رَأَيتُ المَنَّ أَنكى وَآلَما
-
عَمِلتُم عَلى عِزِّ الجَمادِ وَذُلِّنا
-
-
- فَأَغلَيتُمُ طيناً وَأَرخَصتُمُ دَما
-
إِذا أَخصَبَت أَرضٌ وَأَجدَبَ أَهلُها
-
-
- فَلا أَطلَعَت نَبتاً وَلا جادَها السَما
-
نَهَشُّ إِلى الدينارِ حَتّى إِذا مَشى
-
-
- بِهِ رَبُّهُ لِلسوقِ أَلفاهُ دِرهَما
-
فَلا تَحسَبوا في وَفرَةِ المالِ لَم تُفِد
-
-
- مَتاعاً وَلَم تَعصِم مِنَ الفَقرِ مَغنَما
-
فَإِنَّ كَثيرَ المالِ وَالخَفضُ وارِفٌ
-
-
- قَليلٌ إِذا حَلَّ الغَلاءُ وَخَيَّما1
-
غابة الظلم
يقول عبدالرحمن العشماوي:
غابةُ الظُّلم سَرَتْ منها الضَّواري
-
-
- حين لا يقوى على الإدلاج ساري
-
غابةٌ ما أخرجتْ إلا وحوشاً
-
-
- تتشهّى مَضْغَ أكباد الصِّغار
-
خرجت من غابة الظُّلم نهاراً
-
-
- كمساءٍ، ومساءً كنهارِ
-
لبست ثوبين ثوباً من بريقٍ
-
-
- يخدع الناس، وثوباً من سُعار
-
كشفت أنيابُها عن خلجاتٍ
-
-
- تعشق الظلمَ وتهفو للدَّمار
-
تأكل الأخضرَ واليابسَ، ترمي
-
-
- كلَّ من تلقاه في الدَّرْب بنار
-
ما لها حِسٌّ ولا عَقْلٌ يُريها
-
-
- سوءَ ما يَجْلِبُه هَدْمُ الدِّيار
-
كلَّما لاحت لها أشجارُ روضٍ
-
-
- يانعاتٌ، طَوَّقَتْها بحصار
-
ومضت تقتلع الأشجارَ حتى
-
-
- تَبْلُغَ الغايةَ من جَنْي الثِّمار
-
تُشعل الحقل الذي ترتع فيه
-
-
- ثم تمضي عنه من غير اعتذار
-
تعشق الإفسادَ في الأرض وتأبى
-
-
- أن ترى أرض سواها في ازدهار
-
تَرِدُ النَّبْعَ، فما ترحل إلاّ
-
-
- وهو يشكو من فسادٍ وانحسار
-
ربَّما ترحم بالقتل صغيراً
-
-
- وبثوب الموت تكسو جسمَ عاري
-
ربَّما تحنو على الناس، ولكنْ
-
-
- بالصَّواريخ وآلاتِ انشطارِ
-
وإذا ما أسرفتْ في العطف ألْقَتْ
-
-
- بعناقيدِ الرَّدى في كلِّ دار
-
ربَّما تُحْسِنُ للجارِ، ولكن
-
-
- بالذي تُحْسِنُ من سوء الجوار
-
يا وحوشَ الغابةِ السوداءَ، إنَّا
-
-
- لم نعد في سوءِ مَسْراكِ نُماري
-
بين أنيابكِ أشلاءُ الضحايا
-
-
- وعلى شِدْقَيْكِ آثارُ احمرارِ
-
كُلُّ مَنْ في هذه الأرض يراها
-
-
- رَأْيَ عينٍ، بعد تمزيقِ السِّتارِ
-
افرحي بالوهم، تيهي في غرورٍ
-
-
- عَرْبدي في الجوِّ، غُوصي في البحارِ
-
سوف تلقيْن من الله جزاءً
-
-
- عاجلاً، يُلْقيكِ في نار البَوَار
-
أبْشري يا غابةَ الظُّلْمِ بخوفٍ
-
-
- وارتكاسٍ في الرّزايَا وانكسار
-
سَطْوَةُ الظالم، دَرْبٌ للمآسي
-
-
- ينتهي فيه إلى ذُلّ وعارِ
-
إنَّما الظُّلْمُ طريق الموتِ، مهما
-
-
- حَقَّق الظالمُ من وَهْمِ انتصارِ2
-
معرة الظلم على من ظلم
يقول الشاعر خليل مطران:
مَعَرَّة الظلْمِ عَلَى مَنْ ظلِمْ
-
-
- وَحُكْمُ مَنْ جَارَ عَلَى مَنْ حَكَمْ
-
وَإِنَّ مَا أُوخِذْتَ زُوراً بِهِ
-
-
- بَرَاءةُ الصِّدْقِ وَغُرُّ الشِّيَمْ
-
وَمَا عَلَى النورِ إِذَا سَطَّرُو
-
-
- عَلَيْهِ عَيّباً بِمِدَادِ الظُّلَمْ
-
وَفِتْيَةٍ إِنْ تَتَنَوَّرْ تَجِدْ
-
-
- وِي قُضَاةٍ خَدَمْ
-
هَمُّوا بِأَنْ يَنتَقِصُوا فِي الوَرَى
-
-
- خُلُقاً عَظِيماً فَسَمَا وَاسْتَتمّْ
-
وَحَاوَلُوا أَنْ يَصِمُوا فَاضِلاً
-
-
- بِمَا أَبَى الله لَهُ وَالكَرَمْ
-
فَسَوَّدُوا أَوْجُهَ أَحْكَامِهِمْ
-
-
- وَابْيَضَّ وَجْهُ الفَاضِلِ المُتهَمْ3
-
أقيدوا القوم إن الظلم لا يرضاه ديان
يقول الفند الزماني:
أقيدوا القومَ إنَّ الظُل
-
-
- مَ لا يرضاهُ دَيَّانُ
-
وإنَّ النارَ قَد تُصـ
-
-
- ـبِحُ يوماً وَهي نِيرانُ
-
وفي العُدوانِ للعدوا
-
-
- نِ تَوهينٌ وأقران
-
وفي القومِ معاً للقو
-
-
- م عندَ البأسِ أقرانُ
-
وبعضُ الحلمِ يومَ الجه
-
-
- لِ للذلَّةِ إذعانُ
-
كففنا عن بني هندٍ
-
-
- وقُلنا القَومُ إخوانُ
-
عسى الأيامُ أن يرجِعـ
-
-
- ـنَ قوماً كالذي كانوا
-
فلمّا صرَّحَ الشَّرُّ
-
-
- بدا والشَّرُّ وعُريانُ
-
ولم يبقَ سوى العدوا
-
-
- نِ دِنّاهم كما دانوا
-
أُناسٌ أَصلُنا منهم
-
-
- ودِنّا كالذي دانوا
-
وكُنّا معهم نرمي
-
-
- فنحن اليومَ أُحدانُ
-
وفي الطّاعةِ للجا
-
-
- هلِ عندَ الحُرِّ عِصيانُ
-
فلما أُبيَ الصُلحَ
-
-
- وفي ذلكَ خِذلانُ
-
شَدَدنا شدَّةَ الليثِ
-
-
- غدا والليثُ غَضبانُ
-
بضَربٍ فيه تأثِيمٌ
-
-
- وتفجيعٌ وأرنانُ
-
وقد أدهُنُ بعض القومِ
-
-
- إذ في البَغيِ أدهانُ
-
وقد حلَّ بكل الحيِّ
-
-
- بَعدَ البَغيِ إمكانُ
-
بطَعنٍ كفمِ الزِّقِّ
-
-
- غدا والزِّقُّ ملآنُ
-
له بادِرَةٌ من
-
-
- أحمرِ الجَوفِ وثُعبانُ
-
وفي الشَّرِّ نجاةٌ حينَ
-
-
- لا يُنجِيكَ إحسانُ
-
ودانَ القومُ أن
-
-
- لَقِيَ الفِتيانَ فِتيانُ4
-
ألم تحتلف أن لا تعود إلى ظلم
يقول ابن الساعاتي:
ألم تحتلفْ أن لا تعود إلى ظلمٍ
-
-
- فلمْ جرّدتْ ألحاظ عينيكَ في السّلمِ
-
وما بال كفُّ الدلِّ نحو مقاتلي
-
-
- تسدّدُ من عطفيك بعض القنا الصُّمِ
-
ولم أرَ موتاً قبل موتك مشتهى
-
-
- ولا صحةً زينت بشافٍ من السقمِ
-
عدمتُ الغنى من وجنةٍ ذهبيةٍ
-
-
- تصان وهذا خالها طابعُ الختمِ
-
وقد بلَّغتْ عني بلاغة أدمعي
-
-
- وباح نحولي بالخفيَّ من الكتمِ
-
فما شافه العذَّال مثل مدامعي
-
-
- ولا خاطب الواشين أفصحُ من سقمي
-
وسمراءَ كالخطّي تحمى بمثلها
-
-
- قواماً ولكنّ لا يثقَّف بالضَّمِ
-
شهيُّ وإن أصدى مع البرد ريقها
-
-
- قفل في كريم مولع بابنة الكرمِ
-
وقد نظمت في سلك جسمي مدامعي
-
-
- فما بالها صدَّت عن العقد ذي النظمِ
-
ألوذ بصبري عائذاً من جفونها
-
-
- فيسلمني من مقلتيها إلى خصمِ
-
وليلة وصلٍ أنجز الطَّيف وعده
-
-
- فجاد بها بعد القطيعة والصَّرمِ
-
أمنَّا بها أن تنقضي سنة الدجى
-
-
- وأن تترقَّى نحونا همَّة الهمِّ
-
غنيتُ بمأثور العتاب فلم أرد
-
-
- غناءً وعن كأس المدامة بالظَّلمِ
-
فأبعدْ بنفث البابلي وسحرهِ
-
-
- وأهونْ بنشر البابليَّة والطعمِ
-
وبكرٍ من اللذَّات نلتُ بها المنى
-
-
- وبتُّ نديمَ الإثم فيها بلا إثمِ
-
أضمُّ قضيب البان في ورق الصّبا
-
-
- وألثمُ بدر التمِّ في سحب اللُّثمِ
-
إلى أن حكى ثغرٌ من الصبح ضاحك
-
-
- إباءَ صفيّ الدين في ظلم الظُّلمِ5
-
ظلم الزمان فما ألمت بظلمه
يقول ابن نباتة المصري:
ظلم الزمان فما ألمتُ بظلمه
-
-
- شيئاً وصادف طائراً متوطنا
-
وغدا يهدِّدني بمحزن خطبه
-
-
- هيهات يدري الحزن من عرف الهنا6
-
المراجع
- “لقد كان فينا الظلم فوضى فهذبت”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 28/4/2022.
- “غابة الظلم”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 28/4/2022.
- “معرة الظلم على من ظلم”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 28/4/2022.
- “أقيدوا القوم إن الظلم لا يرضاه ديان”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 28/4/2022.
- “ألم تحتلف أن لا تعود إلى ظلم”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 28/4/2022.
- “ظلم الزمان فما ألمت بظلمه”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 28/4/2022. بتصرّف.