أفضل قصائد الحب النبطية: تحفة شعرية تسحر عشاق الأدب

شيماء الصاعدي
7 دقيقة للقراءة

قصيدة: كتبت الشعر من قلبي وخطيته

كَتَبْتُ الشَعْرَ مِنْ قَلْبِي وَخَطِيَّتِهِ

عَلَى صَفَحاتٍ تَنْزِفُ حِبْرَها الدامِي

كَتَبْتُهُ.. وَالشَعْرُ مِنْ يَوْمٍ نادَيْتَه

لِفانِي وَحَطَّ مَعْنَى القافِ قَدّامِي

وَأَنا مِنْ خِيرَتِهِ طَبَّتْ وَتَنْقِيتُه

وَمَيَّزَتْ الحُرُوفَ بِلَحْنِ وأنغامي

وَجاذَبَتُهُ وَخَفْضْتُهُ وَعُلْيْتُهُ

وَرَتَّبْتُه وَخَطِّيَّتُهُ بِالأَقْلامِي

وَلِي ما يَسْتَوِي بِالشَعْرِ سَوِيَّتَهُ

وَفِي شَعْرِي تُحَقِّقُ كُلُّ الأَحْلامِيِّ

عَطانِي اللهُ زِمامَهُ ثُمَّ تَلَيْتَهُ

وَطاوِعْنِي وَلا يَرْفُضُ لِي أَحْكامِي

أَلا يامِنُ عَلَى العُرْبانِ بِدِيَتِهِ

وَعَنْ غَيْرِهِ تَمَيُّزُ رِيمٍ الاِرْيامِ

فَلا شِفْتَ الَّذِي مِثْلَهُ وَلا رَيَّتَهُ

كَمِّل وَالكامِلُ اللهُ رَبَّ الآنامِي

أَلا يأمن فَوادِي المَيِّتِ أَحْيَيْتُهُ

بِطِيبِ القَلْبِ مَعَ أَخْلاقِ الاِحْشامِي

وَكُلُّ الحُسَنِ عَنْ غَيْرِكَ تَوْلِيَتَهُ

حَرامٌ اُتْرُكْ لَهُمْ لا اِتَّصِيبَكَ آثامِي

كَتَبْتُ الخَطَّ لَكَ صافِيَ وَعَنِيْتَهُ

جَداكُمْ يا سَلِيلَ الناسِ الإِكْرامِيَّ

كَتَبْتُهُ وَمَنْ دَعانِي الشَوْقُ لِبَيْتِهِ

وَأَنا مَنْ لِي سِواكُمْ يُسْعِفُ آلامِي

أَنا لَوْلاكَ بابُ الحُبِّ ما جِيَّتُهُ

وَلا غامَرْتُ فِي بَحْرِهِ الَّذِي طامِي

وَلا سَجَلْتُ بِهِ نَبْضِي وَغَنَّيْتُهُ

عَلَى أَلْحانِ قَلْبِي المُولِعِ الظامِي

وَذا العالَمُ عَلَى شَأْنِكَ تَحْدِيَتُهُ

وَلا هَمَّتَنِي اُحْدُودُهُ وَالأَيامَى

وَهٰذا الشَعْرُ فِي حَرْفِهِ وَفِي بَيْتِهِ

كَتَبْتُهُ مِنْ مَعانِي شَخْصِكَ السامِي

وَكَفُّ الشَعْرَ لَكَ بِالحُبِّ مِدْيَتُهُ

تَفَضَّلْ ذَوْقَ طَعْمِ الحُبِّ وَاِهْيامِي

لِأَنَّكَ صِرْتَ لَهُ الأسباب نادَيْتَه

وَهٰذا رَدُّ فِعْلِ القَلْبِ ما إِيلامِيٌّ.

قصيدة: اللي يقول الحب ولّى زمانه

اللِّي يَقُولُ الحُبُّ وَلَّى زَمانَهُ

ما يَدْرِي إنْ الناسَ ما يَسْتَوَونَ

صَحِيحٌ بَعْضُ الناسِ خانَ الأمانَه

لكِنَّ بعضهم ما نَوَى إنه يَخُونُ

الحُبُّ بِقُلُوبِ البَشَرِ لَهُ مَكانُهُ

البَعْضُ صانَهُ وَالبَعْضُ ما يَصُونُ

اللِّي يَصُونُهُ يَبْتَدِي فِي كِيانِهِ

يَلْقَى لِطَعْمِهِ ألف شَكْلٌ وَلَوْنٌ

يَعِيشُ فِيهِ وَيَرْتَوِي مِنْ حَنانِهِ

وَلا يَظُنُّ بِسَيِّئاتِ الظُنُونِ

وَاللِي ما صانَهُ صارَ مُحْبِطٌ وَهانَةٌ

يَقُولُ وَلَّى قَبْلَ جِيلِهِ يَجُونُ

ما غَيْرَ يَسْمَعُ فِيهِ يالِيل أدانه

يُفَكِّرُهُ رُوتِين وَلا فُنُونُ

ما يَدْرِي إن الحُبَّ عَظِيمُ شانِه

مَمْزُوجٌ بأرواح البَشَرِ وَالشُجُونِ

الحُبُّ أكبر مِنْ مُجَرَّدِ مَيانِهِ

ما هُوَ كَلامُ إعجاب شَخْصٍ يُمُونُ

الحُبُّ يَلْوِي القَلْبَ كَالخَيْزُرانَةِ

وَيُمِيلُهُ يَمُ الحَبِيبُ الفَتُونُ

غَصِبَ عَلَيْكَ الحُبُّ يُفْلِتُ عِنانَهُ

ما يَنْتَظِرُ جَوارِحَكَ يَأْذَنُونَ

وَالحُبُّ ما له ذَنْبٌ يَقْتُلُ عَشّانَهُ

بَعْضُ البَشَرِ لِلحُبِّ ما يَرْحَمُونَ

أَمّا البَعْضُ.. فَالحُبُّ فِيهِمْ دِيانَةُ

وَأَحْبابُهُمْ بِقُلُوبِهِم يَسْكُنُونَ

هذا جَوابِي.. يا مُدَوِّرَ بَيانِهِ

كُلُّ البَشَرِ لِلحُبِّ ما يَسْتَوُونَ

قصيدة: بعض العرب حبه يوردك الجنون

قال الشاعِرِ محمد بن فطيس المرّي:

بَعْضُ العَرَبِ حُبُّهُ يُورِدُكَ الجُنُونَ

وَلا يُوصَفُ لَهُ غَلاة أَحْكاكٌ لَهُ

ما يُقْنِعُهُ وَصْفُ الغُلا لَوْ وَشَّ يَكُونُ

لَوْ كُلُّ حَرْفٍ بِالحَرِيرِ يُحاكُ لَه

المَوْتُ جاك وَهُوَ تَقَلُّبُهُ الظنُونَ

وَلا لَكَ إِلّا الصَبْرُ.. وَشْ وِدّاكَ لَهُ؟

إِنْ قُلْتُ ضايِقٌ.. قالَ: هَوَنْها تَهُونُ

ما يَدْرِي إِنَّ ضَيَّقَتَكَ لَهُ وَبَكاكَ لَهُ

تَقْعُدُ تُحِبُّهُ وَأَنْتَ ساكِتٌ وَمَغْبُونٌ

يُمْكِنُ بِيَوْمٍ يُقالُ لَهُ ما أَوْفاكَ لَه

وكأنك مُشَكِّكٌ هُوَ يَمُونُ أَوْ ما يَمُونُ

تَخَيَّلْ أن عَفْتَ الصَبْرَ فَرَقاكَ لَه

غَلاهُ مِنْ فَوْقِ الغِلا ما هو بِدُونِ

وَحَكاهُ سَمْعُكَ يُجْبِرُكَ بارْخاكَ لَه

وَدَكَ تَحُطُّهُ فَالعُيُونُ مِنْ العُيُونِ

وَتَبْسُطُ عَلَى رَمْضًا الثَرَى يُمْناكَ لَه

وَتَظَلُّهُ مِنْ الشَمْسِ فِي ظِلِّ الجُفُونِ

ولا يمر إذنه سَوا لِبّاكٍ لَهُ

وَتَسُجُّ مِنْ غَيْرِهِ لَوْنُهُمْ يَذْكُرُونَ

وَمِنِّينٌ ما سَجَّت القَدَمُ مِمْشاكٌ لَه

فَلُوا يُمِيلُهُ التَرَفُ مَيْلَ الغُصُونِ

غُصْنُ لَيانٍ وَمَكْرَمُهُ بِسِقاكَ لَهُ

جَدِيلُهُ إِلَى أَقَفا سَتَرَ مِنْهُ المُتَوَنِ

كُنِّي بِرِيحِهِ لَاِلْتَفَتَ لِدُعاكَ لَهُ

يزُها المَلابِسُ.. أَيُّ لُبْسٍ.. وَأَيُّ لَوْنٍ

وَفَاللَيْلُ وَجْهُهُ لأظهر قِدّاكَ لَهُ

كِيك وَعَسَلٌ لٰكِنَّ ما هو فِي صُحُون

وَدَعاكَ مِنْ عَيْنِ الحَسُودِ اِغْطاكَ لَه

اللهُ لا يعطيه ناسٌ يَنْضِلُونَ

وَيَسْتَرُ عَلَيْهِ مِنْ النَحْلِ لا يأكله

الوَصْفُ وَالتَعْبِيرُ فِي وَصْفِهِ يَخُونُ

غَيْرُ اِطْلُبْ اللهَ يَسْتَجِيبُ اِدِّعاكَ لَهُ

وَعَذالُ قَلْبِكَ فِي مَحَبَّتِهِ يَخْسَونَ

سِكِّينُهُمْ عَنْ قَطْعِ حَبْلِهِ حاكَلَهُ

اللِي مِنْ لُحُومِ الأوادم يَأْكُلُونَ

وَحُلُوقُهُم دافِعُ البِلا مُتَواكِلُهُ

ناسٌ عَنْ إعراض العَرَبِ ما يعرضون

وَدايِم عَلَى نَفْسِ الشَكْلِ وَالشاكِلُه

فِي سُلَّمِهِمْ أولا بالأكل الأقربون

وَأَطْيَبُهُمْ اللِيُّ صَيَّدَتْهُ شَكْواكَ لَه

يَدَّعِيهِمْ الشَيْطانُ لِلذَنْبِ وَيَجُونُ

هذا يُقْطَعُ لَهُ وَذاكَ يُواكِلُهُ

يا جعلهم فدوه ثَرَّ الغَضِّ الفُتُونِ

اللِي عَلَى الدَرْبِ أخطأك لَه

طَيْفُهُ إِلَى نامِ البَشَرِ زارَكَ بِهون

وَطَيْفُكَ إِلَى نامِ البَشَرِ سِراكَ لَه

حُبُّهُ دَفّانٌ وَمَقْبَرَةٌ خُضْرٌ الطَعُونِ

بَيْنَ العِظامِ العَوَجِ كُنْكَ ناكِلَه

اللِي كَذا حُبَّهُ لَوْ تَمُوتُ مَغْبُونَ

وَلا لَكَ إِلّا الصَبْرُ.. وَشْ وَدّاكَ لَهُ

قصيدة: لأني لقيتك في خفوقي ولأنك

لِأَنِّي لَقِيتُكَ فِي خُفُوقِي وَلِأَنَّكِ

نَفْسُ الغَرامِ اللِي يُراوِدُ ظَنِينَكَ

تَكْفِينِي النَظْرَةُ اللي جاتَ مِنْك

وَيَكْفِينِي مِنْ العُمْرِ لَمْسَةٌ يَدَيْنِكَ

وَيَكْفِي عُيُونِي لا فَقْدَتُكَ يَجْنُكُ

وَيَكْفِي أُشُوفُ إِحْساسِ قَلْبِي بِعَيْنِكِ

ظَنُّكَ بِرَحْلٍ لا قَسَى الوَقْتُ ظَنَّكَ

أَنْسَى شُعُورِي وَالخَلايِقَ تُدِينُكَ

وَاللهِ مَهْما قالُوا الناسَ عَنْكَ

وَمَهْما قَسَى وَقْتِي وَشَحَّتْ سِنِينَك

تَبَقَّى مَحَلَّكَ داخِلَ الرُوحِ كَنْكَ

نَبْضَةُ خُفُوقٍ أَحْيَتْ زَوايا سَجِينِكَ

قصيدة: أحبك بس لو تعرف وش اللي بالحشا ينخاك

أُحِبُّكَ بَسَّ لَوْ تَعْرِفُ وَش اللِي بِالحَشا يَنْخاكِ

رَبِّي لَوْ كَشَفَتْ اللِي بِقَلْبِي مُتُّ لِرُضْآتِهِ

أنا وَشُلُونُ أبين لَكَ غَلاكَ وَلَهْفَتِي لِلقاكِ

أنا وَشُلُون أعبر لَكَ عَنْ اللِي بَيْنَ طياته

أَنا لَوْ قُلْتُ لَكَ بِبُعْدٍ وَاِبْرَحِلْ وَاِنْتَحِي وأنساك

لِسانِي وَاِعْرِفْهُ لا زِلَّ ياشِينَهُ بِزَلّاتِهِ

تَعالَ أرجوك شَفَنِي مَنْ رَحَلْتُ وَعِبْرَتِي تَنْعاكِ

تَعالَ وَظُمَّنِي ياحِي ذا الطارِي وَظُمْآتِهِ

تَعالَ وَداوَنِي، وَاللِي خَلَقَنِي يالَدَواءُ بِشِفاكِ

يَقُولُونَ الجَمْرَ طِبَّ المَرِيضِ بَحْرٌ كَيَآتِهِ

تَعالَ وَخَلِّ عَنْكَ الصَدُّ وَالهِجْرانُ مايزهاك

حَلّاتُكَ تُوصِلُ اللِي يَمَّ دارُكَ زادَ جِيآتِهُ

أَنا وَاللَيْلُ وأبْياتُ القَصايِدِ فِي أمل لَقِياك

أقول الشَعْرِ وَاللَيْلُ الحَزِينُ يُعِدُّ نَجْماتِهِ

أَمانِي عاشَتْ بِصَدْرِي أَغانِيَ داخِلِي تَهْواكَ

تَمُوتُ إِنْ غِبْتْ وَإِنْ رُدِّيَتْ عاشَ اللَيْلَ وأبياته

أَنا مُقْدِرٌ عَلَى بُعْدِكَ عَلَى صَدِّكَ عَلَى فَرْقاكِ

يَمُوتُ بِغَيْبَتِكَ قَلْبٌ نَزْفٍ لَكَ حُرٌّ حُسْرَاتِهِ

دَخِيلُ الصُبْحِ فِي وَجْهِكَ دَخِيلُ اللَيْلِ لا غَطاكَ

دَخِيلُ الرَمْشِ لأسير عَلَى خَدِّكَ بِسُجْآتِهِ

دَخِيلُ الجَمْرِ وَالسَكَرْدَخيل البَلْسَمِ الفَتاكِ

دَخِيلُ اللِي تُثَنَّى لِينٌ عَذَّبَنِي بِرِقْصَاتِهِ

أَمانُهُ تَرْحَمُ اللِي شافْ مِنْكَ صِدَّتَكَ وَجَفاكَ

دَخِيلُكَ تَدْمَحُ الزِلَّة وغلطاته وهفواته

أُحِبُّكَ مِنْ هُنا لآخر هُنا لآخر هُنا لِهُناكِ

أحِبُكَ لِعنْبُو حَيِّ الرَضِيعِ وَحُلْوِ غُفُوَآتِهِ
شارك في هذا المقال
أنا شيماء الصاعدي، كاتبة شغوفة بمجال الآداب، حيث أجد في الكلمات وسيلة للتعبير عن أعمق المشاعر والأفكار. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، ومنذ ذلك الحين كرست حياتي لدراسة وكتابة النصوص الأدبية التي تحاكي الروح الإنسانية. لدي خبرة تمتد لأكثر من خمس سنوات في كتابة المقالات النقدية والقصص القصيرة التي تنشر في مجلات أدبية مرموقة. أسعى دائمًا لاستكشاف الأبعاد الثقافية والتاريخية في الأدب، وأؤمن بأن الكتابة هي جسر يربط بين الحضارات والأجيال. شغفي يكمن في صياغة النصوص التي تترك أثرًا في قلوب القراء وتدفعهم للتفكير والتأمل.
Leave a Comment