أبو فراس الحمدانى: رحلة فنية في عالم الآداب

شيماء الصاعدي
2 دقيقة للقراءة

أبو فراس الحمداني

أبو فراس الحمداني وهو الحارث بن سعيد بن حمدان الربعي ابن عم سيف الدولة ولد عام 320هـ/ 932م وتوفي عام 357هـ/967م،1 والملقّب بلسان جنوب الجزيرة العربية، كان الحمداني عالماً بالجغرافيا والفلك، كما كان شاعراً، ومؤرخاً، ونحوياً، وصاحب علم واسع، وكثير السفر قضى معظم حياته في شبه الجزيرة العربية التي اكتسب معرفةً واسعةً فيها.2

حياة أبي فراس الحمداني ومآثره

كان أبو فراس الحمداني طويل البنيةِ فارساً شجاعاً شارك في العديد من المعارك إلى جانب ابن عمه سيف الدولة وهو لم يتجاوز 19 عاماً، وعُرف بسماحته، وكثرة صفحه، ورأفته بالنساء، حيث كان يُطلق الأسرى إن توسلت إليه إحدى النساء، كما كان يجالس الشعراء وينافسهم عاصر المتنبي، وقد عاش أبو فراس حياته بين الحرب والجد حيناً وبين الترف واللهو حيناً حتى وصل الثلاثينات من عمره، وتقول بعض الروايات إنه قتل بعد ذلك.3

ديوان أبي فراس الحمداني وشعره

كان شعر أبو فراس الحمداني متنوعاً ما بين الغزل، والرثاء، والوصف، والِحكم، وكان غزله عاطفياً صادقاً مليئاً بدموع الفراق، أما رومياته وهي القصائد التي نظمها وهو أسير عند الروم فكانت مليئةً بالحزن على نفسه وحريته التي كان ينعم بها قبل الأسر، كما عاتب فيها ابن عمه سيف الدولة لمماطلته بتحريره من الأسر.4

أما ديوان أبي فراس فلم يهتم بجمعه ولا بتنقيحه، فقد كان يلقيه على أستاذه ابن خالويه فلم يروِ عنه أحد غيره، لينقل العلماء بعد ذلك رواية ديوانه على لسان ابن خالويه، وكان المستشرقون أول من سعى لنشر ديوانه اعتماداً على نسخٍ كانوا قد اطّلعوا عليها في المكتبات الكبرى، أو بعد الاطّلاع على النسخ التي يملكونها، لكن أعمالهم بقيت مخطوطة، ولم تبصر النور وتحتفظ بها اليوم بعض المكتبات العامة.4

المراجع

  1. “نبذة حول : أبو فراس الحمداني”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-4-2019. بتصرّف.
  2. “Al-Hamdānī ARAB AUTHOR”, www.britannica.com, Retrieved 25-4-2019. Edited.
  3. خليل الدويهي (1994)، ديوان ابي فراس الحمداني (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتاب العربي، صفحة 8-10. بتصرّف.
  4. ^ أ ب خليل الدويهي (1994)، ديوان ابي فراس الحمداني (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتاب العربي، صفحة 11,13. بتصرّف.
شارك في هذا المقال
أنا شيماء الصاعدي، كاتبة شغوفة بمجال الآداب، حيث أجد في الكلمات وسيلة للتعبير عن أعمق المشاعر والأفكار. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، ومنذ ذلك الحين كرست حياتي لدراسة وكتابة النصوص الأدبية التي تحاكي الروح الإنسانية. لدي خبرة تمتد لأكثر من خمس سنوات في كتابة المقالات النقدية والقصص القصيرة التي تنشر في مجلات أدبية مرموقة. أسعى دائمًا لاستكشاف الأبعاد الثقافية والتاريخية في الأدب، وأؤمن بأن الكتابة هي جسر يربط بين الحضارات والأجيال. شغفي يكمن في صياغة النصوص التي تترك أثرًا في قلوب القراء وتدفعهم للتفكير والتأمل.
Leave a Comment