المراحل الأخيرة من غزوات النبي: نظرة شاملة

فراس الأحمد
2 دقيقة للقراءة

آخر غزوات الرسول

كان آخر ما شهده رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من الغزوات مع صحابته غزوة تبوك، وقد وقعت في شهر رجب من العام التاسع للهجرة، حين بدأ جيش الرومان يتّجه نحو المدينة لملاقاة المسلمين فبلغ منطقة البلقاء في الأردنّ، فرغب النبيّ أن يلاقي عدوّه دون تردّدٍ وتأخرٍ، فأمر أصحابه أن يتجهّزوا للقائه فتجهّز مع رسول الله ثلاثين ألفاً من المسلمين، ضمّ جيش المسلمين بينهم عدداً من المنافقين الذي حاولوا أن يخذلوا النبيّ ويبرّروا موقفهم لعدم رغبتهم بملاقاة جيش الروم.123

وصول المسلمين إلى تبوك

قطع المسلمون مسافاتٍ طويلةٍ حتى بلغ مسيرهم شهراً كاملاً، حصل خلال هذا الشهر الكثير من المواقف ومرّ الصحابة الكرام بامتحاناتٍ وصعوباتٍ بالغةٍ، حتى كان وصولهم تبوك لملاقاة عدوّهم، لكنّهم تفاجأوا بعدم وجود جيش الروم الذي كان من المفترض أنّه ينتظرهم، فأدرك المسلمون أنّ جيش الروم قد ولّى هارباً بعد أن شكّ قادته بقدرتهم على ملاقاة جيش المسلمين الذي كان تعداده ثلاثين ألفاً قائدهم فيه نبيّ الله ففرّوا هاربين، ولقد مكث النبيّ -عليه الصلاة والسلام- فترةً طويلةً نوعاً ما، قيل إنّها بلغت العشرين يوماً، فكان النبي -عليه السلام- منتظراً عودة الجيش لملاقاته، لكنّ شيئاً من هذا لم يكن، وعاد المسلمون منتصرين.23

عودة الجيش إلى المدينة

في طريق عودة جيش المسلمين إلى المدينة مرّ النبيّ على مسجد الضرار الذي كان للمنافقين وأتلفه، ولمّا دخل المدينة بدأ المنافقون يأتوه ليعتذروا له ويبرّروا تغيّبهم عن الغزوة، وجاء إليه ثلاثةٌ من الصحابة الذي تخلّفوا بغير عذرٍ، منهم: كعب بن مالك -رضي الله عنه-، لكنّهم صدّقوا رسول الله بقولهم، فقاطعهم النبيّ وكافّة المسلمين خمسين ليلةً حتى أنزل الله -تعالى- خبر عفوه وصفحه عنهم.4

المراجع

  1. “آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم”، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-9. بتصرّف.
  2. ^ أ ب “غزوة تبوك”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-9. بتصرّف.
  3. ^ أ ب “غزوة تبوك”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-9. بتصرّف.
  4. “قصة غزوة تبوك”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-9. بتصرّف.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment