كيف توفي النبي يوسف (ع) وما هي الأسباب؟

فراس الأحمد
4 دقيقة للقراءة

كيف تُوفّي النبي يوسف

توفي النبي يوسف -عليه السلام- بعد والده النبي يعقوب -عليه السلام- بمدة من الزمن في مصر كما ذكر علماء السيرة،1 وتعددت آراء العلماء في عمر سيدنا يوسف -عليه السلام- حين وفاته؛ ما بين مئة وعشرة أعوام إلى مئة وعشرين عاماً.2

وقد أوصى سيدنا يوسف -عليه السلام- إخوته بدفنه في أرض كنعان عند آبائه، فحنطوه ووضعوه في تابوت وبقي في مصر إلى أن جاء سيدنا موسى -عليه السلام- فأخرجه من مصر ودفنه بجانب آبائه.3

مكان دفن النبي يوسف

دُفن سيدنا يوسف -عليه السلام- في نهر النيل في مدينة مصر؛ فعند وفاته وضعوه في تابوت من الرخام وأغلقوه بالرصاص، ودهنوه بالأطلية لدفع الماء والهواء من الدخول إليه، ووضعوه في النيل عند مدينة منف، إلى أن جاء سيدنا موسى -عليه السلام- واستخرجه من النيل عند خروجه من مصر لدفنه عند آبائه في أرض كنعان في بيت المقدس.4

التعريف بالنبي يوسف

هو النبي يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليهم السلام-،5 واسم أمه راحيل، وله إحدى عشر أخاً، منهم بنيامين الأخ الشقيق لسيدنا يوسف -عليه السلام-، وباقي إخوته من أبيه، وكان سيدنا يعقوب -عليه السلام- يحب ابنه يوسف -عليه السلام- حباً شديداً؛ فقد كان متميزاً بذكائه، وحسن خلقه، وعاش يتيماً فقد توفت أمه وهو صغير،6 ووردت قصة سيدنا يوسف في سورة كاملة.

ومما زاد من حب أبيه له تلك الرؤيا التي رآها سيدنا يوسف -عليه السلام- وهو صغير، فأخبر أباه أنه رآى أحد عشر كوكباً يسجدون له والشمس والقمر أيضاً، قال -تعالى- على لسان سيدنا يوسف: (إِذ قالَ يوسُفُ لِأَبيهِ يا أَبَتِ إِنّي رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَبًا وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ رَأَيتُهُم لي ساجِدينَ)،7فعلم يعقوب أنه سيكون نبياً من بعده، قال -تعالى- على لسان يعقوب: (قالَ يا بُنَيَّ لا تَقصُص رُؤياكَ عَلى إِخوَتِكَ فَيَكيدوا لَكَ كَيدًا إِنَّ الشَّيطانَ لِلإِنسانِ عَدُوٌّ مُبينٌ)؛8 حتى لا تشتعل في قلوبهم نار الحقد والحسد.6

أبرز مناقب سيدنا يوسف

اتصف سيدنا يوسف -عليه السلام- بصفات عديدة، نذكرها فيما يأتي:9

  • الإرادة القوية؛ وتظهر هذه الصفة في الصبر على الشهوات التي كانت تحيط بسيدنا يوسف -عليه السلام-.
  • الهدوء والأناة؛ فقد كان سيدنا يوسف -عليه السلام- هادئاً، قادراً على مسك نفسه عند الغضب.
  • الاهتمام والرعاية لكل ذي حاجة، فقد اعتنى بإخوته وبكل من طلب العون والمساعدة عندما كان وزيراً لمصر.
  • الثقة بالنفس؛ فقد طلب سيدنا يوسف -عليه السلام- من عزيز مصر أن يكون وزيراً على خزائن مصر فهو حفيظ أمين لها، قال الله -تعالى-: (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ).10
  • الإيمان بالله -تعالى- والإخلاص له وحده، وعبادة الله -تعالى- وحده بعيداً عن الشرك.
  • الرفق واللين في التعامل مع الناس وتلبية حاجاتهم.
  • التأني في الأمور وتدبيرها بحكمة بالغة، فوضع السقاية في رحل أخيه ليأخذه إلى جانبه، من غير اقتتال مع إخوته الآخرين.

المراجع

  1. ابن الجوزي (1434)، كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (الطبعة 1)، دمشق:دار الرسالة العالمية ، صفحة 525، جزء 1. بتصرّف.
  2. أحمد خلف الله (1398)، كتاب يوسف بن يعقوب عليهما السلام (الطبعة 1)، صفحة 462-463. بتصرّف.
  3. ابن كثير (1408)، كتاب قصص الأنبياء (الطبعة 3)، مكة المكرمة:مكتبة الطالب الجامعي، صفحة 310. بتصرّف.
  4. أحمد خلف الله (1398)، كتاب يوسف بن يعقوب عليهما السلام (الطبعة 1)، صفحة 462-463. بتصرّف.
  5. الرازي، كتاب يوسف بين مكر الإخوة وكيد النسوة، الرياض:مكتبة الساعي، صفحة 17. بتصرّف.
  6. ^ أ ب أحمد غلوش (1423)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة 1)، صفحة 191-192. بتصرّف.
  7. سورة يوسف، آية:4
  8. سورة يوسف، آية:5
  9. محمد أبو زهرة، كتاب زهرة التفاسير، صفحة 3880-3881، جزء 7. بتصرّف.
  10. سورة يوسف، آية:55
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment