أهمية التسامح: دراسة في التسامح وتأثيره الإيجابي

فراس الأحمد
3 دقيقة للقراءة

تعريف التسامح

التسامح لغةً من مادة سَمَحَ وتعني السلاسة والسهولة، والمسامحة تعني المساهلة، وسماحه يعين جاد وأعطى، أو وافق على ما أريد، أما اصطلاحاً فهي أن يبذل الإسلام ما لا يجب منه تفضلاً، والتسامح مع الغير يكون بتيسيير الأمور، والملاينة وعدم القهر.1

أنواع التسامح في الإسلام

التسامع في العبادات

التيسير والتسهيل هو أصل في الإسلام، ومن صوره:2

  • عند عدم الاستطاعة على تأدية الوضوء يتيمم المسلم إذا كان مريضاً معذوراً، أو مسافراً في صحراء، أو فاقداً للماء، وذلك لرفع الحرج عن الناس.
  • رخصة الله تعالى للمسافر أن يفطر في السفر، قال تعالى: (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).3
  • عند عدم إيجاد المسلم لما يأكله وقت الضرورة وفي الجوع الشديد إلّا المحرم زال التحريم.
  • عند اضطرار المحرم أن يفعل بعض المحظورات في الحج كلبس المخيط أو تغطيه الرأس، أو حلق الشعر فعليه الفدية، وهي صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين، وهذه صورة من صور رحمة الله في عباده، كما أنّ الحج لا يجب إلا مرة واحدة في العمر، وهذا من باب التسهيل والتيسير.
  • الجبر في بعض العبادات، كسجود السهو.
  • التمهيد في تحريم بعض الأمور كتحريم شرب الخمر.
  • تعليق حكم صيام رمضان بالرؤية لا بالحساب، حتّى يدركها العام والخاص والعالم والجاهل، وذلك من يسر الشريعة.

التسامح مع غير المسلمين

كفل الله تعالى الحرية لأهل الذمة، كما أمر المسلمون ألا يتعرضوا له في عقيدتهم وأن يتركوهم ودينهم، قال تعالى: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)،4 كما نهى عن مجادلتهم إلّا بالتي هي أحسن، قال تعالى: (لَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)،5 فامتثل المسلمون لذلك، فكانوا يرحمونهم ويحسنون إليهم، كما أباح الشرع الأكل من ذبائح أهل الكتاب، وأمر بالرفق معهم، وتبليغ الرسالة لهم، وتجلّى التسامح في خلق النبي صلى الله عليه وسلم حين عفى عن أهل مكة وجعلهم طلقاء، وكما أباح الإسلام أن يقابل المسلم الإساءة بمثلها، شجّع على العفو والمغفرة، وهذا من تمام الأخلاق، ولا يدل على ضعف أبداً،6 حيث يقتضي التسامح في الكثير من الأوقات التنازل عن الحقوق والعدل مع الآخرين، وهي سمة مميزة في الإسلام.7

المراجع

  1. “معنى السَّمَاحَة لغةً واصطلاحًا”، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 23-2-2018.
  2. “التسامح مظاهره وآثاره”، شبكة الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 23-2-2018.
  3. سورة البقرة، آية: 184.
  4. سورة الكافرون، آية: 6.
  5. سورة العنكبوب، آية: 46.
  6. “التسامح في الإسلام”، شبكة الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 23-2-2018.
  7. “التسامح سمة الإسلام البارزة”، إسلام ويب، 26-3-2006، اطّلع عليه بتاريخ 23-2-2018.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment