مفهوم سورة الأنبياء في الإسلام: تحليل وفهم شامل

فراس الأحمد
4 دقيقة للقراءة

تعريف سورة الأنبياء

أجمع العلماء على أنّ سورة الأنبياء سورة مكيّة، نزلت قبل هجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وقيل في سنة نزولها؛ أنّها نزلت في السنة الثانية عشر من البعثة.1

سبب تسمية سورة الأنبياء

لم يرد عن سورة الأنبياء اسم غير هذا؛ والسبب في تسميتها أنّه ذُكر فيها أسماء ستة عشر نبيا، بالإضافة إلى مريم ابنة عمران، ولم يرد هذا في أي سورة من سور القرآن الكرم ما عدا سورة الأنعام، وقيل بأنها اختصت بهذا الاسم؛ لاشتمالها على أحكام الأنعام.2

المحاور التي احتوت عليها سورة الأنبياء

اشتملت آيات سورة الأنبياء على محاور عدة، ومنها:3

  • التحذير من اقتراب يوم القيامة

وذلك بهدف حث الناس على التقرب من الله والإكثار من الصالحات، قال -تعالى-: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ).4

  • التحذير من الكفر بضرب المثل بمصائر الأقوام السابقة

قال -تعالى-: (وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ).5

  • تناول وحدة الخالق

وربطه بوحدة الحق، ووحدة الوحي، ووحدة مصدر الرسالات، قال -تعالى-: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ).6

  • الحديث عن موقف المشركين من دعوة رسول الله

وسخريتهم به -صلى الله عليه وسلم-، والتهكم بطلب الاستعجال بالعذاب، قال -تعالى-: (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَن ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ).7

  • تناولت السورة مسيرة الأنبياء والرسل

وما قاموا به من دعوة أقوامهم إلى الحق، وما قوبلوا به من قِبل أقوامهم، والتأكيد على أن مصدر رسالات الأنبياء واحد، وهدفها واحد، قال -تعالى-: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ).8

  • العرض لمشاهد يوم القيامة

ومنها: فتح سد يأجوج ومأجوج، وانتقال الناس لمصيرهم في يوم القيامة؛ فالمصلحون إلى الجنة، والمفسدون إلى عذابٍ مقيمٍ، قال -تعالى-: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ).9

الدروس المستفادة من سورة الأنبياء

سنذكر بعض الدروس والعبر المستفادة من سورة الأنبياء فيما يأتي:

  • يدرك المسلم أنّ العاقبة في نهاية الأمر للصالحين، قال -تعالى-: (ثُمَّ صَدَقْناهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْناهُمْ وَمَنْ نَشاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ).10
  • يدرك المسلم فضل الملائكة، الذين يفعلون كل ما يأمرهم به -سبحانه وتعالى-، قال -تعالى-: (لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لَا يَفْتُرُونَ).11
  • يدرك المسلم بأنه لا يخفى على الله خافية، وسيحاسب الإنسان على كل ما يصدر منه، قال -تعالى-: (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ).1213
  • شكر النعمة، حيث يدرك المسلم بأن شكر النعمة سبب من أسباب دوامها على المسلم، قال -تعالى-: (وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ).14

المراجع

  1. جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 265. بتصرّف.
  2. ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 5. بتصرّف.
  3. جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 269-271. بتصرّف.
  4. سورة الأنبياء، آية:1
  5. سورة الانبياء، آية:11
  6. سورة الأنبياء، آية:22
  7. سورة الأنبياء، آية:38-39
  8. سورة الأنبياء، آية:92
  9. سورة الأنبياء، آية:69
  10. سورة الأنبياء، آية:9
  11. سورة الانبياء، آية:19-20
  12. سورة الانبياء، آية:47
  13. ابن عاشور، التحرير ووالتنوير، صفحة 80. بتصرّف.
  14. سورة الانبياء، آية:80
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment