سورة الأعلى: معنى وتفسير وأهميتها في الإسلام

فراس الأحمد
4 دقيقة للقراءة

تعريف بسورة الأعلى

سورة الأعلى سورة مكية، عدد آياتها تسع عشرة آية، سُمّيت بهذا الاسم لافتتاحها بالأمر بالتسبيح وتعظيم الخالق باسمه “الأعلى” جلّ جلاله، ومن أسمائها أيضاً سورة “سبِّح اسم ربك الأعلى” و سورة “سبِّح”،1وممّا ورد في فضائلها:

  • تُسن قراءتها في صلاة الجمعة والعيدين، فعن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال: (أن النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يقرأ في العيدين والجمعة ب {سبح اسم ربك الأعلى} و{هل أتاك حديثُ الغاشية} وربما اجتمعا في يوم فيقرأ بهما).2
  • تُسن قراءتها في صلاة الوتر: (أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يُوتِرُ بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}).3
  • يُسن التسبيح عند التلاوة بأول آية، كان صلى الله عليه وسلم: (إذا قرأَ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قَالَ : سُبْحَانَ رَبِيَ الأَعْلَى).4

معاني مفردات السورة

ومن معانيها ما يأتي:5

  • (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ): نزِّه ربَك ذاكرًا اسمه بلسانك.
  • (الْأَعْلَى): الَّذي لهُ علُوُّ الذَّات، وعُلوَّ القدر، وَعلوُ القهر.
  • (فَسَوَّى): أتقنَ خلقَهُ، وأحسنهُ.
  • (فَهَدَى): يَسَّرَ لَهُ مَا يُنَاسِبُهُ.
  • (الْمَرْعَى):الكَلأَ الأَخضر.
  • (غُثَاءً): هَشيمًا جافًّا.
  • (أَحْوَى): مُتغَيِرًا.
  • (إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ): إِلَّا ما أَرادَ اللهُ أَن ينسخ تِلاوتهُ وحكمهُ، وينسيك إِيَاهُ.
  • (لِلْيُسْرَى): للطَّريقةِ المُيسَّرة في شريعتك وحياتك.
  • (يَصْلَى النَّارَ): يدخلُها، وَيُقاسي حرَّها.
  • (أَفْلَحَ): فاز، وظفرَ بِالمطلُوبِ.
  • (تَزَكَّى): طهَّر نَفسهُ من المعاصي، وحلَّاهَا بالطَاعة.

محاور السورة الرئيسية

من مواضيع سورة الأعلى ما يأتي:6

  • صفات الله عز وجل، وذكر الأدلة على قدرة الله ووحدانيته.
  • الوحي والقرآن المعجزة الخالدة المُنزّل على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
  • الموعظة الحسنة التي ينتفع بها أهل القلوب الحية، ويستفيد منها أهل الإيمان والسعادة.

وجاء التفصيل بعدّة مواضيع، على النحو الآتي:

  • الخلق والتسوية: (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى).7
  • التقدير والهداية: (وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى).8
  • البداية والنهاية (نموذج) في قوله -تعالى-: (وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى* فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى).9
  • بشرى حفظ القرآن للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَى).10
  • الأمر بتذكير الناس: (فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى).11
  • طريق الفلاح: (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى).12

مقاصد السورة

من مقاصد السورة ما يأتي:

  • تنزيه الله -تعالى- عن كلِّ عيبٍ ونقص، وتعظيمه في النفوس: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى).13
  • تذكير النفس بالحياة الآخروية، وتخليصها من التعلّقات الدنيوية.14
  • الانتباه إلى أعمال القلوب والخلوات، فالله -تعالى- يعلم ما نُسر وما نُعلن: (إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى).15
  • مهمة الداعية أن يُذكر الناس لطريق الخير والصلاح، وسينتفع بهذه التذكرة من شاء الهداية: (فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى* سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى* وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى).16
  • تزكية النفس وتطهيرها، وتخليتها وتحليتها، والحرص الدائم على محاسبة النفس: (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى).17
  • إذا تعارض ما تحب مع ما يُحبّه الله، فآثر ما يحبه الله -عز وجل-: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى).18
  • بيان أنّ عقيدة الأنبياء واحدة: (إِنَّ هَـذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى).19

المراجع

  1. فايز السريح، معالم سور القرآن، صفحة 409.
  2. رواه البخاري، في العلل الكبير، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم:92.
  3. رواه النسائي، في سنن النسائي، عن عبد الرحمن بن أبزى، الصفحة أو الرقم:15353، صحيح.
  4. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6755، صحيح.
  5. محمد بن عبد العزيز الخضيري، السراج في بيان غريب القرآن، صفحة 400.
  6. فايز السريح، معالم سور القرآن، صفحة 410.
  7. سورة سورة الأعلى، آية:2
  8. سورة سورة الأعلى، آية:3
  9. سورة سورة الأعلى، آية:4-5
  10. سورة سورة الأعلى، آية:6
  11. سورة سورة الأعلى، آية:9
  12. سورة سورة الأعلى، آية:14-15
  13. سورة سورة الأعلى، آية:1
  14. جماعة من علماء التفسير (1440)، المختصر في تفسير القرآن (الطبعة 5)، الرياض:دار المختصر للنشر والتوزيع، صفحة 591.
  15. سورة سورة الأعلى، آية:7
  16. سورة سورة الأعلى، آية:9-11
  17. سورة سورة الأعلى، آية:14
  18. سورة سورة الأعلى، آية:16-17
  19. سورة سورة الأعلى، آية:18-19
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment