تاريخ وتأثير الدولة العثمانية في الإسلام

فراس الأحمد
3 دقيقة للقراءة

الدولة العثمانية

قامت الإمبراطورية الإسلاميّة العثمانيّة منذ السابع والعشرين من شهر يوليو من عام 1299م واستمرت حتّى التاسع والعشرين من شهر أكتوبر عام 1923م؛ بذلك يصل عمر الدولة العثمانية إلى أكثر من ستمئة عامٍ، ويعود الفضل إلى السلطان عثمان الأول بن أرطغرل في قيامها. وقد حملت الدولة العثمانية عدة مُسميات كالدولة العليّة، والدولة العثملية وغيرها، والعثمانيون ينتمون لقبائل الغز التركمانية الذين توافدوا إلى شمال الأناضول في أعقاب الغارات المغولية على مواطنهم في منغوليا.

أهم إنجزات الدولة العثمانية

تعتبر الفترة الزمنية المحصورة بين القرنين السادس والسابع عشر الميلادييّن فترة بلوغ الدولة لذروة مجدها، وتمثّل ذلك باتساع رقعة أراضيها لتضمّ مساحاتٍ شاسعةً من قارات العالم القديم وهي: أوروبا، وآسيا، وأفريقيا وخاصّة آسيا الصغرى، ومساحاتٍ واسعةً من الجزء الجنوبيّ الشرقيّ الأوروبيّ، وغربيّ آسيا، وشماليّ أفريقيا؛ وبلغ عدد الولايات في الدولة العثمانية إلى تسع وعشرين ولايةً.

شهدت الدولة العثمانية خلال فترة حكم السلطان سليمان الأول القانونيّ توسعاً في قوّتها السياسيّة والعسكريّة، واتخذت من مدينة القسطنطينية عاصمةً لها؛ لتكون حلقة وصلٍ بين أوروبا المسيحيّة والدول الشرقية الإسلاميّة، وبذلك تعتبر هذه الفترة عصراً ذهبياً للدولة، وبعد انتهاء فترة حكم السلطان القانوني تعرضّت الدولة للضعف والتفسخّ وبدأت بفقدان كلّ ماتملك تدريجياً.

تركت الدولة العثمانية أثراً إيجابياً في حياتها، ومن أبرز إنجازات الدولة العثمانية هي توسيع رقعة الدولة الإسلامية حيث امتدت في أوروبا وتوقفت على أبواب مدينة فيينا، والتصدّي للحملات الصليبية في كافة الجبهات، وحماية الأقطار الإسلامية من الاحتلال.

اقتصاد الدولة العثمانية

ازدهر القطاع الاقتصاديّ في ظلّ الدولة العثمانية فأصبحت كلٌّ من: مدن بروصة، وأدرنة، والقسطنطينية عواصم للاقتصاد والتجارة، ومدناً لها على مستوى الشرق الأوسط وأوروبا الشرقيّة، ولتصبح فيما بعد هذه المدن عواصم للاقتصاد على مستوى العالم بعد أن بلغت الدولة العثمانية الذورة في المجد والاقتصاد.

يعتبر السلطان محمد الفاتح وخليفته بايزيد الثاني من أكثر سلاطين الدولة العثمانية الذين اهتموا باقتصاد الدولة وتنميته، واستقطب العثمانيون الصٌنّاع والحرفيين من كافة أنحاء العالم إلى دولتهم، كما حظي الجانب التجاريّ باهتمامٍ كبيرٍ في تلك الفترة وتمثل ذلك ببناء المراكز التجاريّة، والأسواق الكبيرة، والخانات.

انهيار الدولة العثمانية

في الأول من شهر نوفمبر من عام 1922م انهارت الدولة العثمانية سياسياً، وفي الرابع والعشرين من شهر يوليو من عام 1923م أزيلت رسمياً كونها دولة قائمة بحكم القانون وجاء ذلك على هامش توقيع معاهدة لوزان وتبعها قيام الجمهورية التركية.

شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment