كل ما تحتاج إلى معرفته عن الحور في الإسلام

معنى الحور في اللغة العربية

يًطلق مصطلح الحَوَر في اللغة العربية على العيون شديدة البياض في بياضها، وشديدة السواد في سوادها، كما يطلق الحَوَر أيضاً على النجم الثالث من الذيل في بنات نعش الكبرى، وكان يطلق في القديم على الشيء المتخذ من الرصاص المُحرَق والذي تستعمله المرأة في الزينة وتضعه على وجهها.¹

أما مصطلح الحُور بضم الحاء؛ فهو جمع حوراء وهو مصطلح يطلق على نساء الجنة اللاتي يتصفن بحسنهن وجمال أعينهن، والحور العين النساء البيض أو النساء شديدات بياض العين مع شدة اسوداد حدقة العين، أو هنَّ النساء اللاتي يتميزن باتساع العين مع شدة بياضها في البياض وشدة سوادها في السواد،¹ وقد وصفت النساء بأنَّهن حور عين لتشابه جمال أعينهم مع جمال أعين الظباء.²

الحور العين في الاصطلاح

يختلف معنى الحور وفقاً للسياق الذي تم استخدامه فيها، وقد أشار الله -عز وجل- إلى كلمة الحور في محكم كتابه “حور العين”، وهذا المصطلح يشير إلى نساء الجنة اللاتي خلقهن الله -سبحانه وتعالى- لعباده الأولياء الصالحين القانتين، الذين عملوا الصالحات واجتنبوا الكبائر وعملوا بشرع الله -عز وجل-.³

وتعد الحور العين إحدى الجوائز التي أعدها الله -سبحانه وتعالى- لعباده المؤمنين؛ فإن فاز العبد المؤمن وحظي بالدخول إلى الجنة فسيكون له من النعيم ما يشاء من أكل وشرب وراحة وتنعم بالحور العين اللاتي يتميزن بصفات ومميزات كثيرة كثواب من الله -تعالى- لعباده المؤمنين.³

الحور العين في القرآن

جاء ذكر الحور العين في العديد من الآيات الكريمة، وقد جاءت في سياق حث المؤمنين على العمل الصالح لتكون الحور العين من جزائهم، ومن هذه الآيات نورد المواضع الآتية:

• قال تعالى في سورة الرحمن: (حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ).⁴
• قال تعالى في سورة الدخان :(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ* فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ* كَذَٰلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ).⁵
• قال تعالى في سورة الواقعة: (وَحُورٌ عِينٌ* كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ).⁶
• قال تعالى في سورة الطور: (مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ).⁷

صفات الحور العين في الجنة

تتميز الحور العين في الجنة بصفات عديدة، نبين بعضاً منها على النحو الآتي:⁸

• مطهرات:

والمقصود بذلك أن الحور العين ونساء الجنة بشكل عام يتميزن بالطهر من كل أذى يصيب المرأة في الحياة الدنيا؛ مثل الحيض، والدم، والبول، والقيء وما إلى ذلك من صنوف الأذى؛ قال تعالى: (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).⁹

• قاصرات الطرف:

أي أن الحور العين في الجنة يتزوجن من أزواجهن، وبعد ذلك لا ينظرن إلى أي رجل سواهم، ولا يطمحن لغير من زوجوا بهم؛ قال تعالى: (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ).¹⁰

• لم يسبق لهن الزواج:

إن الحور العين في الجنة يتصفن بالبكورة؛ أي لم يسبق لهن الزواج من قبل، وبذلك يكون المؤمن في الننة أول زوج لهن؛ قال تعالى: (حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ* فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ* لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ* فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ).¹¹