معنى اسم الودود في الإسلام: فهم مفهوم الله الودود بدقة

فراس الأحمد
5 دقيقة للقراءة
قال الله -تعالى-: (وَلِلَّـهِ الأَسماءُ الحُسنى فَادعوهُ بِها)،1 وأسماء الله الحسنى هي الأسماء التي اختارها الله -تعالى- لنفسه واستأثر نفسه بها، وقد سمّيت بالحسنى لكونها أحسن مسمّى وأحسن ما تسمعه الآذان وتصغى إليه القلوب،23 وقد دلّت الآية السابقة على أنّ الله -تعالى- قد حثّ عباده على اللجوء إليه ودعائه بأسمائه الحسنى ووعدهم بالاستجابة لقوله -تعالى-: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)،45 وتجدر الإشارة إلى أمرين:
  • أوّلهما: أنّ أسماء الله الحسنى توقيفية، فلا يمكن للمسلم الزيادة عليها أو النقصان منها بل يجب عليه التوقف فيها على ما ثبت وورد في القرآن الكريم والسنة النبوية لقول الله -تعالى-: (وَلا تَقفُ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إِنَّ السَّمعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤادَ كُلُّ أُولـئِكَ كانَ عَنهُ مَسئولًا).67
  • ثانيهما: أنّ أسماء الله الحسنى لا تُحصر بعدد معين لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك ، أو أنزلتَه في كتابِك ، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك ، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي)،8 فدلّ قول رسول الله على أنّ أسماء الله الحسنى تقسم ثلاثة أقسام، وهي كما يأتي:9
    • قسم أظهره الله -تعالى- على بعض خلقه من ملائكة وغيرهم ولم ينزله في كتابه.
    • قسم أنزله في كتابه وعرّفه عباده.
    • قسم استأثر به ولم يطلع عليه أحد من خلقه.

معنى اسم الله الودود

ورد اسم الله -تعالى- الودود في موضعين من القرآن الكريم وهما: قوله -تعالى-: (وَاستَغفِروا رَبَّكُم ثُمَّ توبوا إِلَيهِ إِنَّ رَبّي رَحيمٌ وَدودٌ)،10 وقوله -تعالى-: (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ)،11 وقد جاء في معجم لسان العرب أنّ الودود لغة اسم من الفعل ودّ، أودّه، ودادا، أي أحبّه، وذكر ابن الأثير أنّ الودود قد يكون فعول بمعنى فاعل أي أنّ الله -تعالى- يحب أنبياءه ورسله وعباده وأولياءه الصالحين، فيقربهم منه ويرضى عنهم ويتقبل أعمالهم، وقد يكون الودود فعول بمعنى مفعول أي أنّ الله -تعالى- محبوب في قلوب عباده المؤمنين، وهو أحب إليهم من كل شيء، فلا تنفك ألسنتهم وقلوبهم عن ذكر الله وشكره والثناء عليه، وبناء على ما سبق فإن معنى اسم الله الودود: هو أنّ الله -تعالى- محبّ لخلقه وعباده ومحبوب لهم، وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ معنى اسم الله الودود لا يقتصر على البشر فحسب، وإنّما لجميع مخلوقات الله -تعالى- وذلك من خلال إحسانه -سبحانه- إليهم بما أنعم به عليهم من النعم الكثيرة.1213

ثمرات معرفة أسماء الله الحسنى ومعانيها

هناك العديد من الفوائد والثمرات التي يجنيها العبد المسلم بمعرفته لأسماء الله الحسنى ومعانيها ومنها ما يأتي:5

  • معرفة أسماء الله الحسنى ومعانيها سبب في دخول الجنة وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصاها دَخَلَ الجَنَّةَ)،14 ويراد بلفظ الإحصاء عدّها وفهم معانيها والدعاء بها.
  • معرفة أسماء الله الحسنى ومعانيها من أنجع الوسائل لمعرفة الله -تعالى- والتقرب إليه.
  • معرفة أسماء الله الحسنى ومعانيها من أفضل الوسائل التي يمكن للعبد اللجوء إليها لاستجابة دعائه.

المراجع

  1. سورة الأعراف، آية:180
  2. سعد ندا، مفهوم الأسماء والصفات، صفحة 79-80. بتصرّف.
  3. محمد التويجري، موسوعة فقه القلوب، صفحة 128. بتصرّف.
  4. سورة غافر، آية:60
  5. ^ أ ب شريف سلطان (25-3-2017)، “أهمية معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2021. بتصرّف.
  6. سورة الاسراء، آية:36
  7. سعيد القحطاني، شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 16. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:199، صحيح.
  9. سعيد القحطاني، شرح أسماء الله الحسنة في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 75. بتصرّف.
  10. سورة هود، آية:90
  11. سورة البروج، آية:14
  12. “معنى اسمي الله تعالى الولي والودود”، اسلام ويب، 23-8-2012، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2021. بتصرّف.
  13. “الودود”، الموسوعة العقدية، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2021. بتصرّف.
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7392 ، صحيح.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment