كيف تحقق الإسلامية الخلق الحسن؟

فراس الأحمد
3 دقيقة للقراءة

الأخلاق

يتفاوت الناس فيما بينهم في أمور كثيرة، والتمايز بين الناس هوّ سُنّة طبيعيّة، فليس جميع الناس على سويّة واحدة من التفكير والتعامل والمزاج، فهُناك من الناس من تجذّرت في قلوبهم منابت الخير وترعرت بين حناياهم الطيبة والخُلُق الحسَن، وهُناك من تراهُم مُسارعين في الشرّ وفي أذى الخلق وجرّ الضرر إليهم وكأنّ سعادتهُم في إيذاء غيرهم وإيقاع الظُلم والبلوى بهم، فعلى قدرِ فعلك للخير ولمحاسن الأخلاق التي تتحلّى بها تكُن محبّة الناس لك وكذلك محبّة ربّ الناس جلّ جلاله لك أيضاً.

حُسن الخُلق

يبلغُ الإنسان المؤمن بربّه بحُسن خُلقه درجة الصائم القائم كما أخبرنا بذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وحُسن الخُلق أن تكونَ ذا صدرٍ رحب ونفسٍ تُقبل على الخير وتُدبر عن الشرّ، تُقبِل على الناس بالنفع وتنأى بهِم عن الضرّ، تُعامِل الناس بالحُسنى، وتمُدّ يد العون لضعيفهم وتُساعد مُحتاجهم وتُمرّض مريضهُم وتقف على حوائجهم بحُسن تواصلك مع الناس، وحُسن الخُلق مصدر القبول بين الناس ورفع الدرجات عند الله.

كيف تكون حَسَنُ الخُلُق

  • التربية البيتيّة ودور الآباء في هذا الأمر هوَ تعميق معاني الأخلاق الحميدة لدى الجيل الناشىء ليخرج إلى العالم الخارجيّ مُقبلاُ عليه بأخلاق ترفع سويّة المُجتمع ككلّ، وتُصبح ثقافةً سائدة لدى الناس، وهذا مما يزيد من بهجة الحياة حين تعيش في أوساط حميدة ومُتفائلة تطمئن بها نفسك.
  • بوجود الالتزام الدينيّ الحقيقيّ يزداد الحرص على تحقيق الأخلاق الحميدة وتقويتها لأنّها مما رغّبت به الشريعة وحضّت عليها ومّما يزيد من قُرب العبد لربّه واقتداءً بنبيّه صلّى الله عليه وسلّم، فإنَّ أقرب الناس إلى نبينا صلّى الله عليه وسلّم هم أحسنهُم أخلاقاً، وقال صلّى الله عليهِ وسلّم: (ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق).
  • استحضار فضائل حُسن الخُلُق من محبّة الناس لك وكراهيتهم للشخص ذي الأخلاق السيئة، وكيف أنّ حُسن الخُلُق شرف للمؤمن ورفعة في الدرجات، لأنَّ تحديث النفس بالترغيب يدفعها نحوَ العمل والتغيير، ولا شيء يعدل أن تُغيّر نفسك نحوَ الأخلاق الحميدة التي تأتي لكَ بالخير ولأهلك وتجعل لك سُمعةً طيبة أينّما رُحتَ ونزلت، وحتّى بعد موتك ترى من يدعو لكَ ويتمنّى لكَ الرحمة والمغفرة.
  • درّب نفسك دائماً على الخِصال الحميدة، وضع نفسكَ دائماً مكان الآخرين، وتصوّر كيف أنّ هذا الأمر يكون ذا أثر غير مرغوب لو كان من غيرك لك، فبهذا التدريب وبمُحاكاة الواقع وإسقاطه عليك ستشعر بقيمة أن تكون حميد الأخلاق حَسَنَها.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment