إكتشف سحر وتاريخ المدينة المنورة: دليلك الشامل

الموقع الجغرافي للمدينة المنورة

تتوسط المدينة المنورة الجهة الغربيّة من المملكة العربية السعودية، وتبعد عن مكة المكرمة قرابة (430) كيلو متر شمالًا، وتبعد عن العاصمة الرياض (980) كم، كما تبعد عن شاطئ البحر الأحمر قرابة (150) كم، ويبعد عنها ميناء ينبع -الذي يُعد أقرب الموانئ إليها- قرابة (220) كم من الجهة الغربية الجنوبيّة، وأما عن مساحة منطقة المدينة المنورة؛ فتبلغ (150,000) كيلومتر مربع، وهي بذلك تشكّل 7.7% من إجمالي مساحة المملكة العربية السعودية.²

الجبال في المدينة المنورة

يتواجد في المدينة المنورة عدد من الجبال المميزة والتي ورد ذكرها في التاريخ، ومنها:

• جبل أحد: وهو أحد المعالم الشهيرة في المدينة المنورة، ويبعد عن المسجد النبوي 4 كم، وقال عنه النبي -عليه الصلاة والسلام: (جبل يحبنا ونحبه)،³ وتنبع أهمية جبل أحد التاريخية من حدوث غزوة أحد زمن النبي -عليه الصلاة والسلام- عنده.⁴
• جبل سلع: ويُطلق عليه أيضًا اسم جبل ثواب، ويبعد عن المسجد النبوي 700 متر، ويقع في الجهة الشمالية الغربية من المدينة المنورة.⁵
• جبل عير: وهو من أهم جبال المدينة، وقد ذكره النبي -عليه الصلاة والسلام- كحد من حدود جنوبيًا للحرم المدني، وعلى سفوحه يقع مسجد ميقات ذي الحليفة.⁶

التعداد السكاني في المدينة المنورة

بلغ عدد سكان المدينة المنورة حسب إحصائيات عام 2022م: (2,137,983) نسمةً، حيث بلغ عدد الإناث فيها (859,866) نسمةً بنسبة تعادل 40.2% من إجمالي عدد سكان المدينة، في حين بلغ عدد السكان من الذكور (1,278,117) نسمةً بنسبةٍ تعادل 59.8% من إجمالي عدد سكانها،⁷ ويُشكّل سكان المدينة المنورة ما نسبته 6.68% من إجمالي سكان المملكة العربية السعودية، وبكثافة سكانية تصل إلى 14.2 نسمة لكل كيلومتر مربع من أراضي المدينة المنورة.²

المناخ في المدينة المنورة

يغلب على المدينة المنورة المناخ الحار، مع قلة الأمطار في فصل الشتاء بمعدل 94 ملليمترًا، وتزداد الحرارة في فصل الصيف حيث تتراوح درجات الحرارة بين (36-45) درجةً مئوية ومتوسطها 30 درجةً مئوية، وأما في فصل الشتاء تتراوح درجات الحرارة ما بين (15-20) درجةً، بمتوسط 15 درجةً مئويةً في فصل الشتاء، ويتركّز الهطول المطري بين شهري نوفمبر ويناير.²

المكانة الدينية للمدينة المنورة

إنّ للمدينة المنورة مكانةً تاريخيةً ودينيةً عظيمة؛ فهي أول عاصمةٍ للمسلمين بعد أن هاجر إليها النبي -عليه الصلاة والسلام- ومن كان معه من المسلمين، وأسسوا دولتهم فيها، وتنزل على النبي -عليه الصلاة والسلام- الوحي والقرآن الكريم فيها، وشهدت غزوات عديدة، وخرج منها جيوش الفتوحات الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين.

كانت المدينة المنوّرة قبل الإسلام تُسمى يثرب، وقد ورد ذكرها بهذا الاسم في القرآن الكريم من قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا﴾،⁸ كما ورد ذكرها في أحاديث نبوية عديد، وبعد هجرة النبي -عليه الصلاة والسلام- إليها أصبح اسمها: المدينة المنورة.⁹¹⁰

أسماء المدينة المنورة

وردت أسماءٌ عديدةٌ تاريخيًا للمدينة المنورة ومن هذه الأسماء:⁹¹⁰

• طيبة.
• يثرب.
• طابة.
• المسكينة.
• المحببة.
• الجابرة.
• العاصمة.
• البارة.
• دار الأبرار.
• دار السنة.

أبرز المعالم الدينية والتاريخية في المدينة المنورة

توجد في المدينة أقدم وأهم المساجد في العالم وهي: مسجد القبلتين، والمسجد النبوي وهو ثاني أقدس المساجد بعد المسجد الحرام لدى المسلمين، ويضم قبر النبي -عليه الصلاة والسلام- وصاحبيه أبي بكر وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-، ومسجد قباء وهو أول مسجد بُني في الإسلام، بالإضافة إلى مسجد الميقات (ذو الحليفة)، ومسجد بني أنيف،¹¹¹ وغيرها من المساجد التاريخية التي يبلغ عددها (47) مسجدًا تاريخيًا، وبالإضافة إلى المساجد توجد في المدينة المنورة العديد من المواقع الأثرية التي بلغ عددها (1382) موقعًا.¹²

المدينة المنورة في التاريخ الحديث

بالإضافة إلى المكانة التاريخية والدينية المميزة التي تتمتع بها المدينة المنورة، فإنّها في الوقت الحاضر تتمتع بنهضةٍ عمرانية واقتصادية كبيرة؛ حيث تضم منطقة المدينة المنورة اليوم منجم مهد الذهب، وهو منجم تُستخرج منه المعادن، كما تحتوي المدينة المنورة على مطارين، هما: مطار الأمير محمد بن عبد العزيز، ومطار الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز، وفي المدينة المنورة جامعتان حكوميتان، هما: جامعة المدينة المنورة، وجامعة طيبة.

يتبع للمدينة المنورة اليوم في تقسيمها الإداري ثماني محافظات، هي: ينبُع، والعُلا، ومهد الذهب، وبدر، وخيبر، والحناكية، والعيص، ووادي الفرع، وتضم المدينة المنورة العديد من المرافق السياحية والخدمية التي تخدم زوار المدينة سواءً من الحجاج والمعتمرين أو السيّاح.²