تحليل قصيدة (ما يدفع الموت): فهم عميق للمضمون والرمزية” يمكن تحسينه إلى “تحليل ق

شيماء الصاعدي
4 دقيقة للقراءة

موضوعات قصيدة ما يدفع الموت

ما يدفع الموت؛ هي قصيدة للشاعر العباسي أبي العتاهية، نظمها على البحر البسيط، وتتألف من 13 بيتًا، كما أنّها نُظمت على لسان أبي العتاهية،1 وموضوعاتها فيما يأتي:

  • وصف الموت، إذ لا بد من وقعها على الإنسان في أيّة لحظة.
  • الزهد في الدنيا والتحذير من اللهو فيها.
  • الاستعداد الجيد للموت، فهو ليس بالبعيد.
  • بيان ضعف الإنسان، فلا يُمكن له أن يرد الموت.

الصور الفنية في قصيدة ما يدفع الموت

عُرف أبو العتاهية بشعر الزهد والعظة، وتجلى ذلك الغرض في قصيدة “ما يدفع الموت”، وتميز أسلوبه بالوضوح والبساطة، فالمعاني واضحة بعيدة عن التعقيد والتكلف، وتضمنت القصيدة عدة صور فنية على النحو الآتي:

  • ما يَدفَعُ المَوتَ أَرصادٌ وَلا حَرَسٌ

:::ما يَغلِبُ المَوتَ لا جِنٌّ وَلا أَنَسُ

شبه الشاعر الموت بالشيء الذي لا يُمكن أن يبعده، أو يمنعه المراقبين والحرس عن الإنسان، كما شبهه بالعدو الذي لا يُمكن أن يهزمه الجن والإنس.

  • ما إِن دَعا المَوتُ أَملاكًا وَلا سُوَقًا

:::إِلّا ثَناهُم إِلَيهِ الصَرعُ وَالخُلَسُ

شبه الشاعر الموت بالإنسان الذي يذهب إلى الأملاك والأسواق.

  • يا خائِفَ المَوتِ لَو أَمسَيتَ خائِفَهُ

:::كانَت دُموعُكَ طولَ الدَهرِ تَنبَجِسُ

شبه الشاعر دموع الإنسان بالماء المتفجر من عين الماء إذا بقي طول الزمن خائفًا من الموت.

  • أَما يَهولُكَ يَومٌ لا دِفاعَ لَهُ

:::إِذ أَنتَ في غَمَراتِ المَوتِ مُنغَمِسُ

شبه الشاعر سكرات الموت بالمياه الضحلة التي يغرق بها الإنسان.

  • أَما تَهولُكَ كَأسٌ أَنتَ شارِبُها

:::وَالعَقلُ مِنكَ لِكوبِ المَوتِ مُلتَبِسُ

شبه الشاعر الموت بالكأس الذي لا بُد وأن يُشرب منه الإنسان.

  • إِيّاكَ إِيّاكَ وَالدُنيا وَلَذَّتَها

:::فَالمَوتُ فيها لِخَلقِ اللَهِ مُفتَرِسُ

شبه الشاعر الموت بالحيوان المفترس، حيث يفترس جميع الخلق.

  • إِنَّ المَنِيَّةَ حَوضٌ أَنتَ تَكرَهُهُ

:::وَأَنتَ عَمّا قَليلِ فيهِ تَنغَمِسُ

شبه الشاعر الموت بالحفرة التي يكرهها الإنسان، وسيغرق فيها قريبًا.

  • ما لي رَأَيتُ بَني الدُنيا قَدِ اِفتَتَنوا

:::كَأَنَّما هَذِهِ الدُنيا لَهُم عُرُسُ

شبه الشاعر الدنيا بالعرس الذي التهى واستمتع به الإنسان.

كلمات قصيدة ما يدفع الموت

قال أبو العتاهية: 2

ما يَدفَعُ المَوتَ أَرصادٌ وَلا حَرَسٌ

ما يَغلِبُ المَوتَ لا جِنٌّ وَلا أَنَسُ

ما إِن دَعا المَوتُ أَملاكًا وَلا سُوَقًا

إِلّا ثَناهُم إِلَيهِ الصَرعُ وَالخُلَسُ

لِلمَوتِ ما تَلِدُ الأَقوامُ كُلُّهُمُ

وَلِلبَلى كُلُّ ما بَنَوا وَما غَرَسوا

هَلّا أُبادِرُ هَذا المَوتَ في مَهَلٍ

هَلّا أُبادِرُهُ ما دامَ بي نَفَسُ

يا خائِفَ المَوتِ لَو أَمسَيتَ خائِفَهُ

كانَت دُموعُكَ طولَ الدَهرِ تَنبَجِسُ

أَما يَهولُكَ يَومٌ لا دِفاعَ لَهُ

إِذ أَنتَ في غَمَراتِ المَوتِ مُنغَمِسُ

أَما تَهولُكَ كَأسٌ أَنتَ شارِبُها

وَالعَقلُ مِنكَ لِكوبِ المَوتِ مُلتَبِسُ

إِيّاكَ إِيّاكَ وَالدُنيا وَلَذَّتَها

فَالمَوتُ فيها لِخَلقِ اللَهِ مُفتَرِسُ

إِنَّ الخَلائِقَ في الدُنيا لَوِ اِجتَهَدوا

أَن يَحبِسوا عَنكَ هَذا المَوتَ ما حَبَسوا

إِنَّ المَنِيَّةَ حَوضٌ أَنتَ تَكرَهُهُ

وَأَنتَ عَمّا قَليلِ فيهِ تَنغَمِسُ

ما لي رَأَيتُ بَني الدُنيا قَدِ اِفتَتَنوا

كَأَنَّما هَذِهِ الدُنيا لَهُم عُرُسُ

إِذا وَصَفتُ لَهُم دُنياهُمُ ضَحِكوا

وَإِن وَصَفتُ لَهُم أُخراهُمُ عَبَسوا

ما لي رَأَيتُ بَني الدُنيا وَإِخوَتَها

كَأَنَّهُم لِكِتابِ اللَهِ ما دَرَسوا

المراجع

  1. “ما يدفع الموت أرصاد ولا حرس”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 12/5/2022. بتصرّف.
  2. “ما يدفع الموت أرصاد ولا حرس”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2022. بتصرّف.
شارك في هذا المقال
أنا شيماء الصاعدي، كاتبة شغوفة بمجال الآداب، حيث أجد في الكلمات وسيلة للتعبير عن أعمق المشاعر والأفكار. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، ومنذ ذلك الحين كرست حياتي لدراسة وكتابة النصوص الأدبية التي تحاكي الروح الإنسانية. لدي خبرة تمتد لأكثر من خمس سنوات في كتابة المقالات النقدية والقصص القصيرة التي تنشر في مجلات أدبية مرموقة. أسعى دائمًا لاستكشاف الأبعاد الثقافية والتاريخية في الأدب، وأؤمن بأن الكتابة هي جسر يربط بين الحضارات والأجيال. شغفي يكمن في صياغة النصوص التي تترك أثرًا في قلوب القراء وتدفعهم للتفكير والتأمل.
Leave a Comment