أهمية عيد الأم في الأدب: تعبير فريد يسلط الضوء على دور الأمهات

شيماء الصاعدي
3 دقيقة للقراءة

قال الشاعر:

العَيْـشُ مَاضٍ فَأَكْـرِمْ وَالِدَيْـكَ بِـهِ

والأُمُّ أَوْلَـى بِـإِكْـرَامٍ وَإِحْـسَـانِ

وَحَسْبُهَا الحَمْـلُ وَالإِرْضَـاعُ تُدْمِنُـهُ

أَمْـرَانِ بِالفَضْـلِ نَـالاَ كُلَّ إِنْسَـانِ

أمي، يا لها من كلمةٍ جميلةٍ تعزف أجمل ألحان الحنان والحب، ويا لها من حروفٍ رقيقة تجسّد أسمى معاني الطمأنينة والسكينة، اسمك له وقعٌ يرسم الابتسامة والفرح على وجهي، أنتِ موطني، ومسكني، وراحتي في هذه الحياة، أنتِ أجمل ما في الوجود في نظري ومن دونك أنا وحيدٌ غريبٌ من دون وطنٍ ولا هويّة.

يقولون إنّ هذا يومكِ وعيدكِ، لكنّي أقول لهم أنّ كلّ يومٍ يومكِ وكلّ يومٍ عيدكِ فيومٌ واحد لا يكفي لأعبّر لكِ فيه عن حبّي، وامتناني، وتقديري، فأنتِ نعمةٌ من الله منحني إيّاها لأعرف ما هو الحبّ الحقيقيّ، وما يعني أن أتلهّف مساءً لأرجع إلى البيت وأُقبّل يديكِ وأنام في حضنكِ لأرجع صغيراً أنسى الدنيا وهمومها، أنتِ نعمةٌ من الله لكسب رضاه برضاكِ عنّي، فكم أتمنّى أن لا أُقصّر بحقّكِ وأن تكوني راضيةً عنّي.

في يومك هذا يا حبيبتي أتمنّى من كلّ قلبي أن تدومي نوراً ينير منزلكِ وأن تبقي زينةً لعائلتكِ، فأنا يكفيني عزّاً وشرفاً أنني ابنتكِ، وتكفيني ابتسامةٌ صادقةٌ منكِ لأنسى تعبي وهمّي، وتكفيني كلمة (رضي الله عنك) لتبعث في قلبي الأمل والثّقة بنفسي، وتكفيني قبلة دافئة على وجنتي لأتجرّع من حنانكِ، فأنتِ يا أمّي أعزُّ شخصٍ في حياتي وهذا اليوم هو أحلى يومٍ فيها، فربّما تشعرين بحبّي لكِ وتتأكدين من أنّ تعبكِ لم يذهب سدىً ولن يذهب ما دمتِ.

لن تفيكِ كلّ هدايا العالم حقّك ولن تعبّر أغلى المجوهرات عن حبّي لكِ، ولكنّي أعلم أنّك قد تسعدين إذا رأيتِ بي الابنة البارّة المحبّة، وإذا رأيتِ بي كل القيم والأخلاق الّتي تعلّمتُها منكِ، وإذا اتّقيتُ الله واتّبعتُ طريقه كما ربّيتني، وإذا رأيتِ بي الأمّ والأخت والصّديقة الوفيّة الّتي عهدتها بكِ، فأنت يا أمّي أختي وصديقتي ورفيقة دربي فقولي لي ما هي الكلمة التي تصف حبّ كلّ هؤلاء في شخصٍ واحد؟

في يومكِ هذا أسأل الله العظيم أن يذيقكِ السعادة في كلّ يومٍ تعيشينه، وأسأل الله أن يعوّضكِ عن كلّ ليلةٍ سهرتِ بها لأجلي، وأسأل الله أن يعوّضكِ عن كلّ دمعةٍ قد أكون سبباً بها، وأسأل الله أن يعوّضكِ عن كلّ لقمة طعامٍ حرمتِ نفسكِ منها لأجلي، وأتمنى أن أصبح نصف الإنسانة الّتي أنت عليها بكرمها، وعطفها، وحنانها، وحبّها للحياة، وطاعتها لله، وكم أتمنّى أن يراني أولادي كما أراكِ، أنت قدوتي، فأشكر الله وأحمده على أعظم النّعم في الكون.

فيديو عن عيد الأم

للتعرف أكثر حول عيد الأم تابع الفيديو

شارك في هذا المقال
أنا شيماء الصاعدي، كاتبة شغوفة بمجال الآداب، حيث أجد في الكلمات وسيلة للتعبير عن أعمق المشاعر والأفكار. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، ومنذ ذلك الحين كرست حياتي لدراسة وكتابة النصوص الأدبية التي تحاكي الروح الإنسانية. لدي خبرة تمتد لأكثر من خمس سنوات في كتابة المقالات النقدية والقصص القصيرة التي تنشر في مجلات أدبية مرموقة. أسعى دائمًا لاستكشاف الأبعاد الثقافية والتاريخية في الأدب، وأؤمن بأن الكتابة هي جسر يربط بين الحضارات والأجيال. شغفي يكمن في صياغة النصوص التي تترك أثرًا في قلوب القراء وتدفعهم للتفكير والتأمل.
Leave a Comment