مقالة عن الحرية

أسماء القحطاني
2 دقيقة للقراءة

الحرية

الحرية، ليست مجرد كلمة عابرة في القاموس، بل هي فعلٌ ثم قول، فكم من الحروب، والشجارات، والنزاعات التي قامت لأجلها؟ وكم من الثورات والثائرين الذين ضحوا بأرواحهم للمطالبة بحريتهم وحرية بلادهم وشعوبهم؟

الحرية من ضرورات الكرامة الإنسانية، وهي جزءٌ أساسيٌ من الحياة السعيدة، والكاملة، ليس للإنسان فقط، بل لجميع المخلوقات، لأن الجميع يسعى للحرية، ويحارب لأجلها، ويكافح بكل ما أوتي من قوةٍ وحزمٍ للوصول لها، لأن القيود رديفةٌ للعبودية، والتي هي عكس الحرية.

مظاهر الحرية

الحرية تتجلى في جميع المظاهر من حولنا، في الإنسان، والحيوان، وحتى النباتات، والأوطان، فالحيوانات تسعى لحريتها، وتنكفئ على نفسها عند سلب هذه الحرية، وحتى الطيور، يتضاعف تغريدها، وتشدو بأجمل الأصوات وهي حرة طليقة، وليست أسيرة الأقفاص.

الحرية ليست منحةً، بل هي حقٌ للجميع، تُؤخذ ولا تُطلب، ولا يمكن أبداً تقسيمها أو التنازل عنها، لأن مصادرتها تعني مصادرة الحياة، والتعدي على أكبر قيمةٍ معنويةٍ، وكم قيل فيها من قصائد وخواطر، وكم ذُكرت في الشعارات، وارتفعت في الميادين والشوارع، وكم من الأصوات التي طالبت ولا زالت تُطالب بها.

قيود الحرية

الحرية لا يمكن أن تكون مطلقةً، دون تنظيمٍ أو توجيه، لأنّ حرية الفرد تنتهي عند المساس بحريات الآخرين، فلا يمكن المساس بحرية الأشحاص كي ترتفع حرية شخصٍ معين، ففي هذا تعدٍ صارخ على مبدأ الحرية، كما أن حرية الجماعة، أجل وأسمى من حرية الفرد، فمن يسعى لتحقيق حريته على حساب غيره من الأفراد، أو على حساب وطنه وشعبه، تُصبح حريته مسروقةً.

أشكال الحرية

للحرية أشكالٌ كثيرة، تبدأ من حرية الكلمة، وتمر بأنواع كثيرة تشمل حرية ممارسة الشعائر الدينية، وحرية اختيار العمل، والتعليم، وحرية التنقل، وحرية اختيار العلاقات الاجتماعية والإنسانية، وتعتبر الحرية مقياساً لنمو المجتمعات، ودليلاً على رقيها.

المجتمع المنفتح، هو الذي يكفل لأفراده جميع أشكال الحرية، دون استحدام أساليب القمع المتخلفة، علماً أن جميع الشرائع والديانات السماوية، وخصوصاً الدين الإسلامي الحنيف، كفلت حق الحرية للأفراد، ومنعت المساس بها، أو تقييدها دون وجه حق.

فيديو عن الحرية و أهميتها

للتعرف على المزيد تابع الفيديو

شارك في هذا المقال
أنا أسماء القحطاني، كاتبة شغوفة باستكشاف أعماق الحياة والمجتمع من خلال كلماتي. حصلت على درجة البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة الملك سعود، مما ساعدني على فهم الديناميكيات الاجتماعية والثقافية التي تشكل حياتنا. على مدار السنوات الخمس الماضية، كتبت مقالات وتدوينات تسلط الضوء على قضايا المجتمع، ونشرت أعمالي في عدة منصات إلكترونية ومجلات محلية. أؤمن بأن الكتابة أداة قوية لإلهام التغيير وتعزيز الوعي. أسعى دائمًا لتقديم محتوى يعكس الواقع بصدق، ويحفز القراء على التفكير والتفاعل مع محيطهم. شغفي يكمن في سرد القصص الإنسانية التي تلمس القلوب وتترك أثرًا.
Leave a Comment