مفهوم الخدمة العامة: دليل شامل ومفيد

مازن الفهمي
3 دقيقة للقراءة

الخدمة العامة

إن الإنسان بطبعه كائن مدنّي، يميل بالفطرة إلى العيش ضمن جماعاتٍ مُنظّمة، تسير وفق قوانين، وأحكام، وقوانين موضوعة من قبل سلطة حاكمة، وذلك من أجل تسيير مصالحه، والقيام على خدمته، وتقديم له جميع سُبل العيش الفضلى. إنّ الدولة مُطالبةٌ بتقديم كافة التسهيلات لتنظيم حياة الجماعة فيها، والجماعة أيضاً تُعنى بتسيير شؤون نفسها، وإعانة بعضها البعض في جوانب عديدة في الحياة الاجتماعية المشتركة، وهذا ما يتمثّل بمفهوم الخدمة العامة.

تطوّرت النظم التي تحكم الجماعات الإنسانية في كافة المجالات، السياسية، والاجتماعية، والثقافية، والخدماتية، وغيرها من المجالات، فبعد أن كان النظام القبلي هو النظام السائد بين الناس، تطوّرت عوامل الوحدة بينهم، كالمصير المشترك، والمصالح المشتركة، والأرض، اقتضى تنظيمهم في إطار مؤسسي يقوم على مصالحهم من كافة المجالات المذكورة أعلاه، ويُقدّم لهم خدمات من شأنها أن تُطوّر من حياتهم، وتُسهّلها.

مفهوم الخدمة العامة

يقصد بمفهوم الخدمة العامة بأنّه ما تُقدّمه الدولة لمواطنيها لتسهيل حياتهم على أرضها، سواء أكان بشكل مباشر، أو بشكل غير مباشر، بهدف تسهيل حياتهم، ومنحهم نوعاً من الرفاهية الاقتصادية، والاجتماعية، في مختلف المجالات ضمن حدود سلطتها، وقدرتها المادية، وبما يتوافق مع القوانين الدولية والعالمية.

يُمكن أن نلخّص مجموعة الخدمات العامة التي تقدمها الدولة لرعاياها بتلك الخدمات التابعة للقطاع العام في الدولة، والمنظّمة من قبلها، كقطاع الطاقة الكهربائية (إنارة الشوارع، والساحات العامة، وتوصيل الطاقة الكهربائية للمنازل، والمنشآت العامة، والخاصة)، وشبكات المياه ( بناء السدود، وشبكات الماء في كافة مناطق الدولة، وحفر الآبار الارتوازيّة لغايات جمع مياه الأمطار لسد النقص في مواسم الجفاف)، والبنية التحتية، (من شق الطرق، وتعبيدها، وترميمها بين فترةٍ وأخرى، وبناء قنوات الصرف الصحي، والجسور، والأنفاق)، وقطاع التعليم (بناء المدارس الحكومية، والجامعات، والمعاهد، والكليات المتخصّصة في كافة المجالات)، قطاع الصحة (بناء المستشفيات، والمَراكز الطبية، والمختبرات، والعيادات)، وقِطاع الأمن، والحماية (الأمن العام، والشّرطة، والدّفاع المدني).

إن جميع ما ذُكر سابقاً أقيم بجهودٍ مُنظّمة بغية تسهيل إيصال الخدمة للمواطنين المُقيمين على أرض الدولة، وكذلك الأشخاص الوافدين، والأجانب، وممّن يعيشون على أرضها بصفةٍ دائمة أو مؤقتة.

يشمل هذا المفهوم أيضاً الخدمات التي يقدّمها الأفراد لبعضهم البعض ضمن جماعة مُنظّمة؛ كطلاب المدارس، أو الجامعات في تنظيم حملات تطوعيّة لتقديم خدمة عامة لمجموعة أخرى من الأفراد بحاجة لهذه الخدمات، دون النظر لأيّ اعتباراتٍ عرقية، أو دينية، أو طائفية؛ بِحيث تُنظّم هذه الخدمات بقصد تقديم المعونة للفئات المحتاجة، وإعانتهم على تَلبية حاجاتهم.

شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب مازن الفهمي - متخصص في تصميم المناهج الدراسية
بواسطة مازن الفهمي
أنا مازن الفهمي، شغوف بمجال التعليم وتطوير المناهج الدراسية. حصلت على درجة الماجستير في التربية من جامعة الملك سعود، وأمتلك خبرة تمتد لأكثر من 10 سنوات في التدريس وتصميم البرامج التعليمية. عملت كمستشار تربوي في عدة مؤسسات تعليمية، حيث ساهمت في تحسين جودة التعليم من خلال استراتيجيات مبتكرة. شغفي يكمن في إيجاد طرق جديدة لجعل التعليم تجربة ممتعة ومؤثرة للطلاب، وأسعى دائمًا لدمج التكنولوجيا في العملية التعليمية لتعزيز التفاعل والإبداع. أؤمن بأن التعليم هو أساس بناء المجتمعات، وأعمل جاهدًا لتقديم محتوى يلهم المتعلمين ويدفعهم لتحقيق طموحاتهم.
Leave a Comment