فهم الاتصال غير اللفظي: أهمية وتأثيره في التواصل

أسماء القحطاني
4 دقيقة للقراءة

الاتصال غير اللفظي

تعتبر عملية الاتصال غير اللفظي إحدى وسائل الاتصال الفعال، وهي الوسيلة الوحيدة للاتصال التي تستعمل فيها الحواس الخمس كلها سواء بطريقة جماعية أو فردية، والذي يؤدي إلى تقوية الانطباع الأول لدى المتلقي “مقابلات العمل، جلسات التعارف” وقد أثبتت الدراسات أن الوقت اللازم لترك انطباع أولي لدى المتلقي في أول لقاء يتراوح بين 4 و10 ثوان، وذلك حسب “القوة الإدراكية”، و”ودرجة الاكتراث لدى الطرف الثاني”.

في عام 1956 قام الطبيب النفسي المعروف بـ “يورغن روش”، والمؤلف “ويلدون كيس” بتقديم مفهوم الاتصال غير اللفظي، وذلك في كتاب الاتصالات غير اللفظية، والذي يُطلق عليه “ملاحظات حول الإدراك البصري للعلاقات الإنسانية”، ومع ذلك، فقد تم التعرف على الاتصال غير اللفظي لقرون؛ باعتباره جانبًا حاسمًا من جوانب الاتصال، مثلاً في كتاب “تقدم التعلم” في عام “1605م”، لاحظ فرانسيس بيكون أن” حركات الجسد تكشف عن التصرف كحركات الوجه، واليدين وجميع أجزاء الجسد، وهي التي تعمل على كشف المزيد من حالات الفكاهة، وحالة العقل، والإرادة وإلخ.1

مفهوم الاتصال غير اللفظي

تتم عملية التواصل غير اللفظي من خلال إرسال واستقبال رسائل دون كلمات بين الأشخاص، وقد يتم إرسال تلك الرسائل من خلال لغة الجسد أو تعابير الوجه أو التقاء العيون أو هيئة الجسد وأوضاعه أو الشم أو اللمس أو الذوق، كما يمكن نقل الرسائل غير اللفظية من خلال وسائط مادية مثل: الملابس وشكل الشعر، كما تحتوي عادة على عناصر غير لفظية يطلق عليها اسم “اللغة الجانبية”، والتي تتمثل في جودة الصوت والتواتر وعلو الصوت وطريقة الكلام واللحن وطبقة الصوت، كما أن للنصوص المكتوبة عناصر تواصل غير لفظية مثل طراز الكتابة، الترتيب الفراغي للكلمات، أو ترتيب النص في الصفحة، وتمثل طريقة التواصل غير اللفظية من 60 إلى 65 بالمائة من التواصل بين الأشخاص.1

أشكال الاتصال غير اللفظي

هناك العديد من أشكال التواصل غير اللفظي، نذكر منها التالي:23

  • الوضعيات الجسدية:

تعمل وضعية جسم الإنسان، بالإضافة إلى تعابير الوجه، والاتصال بالعينين على إيصال الكثير من الرسائل إلى المتلقي، فإنها تعبر عن مدى انتباه الشخص ومدى اهتمامه في الحديث مع الآخرين.

  • المظهر الشخصي:

يعبر شكل الملابس التي يرتديها الشخص بشكل غير لفظي عن شخصيته، وخلفيته، وحالته المادية، وكيف سيستجيب الآخرون لها، مثلاً: إن الشخص ذا الملابس الرثة والشعر غير المرتب قد يعطي انطباعًا بأنه قليل الاكتراث.

  • الإشارات الجسدية:

والتي تتمثل بحركات الأيدي، والجسم، والرأس، والوجه، أو العيون، ومن أشهر إشارات الجسد هي التلويح باليد كإشارة للترحيب في الثقافات الغربية، كما قد تأخذ إشارات الجسد معاني مختلفة على اختلاف الثقافة، وقد يؤدي استخدام إشارة جسد ملائمة في ثقافة ما إلى نتيجة عكسية تماما في ثقافة أخرى.

  • اللمس:

يعتبر اللمس بين الأشخاص على أنه طريقة للتواصل، مثل: المصافحة، وتشابك الأيدي، والتقبيل، والتربيت على الأكتاف وغيرها.

  • المورثات الثقافية:

المورثات هي الحقلة الأصعب في دراسة التواصل غير اللفظي؛ لأنها تختلف باختلاف الثقافات، لكن هناك أدلة تشير إلى أن التواصل غير اللفظي بين الأشخاص لا يعتمد بالكامل على البيئة، فمثلاً يميل 7 من كل 10 أشخاص عادة إلى وضع اليد اليسرى فوق اليمنى عند عقد الذراعين فوق الصدر، بالإضافة إلى ذلك فإن عوامل متعلقة بالمورثات مثل اللباس، وبعض الإشارات الجسدية مثل رفع الإبهام للإشارة على الموافقة.

المراجع

  1. ^ أ ب “What Is Nonverbal Communication?”, thoughtco, Retrieved 17/4/2022. Edited.
  2. “Nonverbal Communication and Body Language”, helpguide, Retrieved 17/4/2022. Edited.
  3. “Types of Nonverbal Communication”, verywellmind, Retrieved 17/4/2022. Edited.
شارك في هذا المقال
أنا أسماء القحطاني، كاتبة شغوفة باستكشاف أعماق الحياة والمجتمع من خلال كلماتي. حصلت على درجة البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة الملك سعود، مما ساعدني على فهم الديناميكيات الاجتماعية والثقافية التي تشكل حياتنا. على مدار السنوات الخمس الماضية، كتبت مقالات وتدوينات تسلط الضوء على قضايا المجتمع، ونشرت أعمالي في عدة منصات إلكترونية ومجلات محلية. أؤمن بأن الكتابة أداة قوية لإلهام التغيير وتعزيز الوعي. أسعى دائمًا لتقديم محتوى يعكس الواقع بصدق، ويحفز القراء على التفكير والتفاعل مع محيطهم. شغفي يكمن في سرد القصص الإنسانية التي تلمس القلوب وتترك أثرًا.
Leave a Comment