تحليل معوقات تطوير المنهج التعليمي: استراتيجيات النجاح

مازن الفهمي
3 دقيقة للقراءة

المنهج

يُعرّف المنهج بأنّه مُجمل الخبرات التربويّة والتعليميّة التي تمنحها المدرسة للطلبة داخل الحصة الدراسيّة وخارجها أيضاً، بناءً على أُسس مُحددة وواضحة، وبإشراف الجهات المُختصة، وهي غالباً ما تنضوي في وزراة التربية والتعليم تحت مُسمى لجنة المناهج، ويُخطط لتلك الخبرات ضمن استراتيجيّة واضحة، ومنظمة، وشاملة لجميع النواحي، والتي تؤدي بالمُجمل إلى تحقيق النتاج التعليمي المطلوب على أفضل مستوى مُمكن، وتتعرض المناهج لعمليّة تطوير وتعديل مُستمرة، بيد أنّ هناك بعض العقبات التي تقف حائلاً أمام تطوير المنهج، وسنذكر أبرزها في هذا المقال.

معوّقات تطوير المنهج

معوّقات استراتيجيّة التعديل

هي معوّقات تتعلق بطبيعة البنود الواردة في خطة تطوير المنهج؛ كعدم تجاوب أو تفاعل الطلبة مع المنهاج الجديد أو التعديلات المعمولة عليه، وتطوير المنهج في الوقت الذي يعاني منه القطاع التعليمي عموماً من العديد من المشكلات؛ كأزمة الرواتب اللمعلمين مثلاً، أو احتجاجات موظفي سلك التعليم، كما تشمل معوّقات استراتيجيّة التعديل بعض المعوّقات الآتية:

  • القيام بعمليّة تطوير المنهج على أسس غير علميّة؛ وهذا ما يحرف المنهج المُعدل عن تحقيق أهدافه.
  • استثناء خطة التطوير لبعض النواحي التربويّة والتعليميّة؛ كالتدرج في مراحل التطوير، وتوقع الإشكاليّات التي قد يواجهها القائمون على تطوير المنهج.
  • عدم إشراك المعلمين بعمليّة التطوير أو تدريبهم فيما بعد على التغييرات الحاصلة في المنهج.

معوّقات الإدارة

إنّ كثيراً من المعوّقات تخص إدارة التعليم، أو إدارة المدرسة، أو حتى إدارة عمليّة التطوير التي تُشرف عليها وزارة التعليم العالي، ونذكر بعض تلك المعوّقات:

  • رفض الإدارات المُتعددة لعمليّة التغيير، ومواصلة العمل على النظام القديم رغم تغيير المنهج.
  • بُطء تنفيذ الإدارات المُختلفة للقرارات الصادرة عن الجهاز الفني الخاص بعمليّة التطوير (لجنة المناهج).
  • غياب إشراف الإدارة المركزيّة على الإدارات الفرعية؛ ونقصد بالأولى وزارة التربية والتعليم، وبالثانية مديريّات التربية والتعليم في المحافظات المُختلفة، وتُشرف الأخيرة بدورها على المدارس، وإدارة المدارس تُشرف على الصفوف المختلفة للحكم على آلية سير المنهج المعدل على أرض الواقع.

معوّقات أفراد المجتمع

  • النزعة الفرديّة؛ أي تصور كلّ فرد لعمليّة التعليم والشكل الذي يجب أن تكون عليه، فتزيد الانتقادات لعمليّة التطوير من جهة، فيما تتعالى الأصوات الرافضة للقائمين على العمليّة التعليميّة من جهة أُخرى، وقد يعترض أولياء أمور الطلبة على عمليّة التطوير؛ من باب التخوف على أولادهم الطلبة دون وجود مبررات ملموسة على أرض الواقع.
  • شخصنة عمليّة التطوير؛ فترى بعض الأفراد يدّعون امتلاكهم القدرة على التطوير وفقاً لرؤيتهم الشخصيّة التي لن تكون بالضرورة قائمة على أساس علميّ صحيح.
  • زيادة المشكلات الاقتصاديّة، وتدهور الوضع المعيشي الذي يدفع بالأفراد إلى عدم الاهتمام بعمليّة تطوير المنهج من عدمها.

معوّقات ماليّة

  • غياب الحوافز المُقدمة للعاملين في مجال تطوير المنهج ولجهودهم المبذولة في هذا الإطار.
  • عدم كفاية الميزانيّة لإنجاز التعديلات المطلوبة على المنهاج.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب مازن الفهمي - متخصص في تصميم المناهج الدراسية
بواسطة مازن الفهمي
أنا مازن الفهمي، شغوف بمجال التعليم وتطوير المناهج الدراسية. حصلت على درجة الماجستير في التربية من جامعة الملك سعود، وأمتلك خبرة تمتد لأكثر من 10 سنوات في التدريس وتصميم البرامج التعليمية. عملت كمستشار تربوي في عدة مؤسسات تعليمية، حيث ساهمت في تحسين جودة التعليم من خلال استراتيجيات مبتكرة. شغفي يكمن في إيجاد طرق جديدة لجعل التعليم تجربة ممتعة ومؤثرة للطلاب، وأسعى دائمًا لدمج التكنولوجيا في العملية التعليمية لتعزيز التفاعل والإبداع. أؤمن بأن التعليم هو أساس بناء المجتمعات، وأعمل جاهدًا لتقديم محتوى يلهم المتعلمين ويدفعهم لتحقيق طموحاتهم.
Leave a Comment