كلمة نجوى في القرآن: معنى وأهميتها بالتفصيل

فراس الأحمد
4 دقيقة للقراءة

معنى كلمة نجوى في القرآن الكريم

وردت كلمة “نجوى” في القرآن بمعنى الإسرار والتناجي، أي الكلام سرًا، سواء في النّفس أو مع الغير بوجود شخص آخر بصوت مهموس، والنّجوى في القرآن وردت مذمومةً عمومًا، لما لها من آثار سيئة في نشر الضغائن وسوء الظنّ وإحزان قلوب المؤمنين، وهذا لا يرضاه الشّرع، وقد مُدحت النّجوى في موضع واحد في القرآن الكريم وهو قوله تعالى: (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ)،1 وذلك لأنّ فيها من الخير والمنفعة والإصلاح، وهذا من باب الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر.23

الآيات القرآنية التي وردت فيها كلمة النّجوى

وردت كلمة النّجوى في آيات عدّة في سور القرآن الكريم، نستعرضها فيما يلي:4

  • قال الله تعالى: (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى).5
  • قال الله تعالى: (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ).6
  • قال الله تعالى: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ).7
  • قال الله تعالى: (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ).8
  • قال الله تعالى: (فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى).9
  • قال الله تعالى: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ).10
  • قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ).11
  • قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).12
  • قال الله تعالى: (إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا).13
  • قال الله تعالى: (إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً).14
  • قال الله تعالى: (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ).15

أحاديث نبوية في ذمّ النّجوى

وردت أحاديث عدّة، ذكر فيها ذمّ النجوى والنّهي عنها، نذكر منها ما يلي:16

  • ما رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا كُنْتُمْ ثَلاثَةً، فلا يَتَناجَى رَجُلانِ دُونَ الآخَرِ حتَّى تَخْتَلِطُوا بالنَّاسِ، أجْلَ أنْ يُحْزِنَهُ).17
  • ما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يتناجى اثنانِ دونَ صاحبِهما فإنَّ ذلك يُحزِنُه قال أبو صالحٍ: فقُلْتُ لابنِ عمرَ فأربعةٌ؟ قال: لا يضُرُّك).18

صور التناجي المحرّم

للتناجي صور محرمة ذكرها وبينها أهل العلم، نذكر منها ما يلي:19

  • أن يكون الكلام بين اثنين سرًا مهموسًا أمام شخص ثالث دون إسماعه، أو الكلام أمامه بلغة لا يفهمها.
  • أن يكون التناجي كتابة بتبادل الرسائل أمام شخص أو التراسل بالهاتف أمامه أو غير ذلك من طرق التراسل كتابة.
  • أن يكون التناجي بين شخصين برموز وإشارات وحركات أمام شخص ثالث، فيقع من سوء الظنّ بهما والحزن لعدم فهمه ما يقصدان.

المراجع

  1. سورة المجادلة ، آية:13
  2. “معنى نَجْوَى في القرآن الكريم”، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 11/2/2022. بتصرّف.
  3. د. نايف بن أحمد الحمد (26/12/2018)، “المهامسة والنجوى”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 11/2/2022. بتصرّف.
  4. “آيات ورد فيها “نجوى””، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 11/2/2022. بتصرّف.
  5. سورة الإسراء ، آية:47
  6. سورة المجادلة، آية:7
  7. سورة النساء، آية:114
  8. سورة التوبة، آية:78
  9. سورة طه، آية:62
  10. سورة الزخرف، آية:80
  11. سورة المجادلة، آية:8
  12. سورة المجادلة، آية:9
  13. سورة المجادلة، آية:10
  14. سورة المجادلة ، آية:12
  15. سورة المجادلة، آية:13
  16. “إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان”، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 11/2/2022.
  17. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:6290، حديث صحيح.
  18. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:584، الحديث أخرجه في صحيحه.
  19. د. مثنى الزيدي (12/11/2010)، “إنما النجوى من الشيطان”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 11/2/2022. بتصرّف.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment