استكشاف مظاهر الإعجاز البياني في سورة البقرة: دراسة دقيقة

فراس الأحمد
4 دقيقة للقراءة

مظاهر الإعجاز البياني في سورة البقرة

إعجاز القرآن الكريم هو كلام الله -عز وجل- الذي عَجِز الخلقُ جميعهم عن الإتيان بشيءٍ من مِثله إلى يوم القيامة، وله أنواع عديدة، منها الإعجاز البياني الذي سنعرفه في هذا المقال ونبين مظاهره في سورة البقرة تحديداً.

ما هو الإعجاز البياني

يُقصد به: بديع نَظمِ القرآن الكريم، وعجيب تَألِيفَه وبلاغته، ومطابقة كلامه لمُقتضَى الحال ودقة اللفظ في انطباقه على المعنى المُراد، إلى الحد الذي يَعجز البشر على الإتيان بمثلِه.1

مظاهر الإعجاز في سورة البقرة

سورة البقرة هي سورة مدنية، وعدد آياتها مئتان وست وثمانون آية، اعتنت بجانب التشريع مثل باقي السور المدنية، واشتملت على معظم الأحكام الشرعية؛ لأن المسلمين كانوا في بداية تكوين الدولة الإسلامية في أمس الحاجة إلى التشريع السماوي، وقد ذُكرت فيها قصة البقرة، وحث النبي -عليه الصلاة والسلام- على قراءتها دائماً، ومظاهر الإعجاز البياني والبلاغي في السورة كثيرة، منها ما يأتي:2

  • المجاز العقلي مثل، قوله -تعالى-: (هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾،3حيث أسند الهداية للقرآن، ولكن والهادي الحقيقي هو الله -عز وجل-.
  • استعارة تصريحية في قوله -تعالى-: (خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ)، 4حيث شبّه قلوبهم التي رفضت الحق، وأسماعهم وأبصارهم التي لا ترى نور الهداية بوعاء مختوم سدّت منافذه، واستعار لفظ الختم والغشاوة على سبيل الاستعارة التصريحية.
  • استعارة تمثيلية في قوله -تعالى-: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ).5
  • السجع في نهاية الآيات مثل، قوله -تعالى-: (وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)،6وقوله -تعالى-: (قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ).7
  • التشبيه المُرسل المُجمل في قوله -تعالى-: (فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ)،8لأن أداة الشبه مذكورة، ووجه الشبه محذوف.
  • طباق الإيجاب في قوله -تعالى-: (مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ)،9حيث يوجد طُباق بين يُسرّون ويُعلنون.
  • استعارة مَكنية في قوله -تعالى-: (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ)،10 حيث شبّه حبّ عبادة العجل بمشروب لذيذ.
  • أسلوب التنكير للتفخيم في قوله -تعالى-: (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ)،11 حيث وصفت الآية بأن الرسول آتٍ من عند الله لمزيد من التعظيم.
  • أسلوب الإيجاز بالحذف في قوله -تعالى-: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا).12
  • أسلوب عطف الخاص على العام في قوله -تعالى-: (بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)؛13لأن السوء يُقصد به جميع المعاصي، والفحشاء أقبح من المعاصي.
  • أسلوب استفهام إنكاري في معنى النفي في قوله -تعالى-: (هَلْ يَنظُرُونَ).14
  • التشبيه المقلوب وهو أعلى مراتب التشبيه في قوله -تعالى-: (إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا).15
  • أسلوب الجِناس المُغاير في قوله -تعالى-: (تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ)،16 وقوله -تعالى-: (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ).17
  • أسلوب القصص 18في قوله -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ).19
  • أسلوب التكرار في قوله -تعالى-: (تَلْبِسُوا الْحَقَّ)،20وقوله -تعالى-: (وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ)،[٢١]لزيادة تقبيح المَنهي عنه ويسمى هذا بالإطناب.
  • أسلوب الجملة الاسمية بدل من الفعلية حتى تدل على الاستقرار في قوله -تعالى-: (لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ خَيْرٌ لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ).[٢٢]

المراجع

  1. محمد سعيد رمضان البوطي، من روائع القرآن، صفحة 35. بتصرّف.
  2. محمد حسين سلامة، الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم، صفحة 17-55. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:2
  4. سورة البقرة، آية:7
  5. سورة البقرة، آية:9
  6. سورة البقرة، آية:10
  7. سورة البقرة، آية:11
  8. سورة البقرة، آية:74
  9. سورة البقرة، آية:77
  10. سورة البقرة، آية:93
  11. سورة البقرة، آية:101
  12. سورة البقرة، آية:135
  13. سورة البقرة، آية:169
  14. سورة البقرة، آية:210
  15. سورة البقرة، آية:275
  16. سورة البقرة، آية:282
  17. سورة البقرة، آية:282
  18. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 231. بتصرّف.
  19. سورة البقرة، آية:67
  20. سورة البقرة، آية:42
  21. سورة البقرة، آية:42
  22. سورة البقرة، آية:103
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment