استكشاف مدينة عنتاب: جولة سياحية في أحضان التاريخ والثقافة

حسن الراشد
4 دقيقة للقراءة

عنتاب

تُعتبر مدينة عنتاب كُبرى المُدن التركيّة الواقعة في جنوب البلاد، وتُسمى أيضاً بغازي عنتاب، وتبلغ مساحة أراضيها سبعة آلاف وستمئة واثنين وأربعين ألف كم²، فيما يصل عدد السكان فيها إلى أكثر من مليون وثلاثمئة وسبعة وستين ألف نسمة، وذلك بحسب أحدث الإحصائيات لعام 2011 ميلادي، وهي بذلك سادس المُدن التركيّة من حيث عدد السكان، وأغلبهم من الأكراد، والأتراك، مع أقليّة من الشركس والعرب، وتتبع المدينة إدارياً لمحافظة غازي عنتاب، وتُعدّ عاصمتها أيضاً، وتضم المحافظة قطاعين سُكانيين من الحضر هما: شاهين بيه، وشهيد كامل.

موقع عنتاب

تقع المدينة بالقرب من الحدود السوريّة التركيّة، وهي تُشرف على خليج لواء الإسكندرونة جنوب شرق هضبة الأناضول، والذي كان جُزءاً من الأراضي السوريّة قبل أن تضمه تركيا إليها، وترتبط مدينة عنتاب بولاية أورفا من ناحية الشرق، بينما تحدها من الشمال ولاية كهرمان ماراس، ومن ناحية الغرب تجاورها ولاية أضنة.

أصل تسمية عنتاب

قدم العديد من المؤرخين الروايات المُختلفة حول أصل تسمية مدينة عنتاب، أو غازي عنتاب بهذا الاسم، فبعضهم يقول أنّ أصل الكلمة يعود إلى خانتاب، ومعناها باللغة الحثية أرض الملوك، أما باللغة الفارسيّة فهي الربيع المُكتمل، فيما يُرجح البعض الآخر أن تكون كلمة عنتاب قادمة من الكلمة الآراميّة عين داب؛ وتعني باللغة العربيّة ربيع الذئاب، واختلفت بالعموم تسميات المدينة باختلاف الحضارة التي مرت عليها؛ ففي عهد الصليبيين أُطلق عليها العديد من الأسماء مثل: هنتاب، وهمتاب، وهتاب.

تاريخ عنتاب

يعود تاريخ مدينة غازي عنتاب، إلى عهد الحثيين الذين استوطنوا بلاد الأناضول، وأسسوا إمبراطوريتهم فيها عام 1600 قبل الميلاد، ثمّ تعاقبت على حكم المدينة العديد من الإمبراطوريات والحضارات أبرزها: الكلدانيّة، والبابليّة، والأشوريّة، بالإضافة إلى عهد الفُرس أو السلاجقة، والمقدونيين، والأغريق، والرومان، إلى جانب البيزنطينيين، والأرمن، والساسانيين، والعرب والمسلمين أيضاً، وقد شهدت أرضها العديد من المعارك المُحتدمة، والحروب حامية الوطيس.

من الجدير بالذكر أنّ مدينة عنتاب كانت تتبع لبلاد الشام؛ فهي مجاورة لمدينة حلب السوريّة، ولا تفصلها عنها سوى سبعة وتسعين كيلومتراً، لكنّ السلطات التركيّة ضمتها إلى تُركيا، بمقتضى معاهدة أنقرة الموقّعة بينها وبين فرنسا عام 1920 ميلادي، إذ أضاف حينها البرلمان التركي كلمة غازي إليها، في أوائل شباط/ فبراير عام 1921 ميلادي.

اقتصاد عنتاب

يسود المدينة ومحافظة غازي عنتاب عموماً النمطان الزراعي والصناعي؛ حيث يتميز السكان فيها بنشاطهم الزراعي، فتُزرع كروم العنب على مساحات واسعة من أراضيها، فيما توجد حقول الزيتون، ومزارع الفستق التركي، أو الفُستق العنتبلي المعروف بجودته العالية، كما تنتشر الصناعات الغذائيّة التقليديّة المعروفة في المدينة مثل: الكباب العنتبلي، واللحم بالعجين، وحلوى البقلاوة، ناهيك عن مُشاركة المحافظة، في الحجم الكلي للصناعات التركيّة، بنسبة تصل إلى ست بالمئة، ففيها العديد من ورش التعدين، ومصانع السجاد، كما نشطت السياحة فيها في الآونة الأخيرة.

أهم معالم عنتاب

  • مدينة زقمة الأثريّة على نهر الفرات.
  • قلعة غازي عنتاب؛ التي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي.
  • كنيسة كندرلي؛ التي شُيدت في القرن التاسع عشر بواسطة المُبشرين الفرنسيين.
  • المساجد العريقة؛ كمسجد الشرواني، والبويجي، والعمريّة.
  • المتاحف المختلفة مثل: متحف الآثار، ومتحف العصر الحجري الحديث.
  • الفنادق، والمتنزهات والحدائق، إلى جانب الحمامات التركيّة، ومركز تسوق كبير يقصده العديد من الزوار سنوياً.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب حسن الراشد - متخصص في السفر إلى الوجهات غير التقليدية
بواسطة حسن الراشد
أنا حسن الراشد، كاتب شغوف بعالم السفر والثقافات. منذ طفولتي، كنت مفتونًا بقصص الأماكن البعيدة والشعوب المختلفة، مما دفعني لدراسة الصحافة والإعلام في جامعة الملك عبد العزيز. بعد تخرجي، عملت كمراسل مستقل لعدة مجلات ومواقع إلكترونية، حيث سافرت إلى أكثر من 30 دولة لتوثيق تجاربي. أؤمن بأن الكتابة عن السفر ليست مجرد سرد للأماكن، بل هي جسر يربط بين القلوب والثقافات. أسعى دائمًا لنقل القصص الحقيقية للناس الذين ألتقي بهم، وأشارك القراء جمال العالم من منظور شخصي وعميق. شغفي يكمن في استكشاف الوجهات غير المألوفة ومشاركة ما أكتشفه مع الجميع.
Leave a Comment