استكشاف مدينة سلا: جوانب تاريخية وجذابة

حسن الراشد
6 دقيقة للقراءة

مدينة سلا المغربية

هي “Salé” مدينة قديمة مسوّرة على الساحل الأطلسي المغربي شمالي القارة الإفريقية، وتعتبر من أعرق المدن المغربية الإسلامية، وهي المدينة التوأم للعاصمة الرباط، يمكن الحديث عنها بشكل مفصّل كالآتي:

موقع مدينة سلا

تقع مدينة سلا غرب الدولة المغربية، وتتوسط مدينتي القنيطرة والرباط، ويحدّها من الناحية الشمالية إقليم القنيطرة، ومن الناحية الشرقية إقليم الخميسات، ومن الجنوب العاصمة الرباط، أما من الغرب، فهو ساحل مدينة سلا على مياه المحيط الأطلسي.1

يفصل مدينة سلا عن العاصمة الرباط وادي ونهر أبي رقراق، فقد غمرت المياه ضفته اليمنى، فأصبح يشكّل حدًا فاصلاً بين المدينتين، ويصبّ في النهاية في المحيط الأطلسي. 1

مساحة مدينة سلا

تصل مساحة مدينة سلا إلى حوالي 95,48 كم2، ولم تكن كل هذه المساحة مُستغلّة تمامًا، فقد كانت المدينة المحصّنة بالأسوار القديمة والحصون، إلا أنّها بدأت تشهد توسعًا عمرانيًا كبيرًا في طرفين من أطرافها، الطرف الأول باتجاه مدينة القنيطرة من جهة منطقة سيدي بوقنادل، والطرف الثاني باتجاه شرق سلا، حيث بُنيت مدينة سلا الجديدة. 1

جغرافية مدينة سلا

تحمل مدينة سلا الميزة الجغرافية الأوضح، وهي في كونها مدينة ساحلية مطلّة على المحيط الأطلسي، وتمتّعها بساحل صخري يصل طوله 390 كم، كما أنّها تقع على الضفة اليمنى من نهر أبي رقراق، مما يجعلها مدينة ذات ثروة مائية وفيرة، كما تحتضن غابات مختلفة من أشجار البلوط خاصةً في حدودها الشمالية الشرقية.1

مناخ مدينة سلا

تتميز هذه المدينة الساحلية بمناخ محيطي شبه رطب إلى رطب، تتراوح درجات الحرارة فيه ما بين 8 درجات في الشتاء، و30 درجة مئوية في الصيف، مما يجعلها معتدلة في الصيف وباردة في الشتاء. 1

يتأثر معدل سقوط الأمطار بالتيارات البحرية والقارية، ويتراوح ما بين 500-600 مم سنويًا، ويكون موسم الأمطار في مدينة سلا ممتدٌ في فصل الشتاء من شهر أكتوبر حتى شهر مارس، أما الموسم الجاف فهو في الصيف من شهر أبريل حتى شهر سبتمبر، ولا تتساقط فيها الثلوج.1

سكّان مدينة سلا

يعيش في مدينة سلا ما يقارب 890,403 نسمة حسب إحصائيات 2014م، ويزداد عدد سكانها بشكل سريع بسبب الهجرة الريفية إليها، وبالنسبة لأصول سكان المدينة، فقد اختلطت فيها الأعراق والأجناس، إذ لجأ إليها عدد من العائلات العربية الأندلسية بعد سقوط الأندلس، وتحتضن أيضًا قبائل عربية من الجزائر.2

مقاطعات مدينة سلا

تعتبر المدينة بمثابة محافظة تنقسم إلى 5 مقاطعات يتوزع عدد السكان عليها، ويمكن من خلال هذا الجدول توضيح المقاطعات وعدد سكانها، ونسبة السكان لمدينة سلا كاملةً، وذلك وفق إحصائيات 2014م: 2

المقاطعة
مجموع عدد السكان
النسبة لسكان مدينة سلا
مقاطعة المريسة
174,934
20%
مقاطعة بطانة
95,291
11%
مقاطعة احصين
214,540
24%
مقاطعة العيايدة
153,361
17%
مقاطعة تابريكت
252,277
28%

تاريخ مدينة سلا

يعود تأسيس المستوطنات الحضرية الأولى على أرض مدينة سلا إلى الحقبة الرومانية، ولكن، تم تأسيس مدينة سلا الإسلامية في مطلع القرن الحادي عشر الميلادي، على يد أسرة بني عشرة التابعة لإمارة بني يفرن، فأصبحت وجهة يرفد إليها سكان المناطق المجاورة والأندلس، مثل أسرة بني خيرون الأندلسية.345

وبعدها، في عام 1132م، وصل الموحدون إلى مصب نهر أبي رقراق، وانضمت سلا إليهم، واعتنى بها الخلفاء الموحدون عناية خاصة، ثم حكمها سلاطين الأسرة المرينية حتى بداية القرن الخامس عشر، ووصلت ذروتها كميناء تجاري ومدينة حضارية في العصور الوسطى، ومن الضروري ذكر هجرة الأندلسيون إلى مدينة سلا بعد أن سقطت الأندلس في عام 1492م، وخاصةً سقوط آخر مدن الأندلس، وهي غرناطة.345

وبعدها، استولى السعديون على السلطة، ولكن زادت الصراعات في عهدهم، وبعد العام 1627م، أصبحت مدينة سلا مقرًا للقراصنة البربر، الذين عُرفوا في الغرب باسم “Sallee Rovers” هذا ما جعل المدينة معرّضة بشكل مستمر للهجوم الأوروبي البحري، هذا ما قد يفسّر غموض هذه المرحلة التاريخية وقلة المعطيات التاريخية.345

اقتصاد مدينة سلا

تعتمد المدينة في اقتصادها على العديد من القطاعات، ومن أبرز هذه القطاعات هي:16

  • قطاع الصناعة التقليدية: إن قطاع الصناعة التقليدية هو أهم قطاع اقتصادي في مدينة سلا، حيث تعتبر أقوى ثالث مدينة مغربية في هذا القطاع، ويحتل النسيج الصدارة في هذه الصناعة.
  • القطاع التكنولوجي: تعد تيكنوبوليس مدينة تكنولوجية واقتصادية مهمة في المدينة؛ حيث وفرت فرص عمل للعديد من أبناء مدينة سلا في هذا المجال، فضلاً عن كونها ركيزة اقتصادية في البلاد.
  • قطاع السياحة: تتميز مدينة سلا في كونها مدينة سياحية جاذبة، فهي غنية بالتراث والتاريخ، إلى جانب تنوع تضاريسها ومظاهرها الطبيعي، وثقافة الشعب وحضارتهم الطاغية عليها، والتي بدورها تجذب السائح للاطلاع عليها أكثر فأكثر.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ “مدينة كبرى، بمعطيات مجالية متنوعة”، عمالة سلا، اطّلع عليه بتاريخ 1/11/2023. بتصرّف.
  2. ^ أ ب “الساكنة”، عمالة سلا، اطّلع عليه بتاريخ 1/11/2023. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت “التاريخ”، عمالة سلا، اطّلع عليه بتاريخ 1/11/2023. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت “Salé Morocco”, britannica, Retrieved 1/11/2023. Edited.
  5. ^ أ ب ت “SALÉ, THE TURBULENT CITY – PART 1”, corsairsandcaptivesblog, Retrieved 1/11/2023. Edited.
  6. “تكنوبوليس”، عمالة سلا، اطّلع عليه بتاريخ 1/11/2023. بتصرّف.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب حسن الراشد - متخصص في السفر إلى الوجهات غير التقليدية
بواسطة حسن الراشد
أنا حسن الراشد، كاتب شغوف بعالم السفر والثقافات. منذ طفولتي، كنت مفتونًا بقصص الأماكن البعيدة والشعوب المختلفة، مما دفعني لدراسة الصحافة والإعلام في جامعة الملك عبد العزيز. بعد تخرجي، عملت كمراسل مستقل لعدة مجلات ومواقع إلكترونية، حيث سافرت إلى أكثر من 30 دولة لتوثيق تجاربي. أؤمن بأن الكتابة عن السفر ليست مجرد سرد للأماكن، بل هي جسر يربط بين القلوب والثقافات. أسعى دائمًا لنقل القصص الحقيقية للناس الذين ألتقي بهم، وأشارك القراء جمال العالم من منظور شخصي وعميق. شغفي يكمن في استكشاف الوجهات غير المألوفة ومشاركة ما أكتشفه مع الجميع.
Leave a Comment