تاريخ ليلة الإسراء والمعراج
أجمع العلماء على أنّ حادثة الإسراء والمعراج وقعت بعد البعثة النبوية، إلا أنّ أقوالهم تعدّدت في تحديد تاريخ ليلة الإسراء والمعراج، وفي أي سنة وشهر كانت، وفيما يأتي تفصيلٌ لهذه الأقوال:12
- القول الأول: أنّ رحلة الإسراء والمعراج كانت قبل الهجرة النبوية بسنةٍ واحدةٍ، وهو القول الذي رجّحه الزهري وعروة بن الزبير وابن سعد.
- القول الثاني: أنّها كانت في شهر ربيع الأول، وقيل في شهر ربيع الثاني، وقيل في رجب.
- القول الثالث: رجّح كثيرٌ من العلماء إلى أنّ رحلة الإسراء والمعراج حدث في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول، واستدلوا على ذلك بالأثر المروي عن جابر بن عبد الله وعبد الله بن عباس -رضي الله عنهم- أنّهم قالوا في هذا اليوم: “وُلد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول، وفيه بُعث، وفيه عُرِج به إلى السماء، وفيه هاجر”.
وتذكر كثيرٌ من كتب السيرة أنّ الإسراء والمعراج كان مواساةً لقلب النبي -عليه الصلاة والسلام- بعد أن عاد من الطائف وقد لقي أذى وصدودًا منهم، وسبق ذلك وفاة عمه أبي طالب وزوجته خديجة -رضي الله عنها-.3
مختصر قصة الإسراء والمعراج
بدأت قصة الإسراء والمعراج عندما كان النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- جالساً في بيت أُم هانئ، نزل عليه ملكان، فشقّا صدره وأخرجا قلبه، وغسلاه بماء زمزم، وملأه إيمانًا وحكمةً، فكانت هذه حادثة شق الصدر للمرة الثانية، ثُمّ جاءه جبريل -عليه السلام- بدابة البُراق، وركبا عليه إلى بيت المقدس، وصلّى إمامًا بالأنبياء جميعهم في بيت المقدس، ثُمّ عُرج به إلى السماوات العُلا، والتقى في كلّ سماءٍ بنبي من الأنبياء -عليهم السلام- إلى أن بلغ إلى سدرة المنتهى، حيث فرض الله تعالى على أمّته خمسين صلاةً، وبقي يُراجع الله تعالى فيها إلى أن خفّفها وجعلها خمس صلوات في اليوم والليلة، ورأى في رحلته هذه الجنّة ونعيمها، والنار وجحيمها، وأصنافًا من أهلها.42
ثبوت الإسراء والمعراج في القرآن والسنة
إنّ حادثة الإسراء والمعراج ثابتةٌ في القُرآن الكريم والسُّنة النبويّة الصحيحة، ومن الأدلة على ثبوتها ما يأتي:5
- قوله تعالى: (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)،6 وهذا دليلٌ على حادثة الإسراء.
- قوله تعالى: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى* عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى* عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى* إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى* مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى* لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى)،7 وجاء عن ابن عباس والسيدة عائشة -رضي الله عنهم- أنّ هذه الآيات دليلٌ على المعراج؛ لأنّ المرئي هو جبريل -عليه السلام-.
- اتفاق البُخاري ومُسلم وغيرهما من أصحاب كتب الحديث على رواية الأحاديث التي تُثبت المعراج، ومنها حديث (بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف، قلت ما هذا يا جبريل، قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، فإذا طينه أو طيبه مسك أذفر)8
المراجع
- محمد جميل زينو، مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع، صفحة 446. بتصرّف.
- ^ أ ب صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم مع زيادات، صفحة 85-88. بتصرّف.
- أكرم العمري، السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية، صفحة 188-192. بتصرّف.
- عطية سالم، دروس الهجرة، صفحة 4-10. بتصرّف.
- محمد أبو شهبة، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، صفحة 408-409. بتصرّف.
- سورة الإسراء، آية:1
- سورة النجم، آية:13-18
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6581، صحيح.