أسباب وعلاج الوسواس القهري: دليل شامل للحفاظ على الصحة النفسية

أنس الحارثي
4 دقيقة للقراءة

أسباب الوسواس القهريّ

كثُرَت الأبحاث التي تناولت اضطراب الوسواس القهري، وعلى الرغم من ذلك فإنّها لم تحدِّد الأسباب الحقيقيّة له، وقد تنتج هذه الحالة عن مجموعة من العوامل منها مايلي:1

  • أسباب وراثية: قد يمتد اضطراب الوسواس القهري في العائلات عبر الأجيال، ويُعتبر في هذه الحالة اضطراباً عائلياً، وتزداد احتمالية ظهور الاضطراب لدى الأفراد الذين يعاني أفراد أُسَرِهم المُقربين منه، فقد أظهرت دراسة أُجريَت على التوائم البالغين أن أعراض الاضطراب يمكن أن تكون متوارثة إلى حد ما؛ حيث تتفاوت نسبة مساهمة العوامل الوراثية في أعراض الاضطراب بين27% و47%، ومع ذلك فإنه لم يُحدَّد جين واحد بأنّه مُسبِّب للاضطراب.
  • أسباب مناعية: قد تنتج بعض حالات الظهور السريع للاضطراب لدى الأطفال بسبب الإصابة بعدوى المجموعة A من البكتيريا العُقدية (بالإنجليزية: Group A streptococcal infections)، حيث تُسبِّب هذه الإصابة اختلالاً وظيفياً في العُقد القاعدية، وقد ارتبط الظهور السريع للاضطراب حديثاً بمُسببات أخرى؛ كالبكتيريا المسببة لمرض لايم، والفيروس المسبب لانفلونزا H1N1.
  • أسباب سلوكية: أشارت النظرية السلوكية إلى أن المصابين بالاضطراب يربطون بعض المواقف أو الأشياء بالخوف، كما يتعلمون كيفية تجنب هذه الأشياء، وكيفية القيام ببعض الطقوس للحد منه، ويبدأ الخوف والطقوس عادة في فترة التوتر الشديد؛ مثل الأوقات التي تلي انتهاء علاقة مهمة، أو عند البدء في وظيفة جديدة، وعندما تتكوّن العلاقة بين الشيء والشعور بالخوف، فإنّ المصاب يبدأ بتجنب هذا الشيء بدلاً من مواجهة الخوف.
  • أسباب عصبية: تمكن الباحثين من اكتشاف أن بعض أجزاء الدماغ تختلف لدى المصابين بالاضطراب مقارنةً مع غير المصابين عبر التصوير الدماغي، ومع ذلك فإن الاختلافات المرتبطة بتطور الاضطراب لا تزال غير معروفة بالضبط، كما يبدو بأن الاختلالات في توازن المواد الكيميائية الدماغية مثل: الغلوتامات والسيروتونين قد تلعب دوراً في الاضطراب.
  • أسباب أخرى: مثل الأسباب البيئية: مثل الضغوطات البيئية والإصابة بارتجاج الدماغ (بالإنجليزية: Traumatic brain injury)، والأسباب المعرفيّة التي يسئ فيها المصابون فهم أفكارهم.

تعريف اضطراب الوسواس القهري

يمتاز اضطراب الوسواس القهري (بالإنجليزية: (Obsessive-compulsive disorder (OCD) بنمط من المخاوف والأفكار اللاعقلانية (الهواجس) التي تؤدي للقيام بسلوكيات بشكل متكرر (سلوكيات قهرية)، حيث تتضارب هذه الهواجس والسلوكيات القهرية مع الأنشطة اليومية وتسبب إزعاجاً شديداً، وقد يحاول المريض إيقاف هذه الهواجس أو تجاهلها ولكنها تزيد من إزعاجه وقلقه، فيشعر المريض أنه مُقاد للقيام بهذه الأعمال القسرية للتخفيف من توتره، إلا أن هذه الأفكار المزعجة تعود إليه على الرغم من جميع محاولاته لتجاهلها أو التخلص منها،2ويعد الخوف من التعرض للأذى أو الخوف من الجراثيم من أشهر الأمثلة على هذه الهواجس، بينما يعد غسل اليدين، والتنظيف، والعَّد وفحص الأشياء للتأكد منها من الأمثلة على السلوكيات القهرية.3

علاج الوسواس القهري

يتضمن علاج اضطراب الوسواس القهري الأمور الآتية:4

  • مضادات الإكتئاب وأهمها مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: selective serotonin reuptake inhibitors SSRIs)، ويشعر المريض بالتحسن عادة خلال 1-3 أسابيع بعد تناول الدواء، ومع ذلك فقد يتطلب الأمر حوالي 12 أسبوعاً لملاحظة المزيد من التحسُّنات، وهناك إمكانية لتغيير الدواء، أو زيادة جرعته من قبل الطبيب في حالة عدم الشعور بالتحسّن خلال 3 أسابيع.
  • الاستشارة الطبية التي تتضمن علاجاً معرفياً وسلوكياً خاصاً يُعرف باسم التعرّض ومنع الاستجابة (بالإنجليزية: exposure and response prevention)، حيث يزيد العلاج الاتصال بالشيء المسبب للقلق والمعتقدات الخاطئة ببطء بمساعدة المستشار الصحي، وبالتالي التقليل من أعراض الاضطراب مع مرور الوقت.

فيديو عن علاج الوسواس القهري

للتعرف على المزيد من المعلومات حول الوسواس القهري و أسبابه شاهد الفيديو.5

المراجع

  1. Hannah Nichols (18-1-2018), “?What is obsessive-compulsive disorder”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 14-3-2018. Edited.
  2. Mayo Clinic Staff (17-9-2016), “(Obsessive-compulsive disorder (OCD”، www.mayoclinic.org, Retrieved 14-3-2018. Edited.
  3. “Obsessive-Compulsive Disorder”, www.medlineplus.gov, Retrieved 14-3-2018. Edited.
  4. “Obsessive-Compulsive Disorder (OCD) – Topic Overview”, www.webmd.com, Retrieved 15-3-2018. Edited.
  5. فيديو عن علاج الوسواس القهري.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب أنس الحارثي - متخصص في التغذية الصحية ونمط الحياة
بواسطة أنس الحارثي
أنا أنس الحارثي، كاتب ومدرب مهتم بالصحة والعافية. حصلت على درجة البكالوريوس في التغذية والصحة العامة من جامعة الملك سعود، وأمتلك خبرة تزيد عن 7 سنوات في كتابة المقالات والمحتوى التعليمي حول الصحة. شغفي يكمن في نشر الوعي حول أهمية العادات الصحية وتقديم نصائح عملية لتحسين جودة الحياة. عملت مع العديد من المنصات الرقمية والمجلات لتوفير معلومات دقيقة ومحدثة. أؤمن بأن المعرفة هي الخطوة الأولى نحو حياة أفضل، وأسعى دائمًا لإلهام الآخرين من خلال كتاباتي لاتخاذ قرارات صحية مستنيرة. هدفي هو تمكين الأفراد من العيش بصحة ونشاط من خلال محتوى موثوق ومباشر.
Leave a Comment