كل ما تحتاج معرفته عن الناموس في الإسلام

فراس الأحمد
4 دقيقة للقراءة

ما هو الناموس في الإسلام

يطلق لفظ الناموس في الإسلام على جبريل -عليه السّلام-؛ ومعنى لفظ الناموس في اللغة؛ صاحب سرّ الخير، واتفق أهل العلم على أنّ لفظ الناموس يراد به جبريل -عليه السّلام-، وسُمي جبريل -عليه السّلام- بذلك؛ لأنّ الله -تعالى- فضله على باقي الملائكة بأنْه يطّلع على الغيب، ويعلم بالوحي الذي لا يطلع عليه غيره.1

وقال النووي: “واتفقوا على أن جبريل -عليه السلام- يسمى الناموس، وقيل سمي بذلك لأن الله -تعالى- خصه بالغيب والوحي”، وقد وردت تسمية الناموس لجبريل -عليه السّلام- في حديث أم المؤمنين خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- مع ابن عمها ورقة بن نوفل، وذلك عندما بشرّها بنبوة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.2

وبعدما نزل جبريل -عليه السّلام- على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- جاء أنّه: (فَرَجَعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى خَدِيجَةَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، فَانْطَلَقَتْ به إلى ورَقَةَ بنِ نَوْفَلٍ، وكانَ رَجُلًا تَنَصَّرَ، يَقْرَأُ الإنْجِيلَ بالعَرَبِيَّةِ، فَقالَ ورَقَةُ: مَاذَا تَرَى؟ فأخْبَرَهُ، فَقالَ ورَقَةُ: هذا النَّامُوسُ الذي أَنْزَلَ اللَّهُ علَى مُوسَى، وإنْ أَدْرَكَنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا)،3 والناموس هنا هو جبريل -عليه السّلام-.

2

الناموس في القرآن الكريم

يعد جبريل -عليه السّلام- من الملائكة المقربين لله -تعالى-، وقد خصّه الله -تعالى- بالكثير من الأعمال والمهام دون غيره من الملائكة، ومن أهمها أنّه أنزل القرآن الكريم على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وقد ورد ذكره في كتاب الله -تعالى-، في العديد من آياته، كما ورد ذكره في سنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.4

واختلفت صفات جبريل -عليه السّلام- وأسماؤه في القرآن الكريم، وفيما يأتي بعض الآيات التي ورد بها ذكر جبريل -عليه السّلام-:4

  • قول الله -تعالى-: (قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِّلْمُؤْمِنِينَ).5
  • قول الله -تعالى-: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ* بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ)،6 ويقصد بالروح الأمين جبريل -عليه السّلام-.
  • قول الله -تعالى-: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)،7 والمراد بروح القدس في الآية هو جبريل -عليه السّلام-.

مكانة الناموس في الإسلام

بيّن الله -تعالى- مكانة جبريل -عليه السّلام- في كثير من آياته، وبين منزلته عنده، حتى جعلها مباينة لمنزلة أفضل الخلق رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.8

وقد وصف الله جبريل -عليه السّلام- بالعديد من الأوصاف منها الكرم والقوة حيث قال الله -تعالى-: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ* ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ* مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ)،9 وغيرها من الآيات التي تُبين فضل جبريل -عليه السّلام- ومكانته الرفيعة التي خصّه الله -سبحانه وتعالى- بها دون غيره من الملائكة8

المراجع

  1. ابن الملقن، التوضيح لشرح الجامع الصحيح، صفحة 289. بتصرّف.
  2. ^ أ ب النووي ، شرح النووي على مسلم، صفحة 203. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:3392، حديث صحيح.
  4. ^ أ ب ابن تيمية ، مجموع الفتاوى، صفحة 298. بتصرّف.
  5. سورة البقرة، آية:97
  6. سورة الشعراء ، آية:193 195
  7. سورة النحل، آية:102
  8. ^ أ ب عبير بنت عبد الله النعيم، قواعد الترجيح المتعلقة بالنص عند ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير، صفحة 922. بتصرّف.
  9. سورة التكوير ، آية:19 21
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment